لقد إكتشف أعضاء لجنة الصحة والشؤون الإجتماعية والعمل والتكوين والتعليم المهنيين، بالمجلس الشعبي الوطني خلال زيارتهم التفقدية أمس لولاية معسكر، أن هذه الولاية التاريخية لا تتوفر في واقع الأمر في مجال الهياكل الصحية الإسشفائية سوى ما ورثته عن الحقيبة الإستعمارية، مادامت 4 مستشفيات من أصل سبعة، هي من البناء الجاهز والتي تجاوزت مدة صلاحياتها بدليل روائح التعفن المنبعثة من جدرانها القديمة وسقوفها المترهلة رغم ما تحظى به من ترميم من حين لآخر قصد إطالة عمرها. أعضاء اللجنة البرلمانية برئاسة النائب قوادري بلقاسم، بدأوا زيارتهم هذه في إطار جولة قادتهم الى عدة ولايات، بزيارة المؤسسة الإستشفائية بالمحمدية دحاوة دحو، التي تسع 300 سرير موزعة على 9 مصالح، يشرف عليها 27 طبيبا أخصائيا و26 طبيبا عاما. وبعين المكان تلقى الوفد البرلماني شروحا حول مختلف نشاطات هذه المؤسسة الإستشفائية والمشاكل التي تعوق سيرها ومنها على وجه الخصوص نقص الأطباء الأخصائيين ولا سيما في أمراض النساء إذ يضطر المستشفى حاليا الى تحويل الحالات الإستعجالية نحو مستشفى وهران، بعد أن باءت محاولات الإستعانة بالأطباء الخواص بالفشل. كما يشكو المستشفى من تأخر إنجاز مصلحة الأمراض العقلية التي إستقبلت العام الماضي 4880 مريض، منهم 2020 تم إدخالهم لمستشفى، في إنتظار تجسيد مشروع إعادة الإعتبار للمصلحة المحلية للأمراض العقلية بسعة 40 سريرا. هذا ويسعى مستشفى المحمدية الى تشغيل التجهيزات الجديدة الخاصة بجراحة العيون في حالة توفر الجراح المختص في مثل هذا النوع من الجراحة. البرلمانيون إطلعوا أيضا على ظروف التكفل بالمرضى ولا سيما بمصلحة طب الأطفال، حيث أشرفوا على توزيع لعب وهدايا على بعض الأطفال المرضى. ومما إكتشفه البرلمانيون أيضا أنه بدلا من الشروع في إنجاز مسشتشفيات تعويضية بديلة لتلك المبنية بالبناء الجاهز، فقد تم حذف مشروع بناء مستشفى جديد بتغنيف من 120 سرير بعد أن تم الإعلان على إدراجه ضمن المخطط الخماسي، حسبما أفاد به ممثل مديرية السكن والتجهيزات العمومية ضيوف الولاية، موضحا أن هذا الإجراء لم يتم تعليله، رغم أن الأرضية المرشحة لإحتضان المشروع والمقدرة ب 5 هكتارات جاهزة، علما أنه ليس المشروع الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه الإجراءات إذ سبق للجنة الوطنية للصفقات وأن رفضت الملف الخاص بإنجاز مستشفى متخصص في جراحة العظام بطاقة 120 سرير بمدينة بوحنيفية -حسبما أوضحه والي ولاية معسكر نفسه- لدى إستقباله الوفد البرلماني بمقر ديوانه، معللا ذلك بالأسباب القانونية ومؤكدا الشروع في الإجراءات الكفيلة بإعادة إطلاق هذا المشروع في أقرب وقت. وبعد إطلاعهم على سير مصلحة تصفية الكلى والمركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيا بالمحمدية، إنتقل البرلمانيون الى مدينة سيڤ حيث تلقوا شروحا كذلك حول حصيلة نشاطات كل مصالحة، والذي إستفاد من مشروع تجري حاليا دراسته لإنجاز مصلحة للإستعجالات الطبية والجراحية بأرضية مجاورة له في إطار توسعته، وقد رصد للعملية رخصة مالية مبلغها 275 مليون دج. وبالمحطة المعدنية ببوحنيفية إهتم أعضاء الوفد البرلماني بالخصوص، على إمكانيات المحطة في توظيف الشباب ضمن مختلف أجهزة الإدماج المهني، علما أن المحطة تشغل حاليا 80 شابا في هذا الإطار، وهو ما يمكن مجاوزته بعد إعادة الإعتبار الجذرية المقررة لهذه المحطة المعدنية. إمكانيات التكوين في مختلف التخصصات الحرفية والمهنية، اطلع عليها البرلمانيون بالمركز الوطني المتخصص للتكوين المهني بمدينة معسكر الذي يتكفل حاليا بتأهيل 589 متربص موزعين على 21 تخصصا. والي ولاية معسكر الذي إستقبل الوفد البرلماني، أثرى معلومات ضيوف الولاية بمعطيات كثيرة حول شؤون التنمية المحلية ولا سيما حول المدن الجديدة الست بكل من معسكر، المحمدية، سيڤ، وادي الأبطال، ومطمور والتي ستتيح للولاية الفلاحية الخصبة، معلنا عن تنظيم الولاية لملتقى وطني حول الأمير عبد القادر في ذكرى وفاته، متمنيا أن يتحول الى ملتقى دولي العام المقبل وداعيا أبناء الولاية الى مساعدة المسؤولين في تجسيد المشاريع المبرمجة للنهوض بالمنطقة وجعلها في مستوى المكانة التي يحظى بها الأمير عبد القادر وطنيا ودوليا. وبمركز العجزة والمسنين بمعسكر طرح على الوفد البرلماني مشكل الجمع بين المسنين وبين المعوقين ذهنيا، وهو ما سيتم إجتنابه بفتح الجناح الجديد بالمركز الذي سيتح الفصل بين الفئتين، كما لفت إنتباه البرلمانيين توافد عائلة تتكون من أم وإبنتها المعوقتين نتيجة أزمة السكن قصد الإقامة بمركز المسنين، بينما يبيت الوالد في المسجد وهي المأساة العائلية التي دفعت البرلمانيات على وجه الخصوص ضمن الوفد للمطالبة بإيجاد حل لهذه العائلة وجمع شملها في مسكن لائق مع ضمان دخل كاف لإحتياجاتها من منح التضامن. وبمستشفى مسلم الطيب، اطلع أعضاء الوفد البرلماني على الإكتظاظ الذي تشكو منه مصلحة التوليد على وجه الخصوص، الأمر الذي إستدعى تسجيل مشروع لإنجاز عيادة للتوليد بجانب المستشفى بطاقة 60 سريرا رصدت لها ميزانية الدولة حوالي 40 مليار سنتيم. هذا وقد واصل الوفد البرلماني زيارته هذه بالوقوف على عدة مرافق صحية، وأخرى إجتماعية بكل من تغنيف والحشم ومعسكر.