فور تحررها من سجون الاحتلال بعد قضائها 9 أشهر، تحدثت الأسيرة المحررة سماح جرادات 22 عامًا من سكان مدينة البيرة، عن تجربتها المريرة في الأسر وظروف الاعتقال التي تعاني منها كافة الأسيرات في السجون. ووصفت الأسيرة جردات لحظة الإفراج عنها بالقول “إنه شعور لا يمكن وصفه، فهو ممزوج بالفرح للقاء الأهل والأصحاب والاحباب بعد 9 شهور من الفراق، بالمقابل شعور الحزن على زميلاتي الأسيرات اللواتي تركتهم خلفي، فهم كانوا خلال فترة اعتقالي كعائلتي التي حرمني الاحتلال منها. وحول تفاصيل التحقيق معها تقول الأسيرة المحررة إنه من أصعب الظروف التي مرت بها الأسيرة هي مرحلة التحقيق، حيث تعرضت لتحقيق قاسٍ استمر معها لأكثر من 20 يوماً في مركز تحقيق المسكوبية، وحرمانها من زيارة محاميها الأمر الذي زاد الأمر سواءً عليها، فالمحتل يتعمد إهانه المعتقل. وتضيف “من أصعب اللحظات التي كنا نمر بها داخل السجون هي عندما نتكلم مع عائلتنا عبر الهاتف، ولا نستطيع الحديث معهم بحرية، فالمكالمة تكون مسجلة، أيضا نحن نحاول أن نكبت مشاعرنا ونحبس دموعنا أثناء الحديث معهم، وخاصة في ظل وجود ضابط المخابرات في نفس الغرفة معنا فلا نريد أن يرى ضعفنا. وتستردف الأسيرة جرادات حديثها عن وضع الأسيرات داخل السجون وتقول: إن الأسرى يتعرضون لظروف اعتقاليه صعبة، وخصوصاً الأسيرات منهم حيث تعاني الأسيرات من وجود الكاميرات في الساحات وبالتالي عدم القدرة على التحرك بحرية، وجود المرحاض خارج الغرف، عدا على أن الغرف نفسها لا يوجد بها تهوية، وأيضاً تعاني الأسيرات من قلة ساعات الفورة. وتضيف جرادات أن الأسيرات المريضات تعانين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد الذي تمارسه إدارة السجون بحقهن، كما هو حال الأسيرة المريضة إسراء جعابيص والتي تعتبر من أشد الحالات المرضية، حيث تحتاج إلى عمليات وعلاج مناسب، ولكن إدارة السجون تعتمد اتباع سياسة الإهمال الطبي، فهمي لا تقدم لهم سوى المسكنات. وبحسب جرادات “يوجد داخل سجون الاحتلال 39 أسيرة منهن 16 أما واثنتين اعتقال إداري، وسبع أسيرات موقوفات”. وحول رسالة الأسيرات تؤكد جرادات على أن كل الأسيرات بحاجة إلى الحرية وإلى الاهتمام بقضيتهم بشكل أكبر، كما وتطالب الأسيرات بضرورة الوحدة الوطنية. وكانت قوات الاحتلال قد أفرجت عن الأسيرة سماح خليل جرادات (22 عاماً) من مدنية البيرة، اليوم بعد قضاء فترة محكوميتها البالغة 9 شهور. وقد تعرضت جرادات لتحقيق قاسٍ من التعذيب النفسي والعزل والشبح، ومنعها من لقاء محاميها لأكثر من 20 يوماً، كماحقق معها ضباط مخابرات الاحتلال، لساعات طويلة متواصلة، بهدف إرهاقها وإجبارها على الاعتراف وهددوها باعتقال والدها وأفراد عائلتها، وأن تبقى في السجن طوال عمرها.