تعوّل موسكو على لقاء سريع يجمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في الأرجنتين على هامش قمة مجموعة العشرين. جاء ذلك بعدما ألغى ترامب اجتماعاً مقرراً بين الجانبين، احتجاجاً على احتجاز موسكو 3 سفن حربية أوكرانية كانت في طريقها من البحر الأسود إلى بحر آزوف عبر مضيق كيريتش، واعتقال بحّارتها ال 24. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين سيلتقي ترامب في شكل سريع، من دون جدول أعمال مسبق، كما سيفعل مع قادة آخرين خلال القمة. وأسِف ل «قرار الإدارة الأميركية إلغاء الاجتماع»، معتبراً أن ذلك «يعني أن مناقشة ملفات خطرة على جدول الأعمال الدولي والثنائي، أُرجئت إلى موعد غير محدد». وكان الجانبان أعلنا أن لقاء الرئيسين سيستمر نحو 20 دقيقة في اجتماع ثنائي، يليه اجتماع موسّع لساعة، يناقش خلالها الطرفان ملفات الأمن الاستراتيجي، بعد إعلان واشنطن عزمها الانسحاب من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، إضافة إلى ملفات إقليمية، بينها سورية وإيران وكوريا الشمالية. وشكّكت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بالسبب المعلن لإلغاء اللقاء، قائلة: «هل يُعتبر الاستفزاز الذي أعدّته أوكرانيا في المنطقة السبب الحقيقي للإلغاء علناً؟ سمعنا هذا الشرح تحديداً، وأخذناه بالاعتبار. هل هذه هي الحقيقة»؟ وزادت: «أعتقد بضرورة البحث عن الأجوبة في الأوضاع السياسية الداخلية في الولاياتالمتحدة. إن ما يسيطر عند اتخاذ القرارات، هو الحالة السياسية الداخلية هناك». وكان ترامب كتب على «تويتر» الخميس: «بما أن السفن والبحّارة لم يعودوا الى أوكرانيا من روسيا، قرّرت أنه سيكون من الأفضل لجميع الأطراف المعنيين أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرراً في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين. أتطلّع إلى قمة مفيدة مجدداً لدى تسوية الوضع!». إلى ذلك، نبّهت الناطقة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إلى أن تحقيقاً يتولاه روبرت مولر في شأن «تواطؤ» محتمل بين الحملة الانتخابية لترامب وموسكو «قد يقوّض علاقاتنا مع روسيا». ووصفت التحقيق بأنه «حملة مطاردة روسية خادعة»، مستدركة أن الرئيس الأميركي ألغى لقاءه نظيره الروسي نتيجة التوتر حول أوكرانيا، لا بسبب المتاعب القانونية المتزايدة المتعلقة ب «ملف روسيا». وفي أوتاوا، دعت مجموعة الدول الصناعية السبع موسكو إلى إطلاق البحارة الأوكرانيين والسفن الثلاث، مشددة على أن «لا شيء يبرر استخدام روسيا القوة العسكرية ضد السفن البحرية الأوكرانية». ووَرَدَ في البيان الذي صدر بعد اجتماع للمجموعة على مستوى وزراء الخارجية: «نعرب عن قلق عميق في شأن التصرّفات الروسية ضد أوكرانيا في مضيق كيرتش والمياه المجاورة، ما أدى إلى تفاقم خطر للوضع. نوجّه نداءً عاجلاً ندعو فيه إلى ضبط النفس والتقيّد بالقوانين الدولية، والعمل لتجنّب أي تصعيد جديد». وطالب موسكو ب «إعادة السفن الأوكرانية، والإفراج عن طواقمها، والامتناع عن عرقلة حركة الملاحة في مضيق كيرتش». وجدّد الوزراء تأكيدهم أنهم «لن يعترفوا أبداً بالضمّ الروسي غير الشرعي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية» عام 2014، وزادوا: «نكرّر دعمنا القوي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها».