أعلن رئيس الجمعية الوطنية "فوريم"، مصطفى خياطي، أمس، عن الانطلاق الرسمي للحملة التحسيسية ضد المخدرات والتي ستستمر إلى غاية نهاية سنة 2012 تحت شعار "من أجل جزائر خالية من المخدرات" وهذا بمشاركة سفراء النوايا الحسنة الدكتور فوزي أوصديق وحفيظ دراجي ولطفي دوبل كانون وسليمة سواكري. كما ستنطلق الحملة من ولاية أدرار لتمتد إلى ربوع الوطن متضمنة برنامجا ثريا من خلال تنظيم سلسلة من النشاطات الدورية المتعلقة بمجالات رياضية وثقافية في مختلف الولايات بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية. و كشف خياطي من خلال المناسبة أن استهلاك المخدرات أصبح واقعا ملموسا وسط الشباب الجزائري مرجعا السبب إلى السكوت عن الظاهرة وعدم وجود إرادة قوية لمحاربتها على غرار البطالة التي أدت إلى تفاقمها، ما جعلها مطروحة على البساط بحيث هناك ما يقارب مليون شباب يتعاطى المخدرات علما ان الإحصائيات ليست مهمة لأنها تعرف حركية دائمة وتغييرا مستمر. و أشار خياطي في هذا السياق أن ديوان مراقبة المخدرات أحصى حوالي 200 ألف مستهلك بين مزمن وظرفي داعيا إلى تظافر الجهود من أجل لتحسيس المجتمع والاعتماد على السبل الحديثة لوسائل الإعلام والاتصال للتوجه للمصاب وإقناعه. من جهته، يرى فوزي أوصديق عميد سابق لكلية الحقوق ومدير العلاقات الخارجية بالهلال الأحمر القطري ضرورة توسع التواصل والاتصال مع الشباب، مشيرا إلى ان الإحصائيات الرسمية مخيفة جدا والتي تنبئ بمستقبل غامض كون نسبة الشباب تشكل أعلى نسبة بها. و أوضح المتحدث أن الجزائر باتت تدق ناقوس الخطر بسبب تنامي الظاهرة وتأثيرها في تسارع وتيرة معدل الإجرام في كل ربوع الوطن، مستدلا في ذات الوقت بما تنشره وسائل الإعلام من قصص إجرامية ما يدل على مستوى انحطاط الأخلاق الإنسانية المؤدية إلى التورط في حوادث الاغتصاب والسرقة عن طريق استعمال مختلف الأسلحة. و حسب أوصديق فهذه الحملة التوعوية التحسيسية تسعى لتغيير هذا الواقع المرير لمختلف الوسائل المصخرة والوصول الى ابعد لتشمل فئتين المدمنين والأصحاء الذين لديهم قابلية لدخول عالم الحقن ومهلوسات العقل من خلال تخصيص ندوات تتعلق بمكافحة مخاطر ومخلفات الاقتراب من شبح المخدرات والانعكاسات السلبية على الجسم والصحة والاقتصاد والثقافة. من جهة أخرى، اعتبر حفيظ دراجي الحملة في العمق نبيلة كونها تهدف لمحاربة ظاهرة قاتلة استفحلت في مجتمعاتنا وأخذت أبعادا أخرى، مسدلا الستار عن بعض الإحصائيات حيث ان 30 بالمائة من الشباب يتعاطون المخدرات، كما أن هناك 13 بالمائة في الوسط الجامعي والثانوي و4 بالمائة في الوسط الأنثوي، مشيرا إلى مسئولية مؤسسات الدولة بما فيها المساجد والمجتمع المدني له مسئولية يتحملها خاصة ان الجزائر أصبحت بلدا مستهلكا بعد أن كانت منطقة عبور، في حين دعت سواكري إلى تشجيع ممارسة الرياضة لمحاربة الآفات الاجتماعية كوسيلة من وسائل التنفيس موضحة أن الشباب بحاجة إلى التكلم والاستماع وليس فقط للتحسيس. و للإشارة فإن ولاية أدرار ستكون أولى الولايات المستفيدة من الحملة التوعوية، حيث ستعرف افتتاح 20 فضاء ترفيهي على مستوى 20 بلدية على غرار نشاطات أخرى.