*الإحتراف يبقى مجرد حبر على ورق *الأندية تدفع ضريبة تماطل الإدارات في تنفيذ المشروع *لو لا تحركات جمعية رؤساء النوادي المحترفة لما إنفرجت تدريجيا الأزمة *يجب منح المساعدات المقدمة من طرف الدولة على مراحل *خربوش من حقه المطالبة بمستحقاته لكنه لم يحسن التصرف الاحتراف حبر على ورق ..لم نلمس أي تغيير مقارنة بالمواسم الماضية...فريقنا يغرق في ضائقة مالية ..هي إجابات أصبحت تترد على لسان اغلب مسيري ولاعبي البطولة المحترفة، فالكل ينتظر ما ستجود به الأيام القادمة رغم أن البطولة دخلت مرحلة الإياب. وإذا كان هذا هو حال اغلب أندية الرابطة المحترفة الأولى والثانية فإن وضعية فريق وداد تلمسان لا تختلف عنها بدليل المعاناة التي ما فتئ يعيشها منذ عدة مواسم خلت إن لم نقل منذ تاريخ التخلي عن سياسة الإصلاح الرياضي فأصبح يجني عواقبها كل موسم بفقدانه لأبرز ركائزه دون أن يستطيع تعويضهم مثلما كان عليه الأمر بداية ا العام الجاري لما غادره أربعة من ابرز لاعبيه والذين لم يستطع مجاراة الفرق التي اختطفتهم منه وفاق سطيف وشبيبة القبائل قياسا بالعروض المالية التي قدمت لهؤلاء ، والتي كانت تسيل اللعاب وهو ما حصل حتى مع اللاعب البوركينابي طروري الذي فضل الوفاق الذي دفع له أكثر على الوداد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الالتحاق به وحتى اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لتعويض هؤلاء المغادرين لم يكونوا في مستواهم بدليل تسريح أكثرهم وحتى الذين تم الاحتفاظ بهم لم يستفد منهم الوداد بسبب توالي الإصابات عليهم. والحقيقة أن مصاريف الوداد لا يمكن مقارنتها بتلك التي تنفقها أندية أخرى تلعب معه بنفس القسم ذلك أن ما صرفه لحد الآن أي بعد أن لعب ثمانية عشرة مقابلة في البطولة يضاف إليها مصاريف التربصات المغلقة والمستحقات التي دفعت للاعبين بلغ سبعة ملايير وهي القيمة التي تدفعها بعض الأندية من اجل شراء لاعبين اثنين فقط. هذه الأزمة المالية ظهرت تأثيراتها في الآونة الأخيرة حين قرر اللاعبون مقاطعة التدريبات احتاجا على عدم تلقيهم لمستحقاتهم .و حتى نعرف إلى أين وصلت أمور الاحتراف الذي دخل حيز التطبيق منذ بداية بطولة هذا الموسم كان لنا لقاء مع رئيس الوداد عبد الكريم يحلى الذي أجاب على أسئلتنا: ككل فرق القسمين الأول والثاني دخل فريق وداد تلمسان هذا الموسم غمار الاحتراف، كيف تقيمون الوضعية لحد الآن ؟ تطبيق الاحتراف كان أمرا لابد منه لمواكبة الحركة الرياضية العالمية ،فوضعت الدولة بعض الامتيازات لصالح الفرق التي تستوفي شروط ذلك منها تخصيص مساحة معينة لكل ناد محترف من اجل إقامة مركز تكوين تساهم السلطات بثمانين من المائة من مصاريف انجازه ، إضافة إلى استفادته من قرض مالي يصل إلى عشرة ملايير بفائدة لا تتعدى الواحد بالمائة وكذا استفادة الأندية من تخفيضات قدرها خمسين بالمائة من مصاريف النقل الجوي وصولا إلى التكفل بمدربي الفئات الصغرى . وهل تجسدت هذه الوعود على ارض الواقع ؟ حتى وإن كنا قد دخلنا مرحلة الإياب، إلا أن الأمور باقية على حالها ولا جديد يذكر حيث أن كل ما قيل بقي مجرد حبر على ورق وهذا بالرغم من تحرك رؤساء الأندية واللقاءات التي قاموا بها مع كل الهيئات المعنية . اذن عدم الوفاء بالوعود التي تلقتها الأندية المحترفة هو الذي دفع برؤسائها إلى التحرك ؟ أكيد ،فهذا الأمر دفعنا في البداية إلى تكوين جمعية رؤساء الأندية المحترفة فقامت هذه الأخيرة بطرق أبواب كل الهيئات المعنية كما رفعت مؤخرا رسالة إلى رئيس الحكومة، وإذا بقيت الأمور على حالها سنقوم بوقفة في السادس عشرة من الشهر الجاري من اجل لفت الانتباه إلى الوضعية الصعبة التي تعيشها الأندية .كما أننا قمنا في الآونة الأخيرة بتأسيس الرابطة المحترفة التي تمت المصادقة على قوانينها الأساسية مهمتها الآن هي التحضير للجمعية الانتخابية لاختيار مكتبها الذي سيضم بالإضافة إلى رئيسها ثلاثة ممثلين عن الأندية المحترفة التي تلعب بالرابطة الأولى وثلاثة آخرين من الرابطة الثانية .وسيكون دورها تسيير البطولة المحترفة مع بداية الموسم المقبل . في رأيكم ما هو السبب في عدم الوفاء بهذه الوعود ؟ القضية بيروقراطية لا اقل ولا أكثر. لكن لو نعد إلى معاناة الأندية المحترفة من الناحية المادية فالبعض يرى انه وفي ظل دخول هذه الأخيرة عالم الاحتراف أصبحت ملزمة بالبحث عن موارد خاصة بها دون انتظار ما تقدمه لها السلطات، هل توافقون على هذا الطرح ؟ من يقول هذا الكلام هو بعيد في الحقيقة عن الواقع لأن تحقيق هذا الأمر وفق الطرح المذكور يتطلب توفر محيط ملائم، كيف ذلك ؟فمثلا عندنا في تلمسان لا توجد مؤسسات اقتصادية كثيرة ولا أرباب أعمال كبار يستطيعون التكفل بالفريق مقارنة بأندية أخرى توجد في مناطق تتوفر على ما ذكرته. إذن وأين يكمن الحل ؟ ارى انه من الضروري أن لا تتخلى الدولة عن مساعدة الأندية دفعة واحدة بل يجب أن يكون ذلك بالتدريج ، على الأقل يجب مرافقتها لحوالي ثلاث مواسم وبالتالي فإن الاحتراف لا يمكن تطبيقه بين عشية وضحاها . نعلم أن الوداد قد فتح رأس ماله منذ بداية الموسم تقريبا، هل لنا أن نعرف إلى أين وصلت هذه العملية؟ للاسف لم يتم شراء أكثر من مئة سهم وهو رقم ضئيل جدا لذا وجدتني أقول أن الفرص ليست متساوية عند جميع الأندية حتى تتحمل كلها مسؤولياتها وبالتالي تبقى دائما في حاجة إلى مساهمة الدولة. صراحة كم بلغت مصاريف الوداد لحد الآن ؟ لقد صرفنا سبعة ملايير ونبقى في حاجة إلى خمسة أخرى لإنهاء الموسم وقد كانت مداخلينا هذه من مساعدات السلطات المحلية ومؤسسات السبونسور . على ذكر السبونسور ، يبقى هذا الجانب ناقصا عند الوداد مقارنة بأندية أخرى، أليس كذلك ؟ نحن نملك بعض الممولين ولازلنا نبحث عن آخرين فمثلا بعد انسحاب متعامل الهاتف النقال موبيليس من تمويل الفرق ومنها الوداد اتصلنا بالمتعاملين الآخرين نجمة وجيزي لكن وبحكم ترؤسي للفريق في وقت متأخر كان الوقت قد مضى وبالتالي سنحاول التعاقد مع احدهما في الموسم المقبل . اضافة إلى الضائقة المالية التي يعيشها الوداد تم تجميد حسابه مؤخرا ،هل من تعليق على ذلك ؟ اللاعب خربوش من حقه المطالبة بمستحقاته ،لكن ما يعاب عليه هو انه لم يتصرف بروح المسؤولية، فهو يعلم المرتبة التي يتواجد بها الوداد، ففي الوقت الذي بدأ الفريق يستفيق جاء ليضعه في هذه الورطة ومع ذلك نحن لم نرفض تسديد مستحقاته لأننا نؤمن بأن الفريق كلما سدد ديونه كان في وضعية أفضل فاقترحنا عليه اخذ مبلغ أولي على أن نجدول معه الباقي وكلما دخلت خزينة النادي إعانات جديدة نسدد له منها مثلما فعلنا مع لاعبين آخرين لكنه رفض ولعلمكم انه لا يستطيع تجميد حساب الشركة ونحن الآن بصدد فتحه . لكن هذا الأمر زاد من معاناتكم ، ليس كذلك ؟ بالفعل فمصاريف التنقلات الثلاثة الأخيرة كانت من مالي الخاص، كما أن إقدامه على هذا الأمر أخر عملية تسديد مستحقات رفاقه. على ذكر اللاعبين ،بسبب عدم تلقيهم لمستحقاتهم أقدموا مؤخرا على مقاطعة التدريبات كاحتجاج منهم على هذا الأمر .ما رأيكم في ذلك . من حق اللاعبين أن يطالبوا بمستحقاتهم ،وإذا بقيت معاناة الفريق بهذا الشكل قد يأتي يوم ونجد نحن كمسيرين أنفسنا مجبرين على الانسحاب .