نظمت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع النادي الثقافي للمجاهدين و مديرية التربية للجزائر, ندوة تحسيسية لفائدة تلاميذ الثانويات أول أمس, تحت شعار تبليغ رسالة نوفمبر لجيل الاستقلال من خلال توعيتهم بمدى قيمة الوطن و مدى أهمية الحفاظ عليه, حيث نشّط الندوة مجموعة من المجاهدين و المجاهدات من مختلف الولايات التاريخية, متبوعة بنقاش مع التلاميذ الذين أبدّوا تجاوبا كبيرا مع هذا الموضوع . حيث أكد المجاهد و الوزير السابق للمجاهدين و الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو للحياة العربية أن ثورة أول نوفمبر لم تأتي من فراغ, بل جاءت لتكون تتويجا لثورات سابقة و حروب ضد الاستعمار الفرنسي, و لا تعني الحرب فقط بل هي عملية سياسية, ثقافية, و فكرية.مؤكدا أن الاستعمار الفرنسي حاول طمس شخصيتنا و جعلنا جزء من فرنسا, لنبقى من الرّعية الفرنسية كما أرادها الفرنسيون, لذا يجب على الجيل الجديد الحفاظ على هذه الشخصية , إذ أن جيل الثورة حرّر البلاد و قطع كل الخيوط, و أظهر لفرنسا أن الشعب الجزائري مسلم فمن واجب جيل الاستقلال الحفاظ على هذه الشخصية.ليضيف المجاهد بوعلام شريفي أن ثورة نوفمبر جاءت لبناء جزائر جديدة, و رفض الاحتلال الفرنسي حيث قال أن الجزائر منذ 1830 لم تبق صامتة اتجاه الاستعمار الفرنسي و حافظت على عروبتها و وطنيتها ودينها, لذا يجب الحفاظ على شخصية الدولة الجزائرية و عدم تقليد الدول الغربية و الانغماس في شخصيتهم, فالعائلات الجزائرية في أيامنا هذه تسمي أسماء أبنائها بأسماء فرنسية ذلك لتأثرهم بالثقافة الفرنسية و معتقداتهم, وهذا الأمر مرفوض فالأسماء الجزائرية معروفة و هي مستمدة من الدين الاسلامي، فيجب التسمية بها. مشيرا الى أن الهدف الأساسي وراء إحياء ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر هو المعرفة و الاطّلاع على تاريخ الجزائر و التضحيات الجسام التي كانت من طرف الشعب الجزائري, الذي استشهد سواء كانوا رجالا أو نساء في سبيل الوطن, فالثورة التحريرية كانت شعبية و عامة الأمر الذي أدى إلى نجاحها. حيث أنه استشهد حوالي مليون و نصف مليون شهيد في سبيل الوطن,و المجاهدون الآن تقريبا جميعهم يعانون من أمراض بسبب ما فعله الاستعمار بهم. فاليوم يجب عليكم أنتم جيل المستقبل الحفاظ على هذه البلاد و نحن مسؤولون على تبليغكم رسالة الشهداء في الحفاظ على البلاد و تطويرها عن طريق العلم, هذا خلال الندوة التحسيسية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد التي هي في اتصال دائم مع الطلبة في جميع المستويات.كما أضاف ذات المتحدث أن الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر يعّم كل أرجاء الوطن ففي ولاية غليزان تم تدشين مقبرة للشهداء تتسع ل 1061 شهيد , ذلك من خلال اللّقاء التاريخي في الجبال التي كانت تقام فيها المعارك بدائرة عين طاء. ليحّث بعد ذلك الشباب على الاهتمام بالتاريخ و الحرص على معرفة ماضي الجزائر لضمان المستقبل. و في نفس السياق, ذكر المجاهد فانطازي بلقاسم أنه منذ أول يوم للاحتلال الفرنسي و الشعب الجزائري مؤمنا باسترجاع استقلاله في يوم من الأيام. لذا يجب على جيل المستقبل أن يأخذ العبرة ممّا مضى, و أن يتعلم فالعلم يبني بيوتا ذات أساس متين و الجهل يهدمها, فعلينا الحرص على تعلم تاريخ بلادنا و الحفاظ عليه.