دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ابراهيم غالي، الأربعاء، الاتحاد الافريقي "للتدخل العاجل" لإنقاذ المدنيين الصحراويين العزل الذين يعانون من القمع المغربي في الأراضي المحتلة مطالبا بإنشاء آلية دولية مستقلة مكلفة برصد حقوق الإنسان في المنطقة. في رسالة وجهها الى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي فيليكس تشيسيكيدي، نقلتها وكالة الانباء الصحراوية (وأص)، الاربعاء، نبه الرئيس الصحراوي المنظمة الافريقية ب"الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الصحراوي في الاجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية"، داعيا "الإتحاد والمنتظم الدولي للتدخل العاجل لحماية المدنيين في البلد". وحذر الرئيس غالي، من تفاقم الوضع الذي تعيشه المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية هذه الأيام، بفعل تصعيد دولة الاحتلال المغربي لحربها العدوانية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين. وأشار السيد غالي، إلى أن "مسؤولية المجتمع الدولي بشكل عام والإتحاد الأفريقي وآلياته بشكل خاص تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأبرياء العزل من القمع وسوء المعاملة وإنشاء آلية دولية مستقلة مكلفة برصد حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية والتقرير عنها". ولفت الرئيس الصحراوي انتباه الرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي إلى أن المنظمة الافريقية وهيئاتها المعنية بالسياسات تتحمل "مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه شعب الجمهورية الصحراوية". ونتيجة لذلك إعتبر الرئيس غالي أنه "ينبغي للاتحاد الافريقي والدول الأعضاء فيه، فرادى وبشكل جماعي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإجبار المغرب على الالتزام الكامل بالقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، الذي وقعه وصدق عليه دون أي تحفظ، وذلك بإنهاء احتلاله العسكري غير القانوني لأجزاء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية العربية واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية". وفي هذا السياق، شدد الرئيس الصحراوي على أن "النزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية هوقبل كل شيء قضية أفريقية، وبالتالي فإن الاتحاد الأفريقي هوالمعني الأول وينبغي عليه مضاعفة جهوده لإيجاد حل سلمي لهذه المشكلة الأفريقية بإنهاء آخر مظاهر الاستعمار في القارة". ومن جهة أخرى، أشار السيد غالي، إلى "أن وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أكديم إزيك، ماتزال تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربي والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية". وفي هذا الشأن جدد السيد غالي دعوته للاتحاد الأفريقي "بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري، بدون قيد أوشرط لكي يتمكنوا من الالتحاق بوطنهم وجمع شملهم بذويهم". جدير بالذكر أن الرئيس الصحراوي كان قد وجه رسالتين مماثلتين إلى كل من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، ورئيس اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، سولومون أييلي ديرسو. هذا كما وجه الرئيس غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأخرى مماثلة لها إلى الرئيسة الحالية لمجلس الأمن الدولي، الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأممالمتحدة، السفيرة باربرا وودوارد حيث ذكرهما بأن الطرف الصحراوي كان قد حذر من أن دولة الاحتلال تشن حملات انتقامية واسعة النطاق ضد المدنيين الصحراويين العزل والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين في أعقاب العمل العدواني المغربي الذي نسف به المغرب يوم 13 نوفمبر 2020 وقف إطلاق النار فارضا يومها على الشعب الصحراوي استئناف كفاحه التحريري المشروع.