ارتفع الأذان من مآذن المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، ولكن الصلاة فيه اقتصرت على عدد من حراس المسجد والموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالمدينة. فللمرة الأولى منذ عام 1967، اضطرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، إلى إغلاق أبوابه أمام المصلين. ومنذ فجر الإثنين، فإن الدخول إلى المسجد كان مقتصرا على حراسه وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية. وبعد صلاة العشاء مساء الأحد، قام مصلون بجولة مؤثرة في أرجاء المسجد لوداعه مع شوق العودة إليه من جديد. وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية شرعت، منذ مطلع الشهر الجاري، في تعقيم مصليات المسجد ومرافقه، ومنتصف الشهر أغلقت مصلياته المسقوفة أمام المصلين لتكتفي بالصلاة في ساحاته قبل أن تغلقه بشكل كامل بدءا من الاثنين. وقال المجلس الأعلى للأوقاف الإسلامية في القدس إنه قرر “تعليق حضور المصلين للصلوات من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك اعتبارا من فجر يوم الإثنين لفترة مؤقتة استجابة لتوصيات المرجعيات الدينية والطبية “. ولكنه استدرك إنه تقرر “استمرار التحاق جميع الموظفين والعمال والحراس بأعمالهم وممارسة نشاطاتهم كالمعتاد، كما يستمر رفع الأذان في المسجد الأقصى في جميع أوقات الصلوات على أن يؤدي العاملون في دائرة الأوقاف وحراس المسجد الموجودون الصلوات في الساحات، مع مراعاة الإرشادات الصحية “. وقال إن “مجلس الأوقاف وهو يشعر بالمرارة جراء اتخاذ هذا القرار، إلا أنه اضطر لذلك حفاظا على حياة وصحة المواطنين وصونا للنفس البشرية استجابة للفتاوى الشرعية في العالم الإسلامي”. ويأتي القرار في وقت منعت فيه الحكومة الإسرائيلية تجمع أكثر من 10 أشخاص في مكان واحد لمنع انتشار فيروس كورونا. ويقول مصلون ومسؤولون إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي بدأت بتحرير مخالفات مالية ضد المصلين عند خروجهم من المسجد. وفي هذا الصدد، فقد أصدرت شرطة الاحتلال مخالفة مالية ضد الشيخ عبدالعظيم سلهب، رئيس المجلس الأعلى للأوقاف، بداعي عدم منع صلاة الجمعة في المسجد. وكان نحو 500 أدوا صلاة الجمعة، ولكن ضمن خطوات وقائية شملت الصلاة في الساحات المفتوحة مع إحضار المصلين سجاجيد الصلاة معهم والحفاظ على مسافة بينهم أثناء الصلاة والتعقيم قبل وبعد الصلاة. وفي وقت شددت فيه شرطة الاحتلال من قيودها على المصلين، واصلت تسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتوفير الحماية لهم أثناء المرافقة. ومع تواصل مخالفات شرطة الاحتلال للمصلين المسلمين، فإن جماعات المستوطنين دعت إلى اقتحامات واسعة للمسجد بداعي أنه خالٍ من المصلين المسلمين. ولكن إجراء الأوقاف الإسلامية شمل منع المسلمين وغير المسلمين من دخول المسجد، ما يعني وقف اقتحامات المستوطنين أيضا.