شهدت 22 بلديّة من أصل ال 42 بلديّة المكوّنة للإقليم الإداري لولاية تيارت، مشاكل عديدة أحالت رؤساءها على المحاكم القضائيّة، بتهم مختلفة أهمّها تبديد الأموال العموميّة- عقد الصّفقات المشبوهة و تزوير و استعمال المزوّر.. أشهر هذه القضايا كانت قضيّة رئيس بلديّة تيارت التي حكم عليه فيها بستّ سنوات سجنا نافذة بتهمة تبديد أكثر من 57 مليار سنتيم و عقد صفات مشبوهة- و قضيّة مير سيدي عبد الرّحمان حيث ثبّت مجلس قضاء تيارت الحكم الصّادر ضدّ هذا الأخير من قبل محكمة قصر الشلاّلة و التي جاء بأداء غرامة مالية و ستّة أشهر سجنا غير نافذة، في انتظار الطعون الصّادرة ضدّهم التي تقدّم بها لميار المحكوم عليهم، إلى المحكمة العليا. إنّ أكثر من 80٪ من البلديّات الباقية هي محلّ سخط المواطنين، و محلّ شكاوى عديدة رفعها المتضرّرون إلى السّلطات الولائيّة والقضائيّة والأمنيّة للنّظر فيها.. وتبقى هذه الشّكاوى، إلى حدّ السّاعة، على مكاتب الجهات المرسل إليها في إنتظار التأّشير عليها من قبل المسئول الأوّل على الولاية، لتباشَر بذالك التّحقيق في مضامينها و مدى صحّة ما ينسب إلى أجهزة البلديات،، بناءا على رسائل المواطنين التي تكون في غالبيّتها رسائل مجهولة! كما أنّ بعض البلديّات شهدت انسدادا في مجالسها، كان أهمّها الانسداد الذي شهدته بلديّة عين الذّهب، منذ مطلع 2008، بعد أشهر من تنصيب المجلس الحالي، لأسباب لم تكن مقنعة إداريّا و قانونيّا لسحب الثّقة من المير، حيث اعتبر الجهاز التّنفيذي لولاية تيارت محاولات الانسداد الثّلاث التي شهدتها نفس البلديّة غير مؤسّسة قانونيّا، الشّيء الذي جعل الأعضاء المتسبّبين في الانسداد مغادرة مناصبهم والاقرار بفشلهم و ضرورة الاهتمام بمصالح المواطنين، خاصّة وأنّ الانسداد الذي دام 3 سنوات، من خلال 3 محاولات سحب الثّقة.. قد تسبّبت في إلحاق الأذى بمصالح البلديّة ككلّ، تعطيل مسار الفريق المحلّي لكرة القدم الذي يعتبر المتنفّس الوحيد لشباب عين الذّهب، تعطيل تسديد أجرة العمّال لأشهر، تعطيل الميزانيّة.. والتّنميّة المحليّة من خلال رفض المصادقة على المداولات أنذاك، لتصبح المعارضة بذلك محلّ سخط الجميع، خاصّة الشّباب، لتعطيلها مصالحهم مدّة زمنيّة دامت 3 سنوات. و تجدر الإشارة في الأخير، أنّ أهمّ المجالات التي يشكو منها المواطن البسيط إضافة إلى مشكل السّكن والعمل، سوء إدارة المصالح الاجتماعية في البلديّات، المحسوبيّة والبنعمّيس بالإضافة إلى استغلال النّفوذ والتسلّط الذي يعاني منه غالبيّة سكّان تيارت العميقة !