عائلات تختار تونس لقضاء نهاية السنة، و أخرى تكتفي بجلسة غير مكلفة بغابة مسيلة تعود عطلة الشتاء هذه السنة في غير موعدها حيث تفاجأ التلاميذ و أوليائهم بالقرار الذي حدد مدة أيام العطلة ب 18 يوما الأمر الذي أسعد الجميع و راحوا يخططون لبرنامج خاص للراحة و الاسترخاء بعد أن ألغوا كل البرامج عندما كانت أيام العطلة مقررة ب 10 أيام فقط هذه القرارات المفاجأة رغم أنها أزعجت أولياء الأمور كونها جاءت دون سابق إنذار أفرحت الأغلبية الذين كانوا بحاجة إلى مدة أطول لتنفيذ مخططاتهم الاستجمامية للاحتفال بليلة رأس السنة أو استثمار أوقات العطلة في خرجات سياحية أو برامج أخرى كدمج الأطفال في النوادي الرياضية أو الجمعيات القرآنية أو المخيمات الكشفية و المهم بالنسبة إليهم هو تكريس الوقت و المال لترسيخ المفهوم الحقيقي للعطلة من اجل التغيير و العودة بنفس جديد. و من خلال استطلاعنا الذي أجريناه في محاولة التعرف على طرق استغلال العطلة بالنسبة للعائلات الوهرانية التمسنا أن ثقافة العطلة و مفهومها لدى الأولياء هو من يحدد كيفية قضائها أو عدم الاهتمام بها كليا و تكون وقتا يتوقف فيه التلميذ عن الدراسة لا أكثر و هذا الوقت بالنسبة للبعض يجب أن يقضيه الطالب في المراجعة و الحفظ خاصة لأصحاب المعدلات الضعيفة و المتوسطة إذ أن هناك آباء و أمهات لا يعترفون بالعطلة كمساحة للراحة و التغيير ما أكد لنا أنه لا دخل لمستوى الدخل الفردي لكل أسرة في في كيفية قضاء العطلة حسبما يدعيه البعض في الوقت الذي وجدنا فيه فئات كثيرة من المواطنين فرحين للعطلة و يحضرون لها مثلما يحضرون ليوم العيد خاصة و أن الإجازة الشتوية اعتبرت هذه السنة مفاجاة سارة. أولياء يسارعون للخروج في عطلة من جهتهم أسرع العديد من أولياء التلاميذ للخروج في عطلة موازاة مع عطلة أبنائهم و ذلك للتفرغ لهم و الاهتمام بقضاء أوقات العطلة في ظروف تلم فيها شمل الأسرة التي حالت طبيعة عمل غالبية الآباء و الأمهات دون الاجتماع بأبنائهم المتمدرسين لأوقات أطول، كما يفضل الكثير من الأولياء الخرجات و السهرات العائلية للاحتفال بنهاية السنة، و ذكر عدد كبير من الأولياء الذين صادفناهم أنهم عجلوا بدورهم موعد عطلتهم مباشرة بعد الإعلان عن قرار مديرية التربية في تقديم و تمديد مدة العطلة الشتوية حيث كان البعض مقررا الخروج بداية الأسبوع المقبل أو منتصفه و البعض الآخر لم يكن يفكر في الخروج نهائيا، و ذكرت في هذا الصدد إحدى السيدات موظفة بقطاع الصحة أنها لم تخطط لبرنامج خاص لقضاء الإجازة من قبل كون 10 أيام لم تكن كافية بالنسبة إليها إلا أنها غيرت رأيها و جهزت لخرجة سياحية داخلية. كما وضح بعض المتمدرسين أنهم جد سعداء بقرار وزيرة التربية و أنهم كانوا بحاجة ماسة لتلك المدة التي سيسمح لهم أولياءهم استغلالها بالوجه المطلوب من خلال الخروج و التجول و اختيار مكان قضاء ليلة رأس السنة الميلادية وفق خطة مدروسة. في حين أن غالبية التلاميذ تذمروا من أيام العطلة الطويلة لأنهم سيبقون في منازلهم و ليس لديهم أي مخططات أو برامج ما عدا زيارة الأقارب أو التجول في أسواق المدينة أو اللعب في شوارع الحي و تعتبر هذه الفئة من الفئات المحرومة من الاستمتاع بالإجازة بل و حتى أولياءهم و لاسيما الآباء لن يتمكنون في اخذ عطلة أو تخصيص جزء من وقتهم للتفرغ لأبنائهم و هذا راجع حسب مختصين في علم النفس و الاجتماع إلى ذهنيات بعض العائلات و طرق تعاملهم مع العطلة كمفهوم يحتاج إلى التصحيح. رحلات سياحية منظمة تستقطب العائلات توافد عدد كبير من العائلات على وكالات السياحة و الأسفار للاستفسار عن برامج و أسعار الرحلات المنظمة حيث أفاد صاحب إحدى الوكالات السياحية بوهران أن برنامج العروض منوع و ثري تم تقديمه لكل الزبائن عبر صفحات التواصل الاجتماعي منذ شهر إلا انه لم يلق الإقبال الكبير أن الوضع تغير بمجرد صدور قرار تمديد أيام العطلة من 10 أيام إلى 18 يوما كاملة و هي فرصة تغتنمها العائلات للاحتفال بنهاية السنة في أماكن و فضاءات مغايرة و جديدة لمدة أسبوع على الأقل، و رغم أن الأسعار حسب بعض الأولياء مرتفعة إلا أن استثمار أيام العطلة بالشكل المريح لكل من الأبناء و أولياءهم كان الهدف الذي يصبوا إليه عدد قليل من الأولياء و نشير في هذا الصدد أن أسعار الرحلات المنظمة إلى تركية اسطنبول 115000دينار جزائري إلى 135000 دينار جزائري لمدة 7 أيام، إلا أن أسعار الرحلات المنظمة إلى كل من سوسة و الحمامات التي تجلب اكبر عدد من السواح الجزائريين تراوحت من 21000 إلى 35500 دينار جزائري، كما اختارت العديد من العائلات الرحلات المنظمة نحو مناطق الجنوب منها منطقة تاغيت السياحية بولاية بشار التي تراوحت أسعار الإقامة فيها مدة 6 أيام تتزامن و رأس السنة الميلادية من 32500 إلى 40000 دينار جزائري، هذا بالإضافة إلى عدة برامج «لأونات» تخص مجموعة من الرحلات السياحية الداخلية إلى مناطق الجنوب و إلى بعض الولايات الساحلية الشرقية كبجاية و الشريعة بالبليدة. غابتا العذراء و مسيلة الوجهة الأقرب لسكان وهران و أكد العديد من الأولياء خاصة منهم محدودي الدخل و الذين لا تمكنهم الميزانية الخاصة بهم من السفر خارج الولاية و خارج الوطن بأنهم يختارون في كل عطلة شتوية يوما جميلا مشمسا للتوجه نحو غابة العذراء أو مسيلة اللائي تعتبران ملاذا للعائلات الوهرانية الهاربة من زحمة المدينة و الرطوبة حيث تقضي مع أبناءها يوم استجمام و استرخاء بين أحضان الطبيعة الهادئة و لا يكلف ذلك حسب البعض إلا وجبة غذاء كاملة و بعض المشروبات الساخنة تزينها لمة الأسرة و أصوات الأطفال و هم يلعبون في المساحات الخضراء الواسعة و ان كان التردد على مثل هذه الأماكن محتشما في فصل الشتاء إلا انه ضروري بالنسبة للعائلات التي تدرك جيدا أهمية الاسترخاء و تغيير الجو و الروتين اليومي للمتمدرسين. مختصون يؤكدون ضرورة استثمار أيام الإجازة الفصلية في الاسترخاء و بعيدا عن البرامج و المخططات يركز مختصون في علم النفس و التربية على الأولياء الذين لا يعيرون أي اهتمام للإجازة و يهملون أبناءهم طيلة أيام الاستراحة من فصل كامل قضوه في الدراسة و الجهد و التعب و الإرهاق النفسي و المعنوي هذا الذي يحتاج إلى الراحة و إلى تحضير مسبق و أكدت السيدة سومية رحو مختصة في علم النفس التربوي أن الطفل في عطلة الشتاء غالبا ما يلجأ إلى السلوك العدواني عندما يشعر بالملل ما يجعله معرضا للإصابة بمشاكل نفسية نتيجة بقاءه وقتا طويلا داخل البيت و ذلك ما ينعكس سلبا على الأولياء عندما لا يفهمون ما يطلب الطفل من خلال تلك السلوكات خاصة أمام انشغلاتهم التي لا تنتهي، كما أفادت السيدة اسمهان واضح مختصة في علم الاجتماع أن العطلة بين الفصلين الدراسيين مهمة جدا باعتبارها الفترة التي تمكن الطفل من تثبيت المعلومات التي تلقاها طيلة الفصل وترسيخها في ذهنه استعدادا لتلقي المرحلة الثانية و تساعد النزهات و الرحلات الاستجمامية و أوقات الاسترخاء على استرخاء الدماغ و الجسم و بالتالي الاستعداد الجيد لبدا مرحلة متجددة من النشاط .