أكد سفير جمهورية التشيك في الجزائر السيد بافيل كلوتسكي يوم أمس الأول، أن الشركات التشيكية تعرب عن رغبتها في إقامة شراكات مع متعاملين جزائريين في مختلف المجالات الاقتصادية، وتحدث عن شركة تشيكية ترغب الاستثمار في صناعة طائرات بالجزائر، وأبدى السفير اهتماما كبيرا لقطاع الاركيولوجي والاثنولوجية ما يعرف بعلم الآثار وعلم الحضارات والديانات، حيث تحدث عن رغبة بلاده في تنمية القطاع بالجزائر متحدثا عن انبهاره بآثار «مادور» الرومانية، التي تقع بمداوروش ولاية سوق أهراس. خلال لقاء خصه به السفير، صحفيين بمقر المركز الثقافي الفرنسي بعناية، على هامش تظاهرة أيام السينما الفرونكوفونية، أعرب السيد بافيل كلوكي عن «اهتمام الشركات التشيكية بإقامة شراكات مع مؤسسات جزائرية من قطاع الصناعة الغذائية، ومجال إنتاج الأسمدة الزراعية، كما كشف السفير انه التقى بممثلي غرفة التجارة سيبوس بعنابة وبالوالي «محمد الغازي»، لبحث سبل التعاون الاقتصادي بلؤلؤة الشرق، كما زار السفير التشيكي ولاية سوق أهراس وكشف ل»آخر ساعة»، عن رغبته في تطوير مجال علم الآثار متحدثا عن مادور بمداوروش وهي تلك المدينة الأثرية الواقعة على بعد 40 كلم جنوب مدينة «طاغست» سوق أهراس والمتربعة على 109 هكتارات 25 هكتارا منها آثار ظاهرة و7,5 هكتار أخرى كانت محل حفريات في القرن الماضي فيما لا تزال المتبقية تحت الأرض مغمورة، وكانت هذه البعقة الأثرية التي ترعرع بها أبوليوس المادوري والقديس أوغستين تمثل منذ تاريخ نشأتها على مدار عدة قرون «قطبا للإشعاع العلمي» من خلال مدارسها وباعتبارها أول جامعة بقارة إفريقيا، وفي سنة 534 ميلادي كانت مادور هدفا لغزو البيزنطيين الذين عملوا على تغيير نسيجها العمراني من خلال تشييد القلعة البيزنطية على جزء من الساحة العمومية «الفوروم» لتبقى رغم مرور السنين تفتخر بولادة وترعرع أبوليوس المادوري أول روائي في تاريخ الإنسانية الذي ولد سنة 125 ميلادي وتوفي حوالي 180 ميلادي، بعد إصداره رواية «الحمار الذهبي». و لازالت هذه الرقعة الأثرية تحتفظ بآثارها المتمثلة أساسا في حمامين ومعابد وثنية وثلاث كنائس وقبور كان يدفن فيها سكانها آخذة منها طابعا قدسيا مرموقا فضلا عن قلعة بازيلية وأصغر مسرح شيد بالعملة المتداولة في ذلك العهد وهي السيسترز، ولذلك تنوي عدة دول مختصة في مجال علم الاثار أن تحط بخبرائها هناك لدراسة الموقع واستخراج آثار أخرى كتبت تاريخ الجزائر القديم، ومن هذا المنطلق أكد سفير جمهورية التشيك بالجزائر أن بلاده مهتمة بهذا المجال، خاصة أن التشيكيين مختصون في علم الاركيولوجيا ، وذكر السفير أن علماء الآثار الفرعونية التشيكيين يعملون بمصر منذ 1963 . من جهة أخرى، قال سفير تشيك بالجزائر السيد بافل كلوتسكي، أن الروابط بين الشعبين تاريخية تعود إلى أيام الثورة الجزائرية حيث ساندتها تشيكوسلوفاكيا السابقة، كما ساهمت في بناء الجزائر المستقلة بعد الاستقلال، وكشف بافل كلوتسكي أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر وتشيك بلغت 160 مليون دولار في سنة 2010، ونسبة كبيرة من اموال هذه التبادلات التجارية، ناجمة من تصدير البترول الجزائري لجمهورية التشيك، موضحا أن رجال الأعمال التشيك يهتمون بالاستثمار في الجزائر في مجالات متعددة أهمها السيارات علما أن التشيك تنتج سيارة «سكودا»، كما تهدف التشيك الاستثمار في مختلف الأجهزة الإلكترونية ومنتوجات من الفولاذ ومختلف المنتوجات الصناعية والزراعية، وحتى في صناعة الطائرات. حيث تهدف شركة «ايرو» التشيكية الاستثمار بالجزائر لصناعة طائرات لاسيما الصغيرة التي تستعمل في المجال الزراعي والري، وأضاف السفير أنه لا يوجد هناك توازن في التبادلات التجارية بين البلدين نظرا لقلة المنتوجات الجزائرية في السوق التشيكية، مشيرا إلى أنه بعد توقيع معاهدة التعاون الاقتصادي والصناعي بين الجزائر وتشيك خلال هذه السنة سيرتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين. طالب فيصل