* الشيخ نعّام يتواصل مع عشاقه ... في ليلة من ليالي الصيف المصادف للثاني من شهر جويلية من السنة الجارية ، ووسط أجواء أقل ما يقال عنها حميمية بلمسة فنية وثقافية رفع الستار عن فعاليات عرس ثقافي في حلّة المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي في طبعته الرابعة المهداة الى روح فقيد الفن وأغنية الراي" الجيلالي العمارنة" التي أبت محافظة المهرجان الوطني لأغنية الراي وعلى رأسها السيد المحافظ " طيبي محمد" إلا أن تضعه في الحسبان وتمنحه الأولوية باعتباره ابن عاصمة المكرّة وسفير أغنية الراي في المحافل الدولية وهو في أوج عطاءاته . ملعب الإخوة الثلاثة عميروش كان الفضاء المحتضن لفعاليات الطبعة الرابعة من مهرجان أغنية الراي والذي سيمتد الى غاية السابع من نفس الشّهر ، المهرجان الذي عرف تحضيرات على قدم وساق وضع على سكّة التنفيذ بعد أن حطّت خشبة رياض الفتح الرّحال بعاصمة المكرة وعلى أرض الملعب بتقنيات عالية المستوى من حيث الإضاءة والصوت ، لتكون أركسترا أمين دهّان مرافق الفنانين على مستوى السّهرات المبرمجة . العرس الثقافي أسند فيه التنشيط للثنائي " جلول جدي" و" ريزاني " اللّذين شدّا الحضور بفعل حضورهما على الخشبة ومنح التنشيط بعده الفني بروح شاعرية ، وقد تقضل السيد المحافظ " طيبي محمد" بإلقاء كلمة بالمناسبة مرحّبا بجمهور عاصمة المكرة ، وكذا بالسيد " نور الدين لرجان" ممثلا عن وزارة الثقافة ، وبالسلطات المحلية والمدنية وعلى رأسها السيد الوالي ، مشيرا الى أنّ الطبعة الرابعة للمهرجان تتزامن وفعاليات الاحتفاء بذكرى عيدي الاستقلال والشباب . وهذه الطبعة بشكل خاص وقفة فنية لكلّ فنّان لاسيّما المرحوم " رزق الله الجيلالي " المعروف ب " الجيلالي العمارنة" ، وأنّ المهرجان في حدّ ذاته تأكيد على أصالة فن الراي والتراث الجزائري ، وهو موعد ثقافي هامّ على مدار أسبوع كامل للتواصل مع عشاق فن الراي ، معلنا الانطلاقة الرسمية لفعاليات الدّورة ، الانطلاقة الفعلية للمهرجان جاءت مرفوقة بالألعاب النارية التي زيّنت ملعب الإخوة الثلاثة عميروش وتلألأت الأضواء في سماء ليلة صائفة ، لتؤكّد أن الجزائر بخير وأن المهرجانات متواصلة لتنعش اللّيالي وتمدّ جسور العطاء مع جمهور مولع بفنّ الراي . لتستهلّ السّهرات باستعراض فنيّ لشباب فرقة إيدن بالي سيدي بلعباس ، المكوّنة من 18 شاب وشابة ، تحت إشراف السيدة " بن دومة زواوية " ، الاستعراض الفني كان على وقع أنغام الشاب هشام ، أين تناسقت الحركات واللّوحات الكوريغرافية بشكل منتظم ، ليكون الاستعراض بذاته على شرف فعاليات الافتتاح الرّسميّ للتظاهرة ، ما لفت الانتباه تواجد البرعمة " إكرام رزق اللّه " ابنة المرحوم الجيلالي ضمن الفرقة للبالي ، لتوقّع مع باقي الزّملاء لمسة فنية على شرف الدّورة المهداة الى روح والدها . السيدة " بن دومة زواوية" صرّحت لنا أن فرقة إيدن لبالي سيدي بلعباس قديمة العهد ، إلاّ أنّ التعامل مع هؤلاء الشباب كان منذ أشهر قليلة على مستوى دار الثقافة ، والتّحضيرات كانت جارية خصّيصا لهذا العرس الثقافي لذكرى الجيلالي العمارنة كما أبدت أسفها كون الاستعراض كان من المنتظر أن يدوم عشرين دقيقة ، ولظروف تقنية من لدنّ المحافظة تمّ اقتطاع بعض اللّوحات آملة أن ّ ليلة الاحتفاء بذكرى عيدي الاستقلال والشباب والتي ستكون سهرة مميّزة لروح الجيلالي ، أن تمنح الأولوية لتقدّم استعراضها الفني مكتمل اللّوحات . ما لفت الانتباه ، أنّ ذات السيدة وخصّيصا لسهرة الافتتاح الرّسمي للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي ، طبعت صورة المرحوم " الجيلالي عمارنة" على قمصان شباب وشابات فرقة إيدن لبالي سيدي بلعباس . السّهرة الأولى تمنح تذكرة الاستمرارية للمهرجان المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي استهلّ سهراته الأولى مع الشيخ الحطّاب على وقع نغمة القلال والقصبة ، بحضوره القويّ على الخشبة استحوذ على اهتمام الجمهور وهو يردّد أغاني الملحون الأصيل أين تجاوب معه الحضور وتراقصوا على نغمة القصبة . الشيخ الهبري من جهته وهو يداعب آلة الأكورديون تفاعل معه الجمهور العباسي واهتزّ على أغانيه التي كانت ضمن ريبارتوار أغنية الراي الأصيلة ، لتعتلي الخشبة بعدها الشابة جميلة الرزيوية التي ألهبت المدرّجات وتواصلت مع جمهور المكرة الذوّاق الذي اهتزّ على غنائها الشبابي ، هاتفا باسمها مردّدا أغانيها. تخلّل صعود كلّ فنان الرّكح وصلات تنشيطية استمدّت مادّتها من الكلمة الأصيلة والشعر المنظوم ، ليكون المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي مهرجانا فنيا تحكمه الكلمة والإيقاع للأركسترا . محبوب الجماهير العباسية وشاعرها ، الشيخ النعّام ضرب موعدا آخر لعشّاقه مردّدا أغانيه القديمة التي تجاوب معها الحضور من جمهور الشباب والعائلات ، ليؤكّد بحقّ أنّه خوليو سيدي بلعباس الآسر لمحبّيه ، الذي سبق وأن صرّح في ندوة صحفية أن ّ فنّ الراي فنّ أصيل وسيدي بلعباس أولى باحتضانه ، والدّليل على ذلك احتضانها لأربع دورات متتالية . ابن عاصمة الغرب الجزائريوهران " هواري بن شنات" كان حاضرا هو الآخر ضمن رزنامة برنامج السّهرة الأولى ، متغنيّا بوهران وهو على خشبة مهرجان الراي لسيدي بلعباس ، وقد تجاوبت معه العائلات حتّى وان كان حضوره عابرا . الشاب خلاص هو الآخر كان حاضرا ضمن الرزنامة للسهرة الأولى ، وقد تواصل مع الجمهور أين ردد أغاني المرحوم حسني التي تجاوب معها جمهور المكرة ، كما غنى من الموروث السطايفي . ختام السهرة الأولى من العرس الثقافي الوطني لأغنية الراي كان مسكا مع الشاب "عبّاس " الذي ألهب هو الآخر المدرّجات ، وتجاوبت معه أمواج الشباب التي حجّت الى ملعب الإخوة الثلاثة عميروش ، ليضرب موعد آخر مع كوكبة أخرى من فنّاني الوطن لإحياء سهرات الصيف . تجدر الإشارة الى أنّ المهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي في دورته الرابعة عرف عدّة نشاطات فنية بالموازة أهمّها تنظيم معارض فنية في الفن التشكيلي واللّباس التّقليدي والماكرامي على مستوى قاعة سينماتيك الموكسي . وعليه ، فان السّهرة الأولى من المهرجان من المنتظر أن تكون إيذانا بنجاح السّهرات القادمة ، ليكون مهرجان أغنية الراي في مستوى الحدث ، مع تسجيل حضور الجمهور الذي من المفترض أن يكون العملة رقم واحد في التّعاطي مع الفنّ والفنّان .