عقدت وحدة الدرك الوطني لولاية مستغانم صبيحة أول أمس السبت ندوة صحفية ، كشفت من خلالها عن ملابسات الجريمة البشعة التي كانت الشابة [ م.ر ] ضحية لها ، تعود وقائع هذه الجريمة إلى تاريخ 05 فبراير 2011 ، وهو اليوم الذي تمكن شاب كان يرعى وسط غابة وادي الرمان التابعة إقليميا لدائرة سيدي لخضر وعن طريق الصدفة التعرف على ما يشبه بقايا رفات إنسانية ، لم يكن ليصل إلى ذلك لولا تلك الأمطار الغزيرة التي سقطت قبل أيام ، وعرت ما تبقى من جسد الضحية لتلفظها فوق السطح ، إن فعل العوامل الطبيعية والمدة الزمنية التي مرت على ارتكاب هذه الجريمة كانت أسباب كافية في تعفين الجثة وبدرجة متقدمة ، مما أفقدها الكثير من أجزائها وأعضائها ، إلى أن لم يبق منها إلا ما يبدوا على أنه وجه وفخذ إنساني ، أمام هذا المنظر البشع سارع الشاب إلى وحدة الدرك الوطني لدائرة سيدي لخضر ليبلغها بالحدث ، على إثر ذلك أمرت هذه الأخيرة بفتح تحقيق ، كما طلبت من مصالح الشرطة العلمية الإنتقال إلى عين المكان لإجراء التحريات التي تسمح لها فيما بعد الكشف على الجاني ، تماشيا مع ذلك فتحت ملفات الشابات اللواتي اختفين في محيط الجهة التي وجدت فيها الجثة ، بعد فترة قصيرة تبين أن الآنسة [ م.ر ] المولودة بتاريخ 1985 والقاطنة بدوار محادنية التابعة لبلدية خضرة قد اختفت خلال فصل الصيف الماضي ، و حسب المعلومات الملتقطة تكون الضحية قد اختفت في ظروف مجهولة ، حينها استدعت وحدة الدرك الوطني التابعة لدائرة سيدي لخضر عائلة الضحية ، حيث تعرفت عليها أختها في مستشفى سيدي لخضر بفضل ما تبقى من الملابس التي كانت ترتديها في ذات اليوم ، لم تكتف وحدة الدرك بهذا الإنجاز وإنما أخذت عينة من فخذ الضحية الموجود في عين المكان وعينتين من دم أختها وأمها ، وبعثت كل ذلك إلى مخبر المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام _ بزيرالدا _ بهدف التأكد عن مدى تطابق العينات ، بفضل عائلة الضحية تحصلت الوحدة على رقم شريحة هاتفها الشخصي ، حيث كان لهذه الشريحة دور كبير في إلقاء القبض على المشتبه به ، حيث استغلت وحدة الدرك الوسائل التكنولوجيا الحديثة التي مكنتها في وقت وجيز التعرف على نوع جهاز الضحية الذي كانت تستعمله ، كما كشفت في حينها على كل المكالمات التي أجرتها يوم اختفائها ، وقد تبين أنها أجرت العديد منها مع المدعو [ ب.ك ] المولود في 1978 متزوج ويمتهن العمل اليومي ، بناء على كل هذه المعطيات قررت وحدة الدرك يوم 19 أفريل إلقاء القبض على المشتبه به الذي كان يومها يتسوق بوسط مدينة سيدي لخضر ، وعند نقله إلى منزله ضبط بداخله على هاتف الضحية الذي كان خاليا من الشريحة ، قبل هذا كانت عائلة الضحية قد قدمت لوحدة الدرك معلومة مفادها أنها هتفت عدة مرات إلى إبنتها بعد اختفائها لكن كل محاولاتها كانت فاشلة ، إلى أن توقف هاتف الضحية عن الرن ، وفي إحدى الأيام تتلقى العائلة مكالمة مجهولة الهوية مفادها أن إبنتها موجودة في مدينة شلف ، حيث راحت العائلة تبحث عنها في كل الولاية المذكورة دون جدوى ، عند التحقيق مع المشتبه به المدعو [ ب.ك ] تبين أنه كان على علاقة حميمية مع الضحية وأنها كانت حامل ، حيث طلبت منه عدة مرات منحها الأموال الضرورية التي تمكنها من إجراء عملية الإجهاض ، كما تبين أنه كان يتقابل مع الضحية في منزل شاطئي بعين ابراهيم هو ملك لأحد المغتربين ، بالرغم من كل هذه البراهين والأدلة لا زال المشتبه به يتنكر الفعل الإجرامي رغم اعترافه كل ما نسب إليه من أفعال وعلاقات مع الضحية .