حذر الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين حاج الطاهر بولنوار، من نقص البقول الجافة في السوق الوطنية التي شهدت أسعارها خلال الأشهر الأخيرة زيادة بما يقارب نسبة 20 بالمائة، بسبب الإرتفاع الذي تشهده أسعار المواد الغذائية في الأسواق الدولية، في الوقت الذي توقع فيه إرتفاع فاتورة إستيراد الجزائر للمواد الاستهلاكية مع نهاية العام الجاري إلى 6 مليار دولار. وقال بولنوار في تصريح له، إن أسعار الحبوب الجافة مرشحة للزيادة خلال الأسابيع المقبلة بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية، مضيفا أن الجزائر رهينة تقلبات أسعار المواد الغذائية لأنها تستورد غالبيتها، ، مؤكدا أن انتهاج نفس الإستراتيجية القائمة على الاستيراد سيحول الجزائر إلى شركة لاستيراد مختلف السلع وتصدير النفط فقط، ما سيزيد من فاتورة استيراد المواد الغذائية مع نهاية العام المقبل إلى 10 مليار دولار. كما حذر الناطق الرسمي للاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين الجزائر من تبعات أزمة الغذاء المرتقبة في العالم خاصة بعد وقف روسيا لتصدير الحبوب والجفاف الذي مس بعض الدول الأوروبية خلال العام الجاري لأول مرة وتوجه بعض الدول نحو استغلال إنتاجها من الحبوب لصناعة الوقود الحيوي، داعيا في الوقت ذاته الحكومة إلى تجاوز سياسة شراء السلم الاجتماعي بالحلول البسيطة والتوجه نحو الاستيراد على حساب تدعيم الإنتاج، رغم المبالغ المالية الضخمة الموجهة للاستيراد والتي لو وظفت في الإنتاج يقول بولنوار، لتحولت الجزائر إلى مصدر في بعض القطاعات، مضيفا أن سياسة السلطات بخصوص تشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات محكوم عليها بالفشل في غياب المنتجات الموجهة للتصدير. كما دعا بولنوار إلي ضرورة إعادة النظر في سياسة تدعيم المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، لأنها تدعيم للمنتجين الأجانب بالدرجة الأولى ويستفيد منها الغني ، خاصة وأن المهربين استغلوا هامش الدعم لبيعها في أسواق الدول المجاورة، مقترحا أن تأخذ مساعدات الدولة للعائلات الفقيرة والمعوزة شكل أغلفة مالية أو الزيادة في أجورهم لقطع الطريق على الانتهازيين.