الشيخ مصطفى السيد عطية (مصر): تفاجأت بمدى تعلق وتمسك أهل وهران بدينهم الإسلامي الوسطي احتضنت عصر أول أمس قاعة الجامع القطب عبد الحميد بن باديس بوهران، الاحتفالات الرسمية المخلدة لذكرى المولد النبوي الشريف، إذ وفي أجواء بهيجة توّجها حضور كوكبة من المشايخ والقراء يمثلون جمهورية مصر العربية ومقرئ من المغرب، استمتع الجمهور الذي أبى إلا أن يشارك في هذه الاحتفالية الدينية الرمزية، بالأجواء البهيجة والروحانية التي ميّزت هذه الأمسية الخالدة، التي كانت مناسبة سانحة لتذكر خصال وشمائل النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام، فضلا عن إلقاء كلمات عطرة وتقديم مدائح دينية شجية وتكريم الفائزين في مختلف مسابقات تحفيظ القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، وفي مستهل كلمته التي ألقاها الشيخ مصطفى السيد عطية من مصر، أكد هذا الأخير أنه تفاجأ بمدى تعلق وتمسك سكان وهران بدينهم الإسلامي الوسطي المعتدل، مضيفا أنه زار الكثير من البلدان العربية ولم ير في حياته علماء ربانيين كعلماء الجزائر، إذ أعجب بامتلاء مساجد الولاية، واجتهاد مشايخ الوطن في نشر الرسالة المحمدية السمحاء، مشيدا بما سماه تعلق الجزائريين بشريعتهم ودينهم ونبيهم الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أن الجميع هاهنا يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كيف لا؟ وهو أفضل مخلوقات الله على هذه البسيطة، مؤكدا على أنه وفي يوم ميلاد خير الأنام حدثت الكثير من المعجزات، منها احتفاء الكواكب، وسقوط شرف قصور كسرى، وخمود نار المجوس وانحسار نهر ساوة، وهي إشارات تدل على عظمة هذا النبي ورفعة أخلاقه وسمو فضله ومكانته بين سائر كائنات الخلق، مشددا على ضرورة العودة إلى منهج الله ورسوله الأكرم، معتبرا أنه لا عزة لنا ولا سؤدد إلا بالتمسك بهاذين الحبلين المتينين، داعيا الجميع إلى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، والافتخار به أمام الأمم. ليتم بعدها الشروع في توزيع الجوائز، حيث تم تكريم مجموعة من حفظة القرآن والأحاديث النبوية الشريفة، على غرار الطفل سحنون بوزيد عبد الودود، الذي استطاع ختم القرآن وعمره لا يتجاوز ال9 سنوات، مغراوي أحمد بشير، بسباسي هاجر، وغيرهم من المكرمين على غرار بعض الطلبة من الزاوية البلقائدية الهبرية، وعلى هامش هذا الاحتفال المخلد لذكرى مولد خير الأنام، أكدت لنا البرعمة العزيري منال فراح، التي تم تكريمها بمناسبة حفظها لأربعة أحزاب، أنها سعيدة بهذه الجائزة التي تحصلت عليها، وأنها تنوي حفظ المزيد من السور والأيات البينات من الذكر الحكيم، ولم لا؟ ختم القرآن مستقبلا، داعية المولى عزّ وجل أن يكتب لوالدتها، أن ينعم الله عليها بعمرة حتى تزور الكعبة المشرفة وقبر النبي عليه أزكى الصلاة والتسليم. وعلى صعيد متصل احتفلت الزاوية البلقائدية الهبرية بسيدي معروف، هي الأخرى بهذه المناسبة الدينية العطرة، حيث استضافت هي الأخرى الوفد المصري المشكل من أربعة شيوخ ويتعلق الأمر بالقارئ محمد المهدي شرف الدين، القارئ محمد درويش درويش، الدكتور إسلام رضوان، الشيخ مصطفى السيد عطية، والمغربي عبد الودود هيشو، حيث تم قراءة قصيدة البردة للإمام البوصيري، وتقديم مجموعة من الابتهالات والدروس التي تمجد وتدعو إلى الاحتفال بذكرى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتبرز أهم صفاته وكمائله المحمدية المباركة.