رفض عمر سليمان نائب الرئيس المصري المطالبات برحيل الرئيس حسني مبارك, وعلق على استمرار المظاهرات في ميدان التحرير قائلا إننا لا نستطيع أن نتحمل وقتا طويلا في هذا الوضع، ولا بد من إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن. وقال في هذا الصدد إن التواجد الكبير في ميدان التحرير للمتظاهرين وبعض الفضائيات التي تهين مصر وتقلل من قيمتها تجعل المواطنين يترددون في الذهاب لأعمالهم. وقال سليمان في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية إن الرئيس مبارك جاد في عدم ترشيح نفسه أو نجله جمال للرئاسة القادمة، كما أن الرئيس باق في مصر ولن يغادرها، وهو يدير خارطة طريق حتى تنتهي فترة ولايته. كما قال إن كلمة الرحيل التي يرددها بعض المتظاهرين تخالف أخلاق المصريين التي تحترم كبيرها ورئيسها، كما أنها كلمة مهينة ليست للرئيس فقط، وإنما للشعب المصري. وأضاف مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر، والمؤسسة العسكرية حريصة على أبطال أكتوبر، ولا يمكن أن ننسى تاريخنا أو نضيعه. وشدد سليمان على أن الطريق الثاني البديل للحوار هو حدوث انقلاب، ونحن نريد أن نتجنب الوصول إلى هذا الانقلاب الذي يعني خطوات غير محسوبة ومتعجلة وبها المزيد من اللاعقلانية، وهو ما لا نريد أن نصل إليه حفاظا على مصر وما تحقق من مكتسبات وإنجازات. وحذر سليمان من خطورة الدعوة للعصيان المدني، قائلا هذه الدعوة خطيرة جدا على المجتمع، ونحن لا نتحمل ذلك على الإطلاق ولا نريد أن نتعامل مع المجتمع المصري بأدوات الشرطة، وإنما بالحوار والموضوعية. ورأى سليمان أن الرئيس مبارك تجاوب بنسبة كبيرة جدا مع مطالب الشباب، ولم يكن لديه مانع من التجاوب معها كلها، لكن الزمن المتاح لتداول السلطة كان مائتي يوم فقط، وبالحساب تبين عدم إمكانية تنفيذ كل المطالب مثل حل المجلسين والتعديلات الدستورية والاستعداد للانتخابات التي تحتاج شهرا للإجراءات وشهرا آخر لإجرائها. كما أشار إلى تشكيل لجنة دستورية لبحث التعديلات الدستورية المقترحة لبعض مواد الدستور تنتهي من مهمتها نهاية الشهر الحالي. واتهم نائب الرئيس المصري جهات أجنبية لم يسمها بتحريض الشباب، مشيرا إلى ظهور موجة جديدة في مصر لخلق مزيد من الفوضى، حيث يتظاهر كل من له مطالب أو لا يعجبه شيء معين. وقال إن التدخلات الأجنبية منها ما هو سياسي ومنها ما هو خاص ببعض العناصر التي تحاول التدخل وتوفير سلاح أو تهديد الأمن القومي في شمال سيناء. وتحدث سليمان عن عنصر آخر في الأزمة، فقال إنه يتمثل في نقص قدرات الشرطة بعد تدمير عدد كبير جدا من مقراتها واستهداف السجون وهروب عدد كبير جدا يقدر بالآلاف منها. وعن دعوة مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل للرئيس مبارك للحضور إلى ألمانيا للعلاج, قال سليمان إن الرئيس بحالة صحية جيدة، ولم يحدث اتفاق مع ميركل على أي شيء وما أعلنته يمثل تدخلا سافرا فى شؤوننا الداخلية. ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الشعب المصري محبط وينتظر إصلاحات جريئة، داعيا إلى انتقال منظم وسلمي وسريع للسلطة، لكنه اعتبر أن ذلك يعود كليا للشعب المصري. وقال خلال مؤتمر صحفي أمس بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، في الوقت الذي تتواصل فيه المظاهرات والمحادثات، أدعو جميع الأطراف إلى تحاشي القيام بأعمال عنف وضمان حرية التعبير والإعلام. وأضاف أن الشعب المصري هو بكل وضوح محبط ويطالب بإصلاحات جريئة، ويعود إلى القادة المصريين - كما إلى قادة دول أخرى في العالم - الاستماع بانتباه إلى المطالب المشروعة وتطلعات شعوبهم. وأوضح أن عملية انتقالية سلمية ومنظمة أمر حاسم، وآمل أن يؤدي حوار صادق بين القادة والشعب إلى إطلاق مثل هذه العملية. وقال إنه يعود كليا للشعب المصري تحديد مستقبله. وتعرض بان لانتقادات من سفير مصر في الأممالمتحدة وسفيريْ الصين وروسيا لدعوته الأسبوع الماضي في لندن إلى ضرورة البدء بمرحلة انتقالية فورا في مصر.