أكد نجيب ساويرس مؤسس حزب "المصريين الأحرار" أن القوى الليبرالية لن تسمح أبدا بكتابة الدستور المصري المقبل على أساس ديني، ودعا القوى الإسلامية التي تتصدر نتائج الانتخابات البرلمانية إلى التنازل لتحقيق توافق منعا لأي صدام. قال رجل الأعمال في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية: "الدستور لا يكتب على يد فئة سياسية معينة، لا بد أن يمثل كل تيارات المجتمع، وما يسعى إليه الإخوان المسلمون والتيار السلفي» الآن، هو دفع القوى الأخرى للإذعان لكتابة الدستور على أرضية دينية .. ولن نوافق عليه ولن نسمح به كتيارات ليبرالية على الإطلاق .. ميدان التحرير موجود، والعصيان المدني موجود". وأضاف "لا بد لتيار الإخوان المسلمين إذا أراد أن يتحقق نوع من الوفاق الوطني، من أن يتنازل عن غرور القوة أو بطش الأكثرية، كما يقولون، من أجل التوافق على هذه النقطة. ونحن على استعداد للحوار وللتوصل إلى توافق منعا للصدام". وعن محاكمة مبارك، قال :"أعتقد أنه أخطأ، وأعتقد أنه لا يوجد أي إنسان فوق المحاكمة، ولكن ما أستطيع أن أقوله، رغم ما سيسببه لي هذا الكلام، من الكم من الشتائم من الشباب وغيرهم، هو أنني شعرت بإهانة شديدة له ولوطني عندما رأيت هذا المنظر أعتقد أن دولة بتاريخ وعراقة مصر كان يمكنها أن تتجاوز ذلك، خاصة فيما يخص مبارك بالذات. لأن ليس كل ما أبلاه كان سيئا، رغم كل أخطائه فقد تنحى من دون أن يستمر في مسلسل سفك الدماء وهذا يُحسب له". ووصف ساويرس أداء الكنيسة في المرحلة الراهنة، وقال :"الكنيسة لم تتطور مع تطور الأحداث، طريقة تفكيرها لا تزال كما كانت. وأنا كإنسان علماني أرفض تدخل الكنيسة في السياسة. لكن من جهة أخرى، لأن الأقباط لم يجدوا لنفسهم أي قيادة توجههم، لجأوا إلى الكنيسة كقيادة بديلة، وهذا أمر حسب رأيي الشخصي غير مستحب وغير موفق". ووصف مسار عملية التحول الديمقراطي في مصر بأنه "معوج، لأننا أسرعنا في العملية الانتخابية البرلمانية، ولم نعط فرصة للأحزاب الوليدة كي تكون نفسها، وأعطينا فرصة للتيار الإسلامي كي يتسلق بسرعة إلى السلطة، لكنني أعتقد أن الانتخابات الرئاسية ستكون نقطة فاصلة، لأنه بوجود رئيس، ضمن نظام رئاسي معتدل، ممكن أن ينجح في إعادة الاستقرار ويعيد تشكيل حكومة وطنية تعكس العصر الجديد". وأعرب ساويرس عن سعادته للدور التركي في المنطقة، وقال :"تركيا هي مثال الدولة الإسلامية التي نصبو إليها ونتمنى الوصول إلى ما وصلت إليه سواء على المستوى المدني أو على المستوى العلماني أو على المستوى الاقتصادي. لقد جعلت الإسلام يظهر في صورة الإسلام العصري المستنير". ورغم انتقاده للمجلس العسكري، قال: "لكن لا يمكنني إلا أن أدافع عن أعضاء المجلس العسكري، لأنهم غير متمرسين سياسيا، ولأنهم في الحقيقة لم يطلبوا هذه المهمة إنما أوكلها إليهم تطور الأحداث وبالتالي لا نستطيع أن نلومهم". وقال: "الجيش يتمتع باحترام المصريين .. وهناك قطاعات كثيرة من الشعب وأنا من بينهم، نرى أن الجيش هو الملاذ الأخير".