الساعة الثامنة : اتصل بي أخي وليد لأكثر من مرة و مباشرة سألني " أين أنت ؟" ، قلت " في البيت بعدما أنعم الله على أخيك بجمعة مريحة هذا الأسبوع إذ لم أعمل " ، تنهد و قال : - الحمد لله ، ألم تسمع ماذا حدث في بن عكنون ؟ ... كارثة " ، قاطعته : - خير يارب خير يارب ..، قال : - حفرة شقت الطريق " أس" و سقطت فيها سيارات ...المهم تابعها عبر قناة ...هي في العاجل ، و أنا أول من قدم الخبر حمدت الله بعدما تأكدت عدم وجود ضحايا و حمدته لأن أخي الصغير بالأمس صارا كبيرا لا بحكم الطبيعة و الميتافيزيقا، بل لأنه أدرك أن الإعلام رسالة قبل أي شيء ، وهو يقدم الخبر عبر الفايس بوك كأول صحفي قدم الخبر بالصور، والنتيجة أن أول إطلالة سجلت عبرها أكثر من 100 مشاركة للصور...وحمدته لأنه تابع الخبر ومستجداته رغم أنه يشتغل في القسم الرياضي أو بالأحرى أنا من كان السبب في اختياره، و اليوم حقق أول خروج عن النص إلى الحفرة التي دوخت العاصميين و الجزائريين و حتى الإخوة المقيمين في الخليج و العالم . نعم حفرة شغلت الرأي العام لأكثر من أربع وعشرين ساعة، حفرة ابتلعت أكثر من 5 سيارات حفرة احتضنت ما بين إحدى عشر إلى أربعة عشر شخصا ولم تفرق بين الرجال و النساء ولا الكبير ولا الصغير ولا صاحب السيارة الفخمة ولا العادية ، و لا بين الفقير والغني ولا الإطار من العامل العادي ...حفرة صارت الحدث و العاجل و الهام فهرع والي العاصمة مشكورا و مدير عام الحماية الوطنية مشكورا و طوقت الشرطة المكان وما أصعبه ؟. أصعب مكان في الطريق السريع الذي يعد من مخلفات فترة حكم الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الرابط بين زرالدة غربا إلى الدار البيضاء شرقا ، سبق له أن صنع الحدث العام الماضي و تم حل المشكل في سويعات طبعا، لأن الطريق مهم وحساس و رابط استراتيجي لا بديل له للجميع من أجل الولوج إلى العمل، و لن أضيف شيئا إن كررت عبارة للجميع من الفقير إلى الغني ومن الإطار إلى العادي جدا جدا، الحفرة صارت حديثا شيقا فقيل فيها العجب عبر مواقع الاتصال من أنها لم تكن عادلة، وهي تضع صاحب السيارة البسيطة مع السيارات الأخرى إلا أنها ساوت بين جميع الماركات العالمية و غير العالمية، إلى أنها جاعت بعدما لم تأكل منذ مدة إلى القول أن حرف" أس" الذي يرمز للطريق سئم ترتيبه في الأبجدية الفرنسية إلى القول أن الأمر مؤامرة خارجية، لكن النتيجة هي واحدة ...نعم مسافة نقطعها في عشرة دقائق قطعناها في ساعات ثلاث، قطعناها ونحن نسمع خبر إصلاح أحوال الحفرة التي قال عنها صحفي عبر المباشر " تصلنا الصورة للنقاش و التحليل ؟ " وكأنه يريد نقاشا و تحليلا للحفرة التي أعتقد أنها حضرت مسرحيا أكثر من مرة في مسرح الحياة ...حفرة ستظهر جلية في المهرجان الوطني للمسرح المحترف و حفرة كبيرة بين المثقف والسلطة والمجتمع وحفرة بين المواطن والمواطن لأن صاحب" السيلفي" مع الحفرة خلق حفرة أكبر في طريق وصول المواطن المتعب المغلوب في يومياته و تعبه نحو البيت ...وبعد كل هذا ألا تستحق الحفرة كل تقدير و الاحترام ؟ ..