يترقب الفلاحون بولاية البويرة، أين انطلقت حملة جني الزيتون منذ أيام قليلة، تراجعا في الإنتاج مقارنة بالمواسم السابقة، بسبب الجفاف الذي سجل خلال السنوات الأخيرة، وفقا للناشطين في هذه الشعبة. وأبرز أولعيد، صاحب حقل زيتون بأقويلال (لعجيبة) "التأثير الكبير" لعامل الجفاف الناجم عن النقص الحاد في تساقط الأمطار على إنتاج الزيتون لهذا الموسم،"الذي نتوقع أن يكون منخفضًا في منطقتنا" كما قال. وهو الأمر الذي أكده فلاحون آخرون على غرار محمد سعيد، من نفس القرية، الذين أعربوا عن "خيبة أملهم" إزاء "الانخفاض المتوقع في محصول الزيتون وجودة المنتوج". وأفاد محمد سعيد في هذا السياق أن "العديد من أشجار الزيتون قد جفت بسبب موجة الحر والجفاف وكذا حرائق الصيف الماضي، رغم مقاومة هذه الشجرة لقسوة المناخ". وذكر من بين العوامل الأخرى المتسببة في تراجع إنتاج الزيتون، نقص العناية بشجرة الزيتون وحمايتها من مختلف الأمراض. وتتسارع العديد من العائلات القروية يوميا إلى حقول الزيتون من اجل جني الثمار، قبل عودة الأمطار وسوء الأحوال الجوية، سيما بالمنطقة الشرقية من الولاية، بحقول امشدالة ولعجيبة وبشلول والأصنام وأث لقصر، حيث انطلقت عملية جني الزيتون منذ أسبوع. من جهته، تأسف عيسى، فلاح شاب من أسيف أصماض بامشداله إزاء "المردود الضئيل المنتظر لهذه الموسم"، قبل أن يعرب عن أمله أن يكون " الإنتاج أفضل خلال الموسم المقبل مع عودة الأمطار والثلوج"، كما قال. ..الجفاف الشديد أثر سلبا على الإنتاج وتتوقع مديرية المصالح الفلاحية بالبويرة إنتاجا ضعيفا خلال هذا الموسم، مقارنة بالسنوات الماضية، يقدر بأكثر من خمسة ملايين لتر من زيت الزيتون، وفق تقديرات السيدة سليمة كركود، المكلفة بالاتصال، التي أفادت بتوقع بلوغ مردود 16 لترا من الزيت في القنطار الواحد من الزيتون خلال هذا الموسم. وكانت ولاية البويرة تحقق خلال السنوات الماضية إنتاجا يتراوح ما بين ثمانية إلى 11 مليون لتر من زيت الزيتون، قبل انخفاضه حاليا بحيث أضحى لا يتعدى الستة ملايين لتر من الزيت، وفق السيدة كركود التي فسرت هذا التراجع بموجة الجفاف التي شهدتها البلاد. ورغم هذا التراجع المتوقع في محصول الزيتون لهذه السنة، تعيش حقول الزيتون ،مع انطلاق موسم الجني، على وقع حركة دؤوبة من النشاط يسودها جومن التضامن والتآزر بين القرويين، ممزوج بصخب الأطفال وصرخاتهم التي تضفي جوا من البهجة والسرور على هذه الحملة التي صادفت العطلة المدرسية. وينتقل القرويون يوميا إلى الحقول وهم محملين بشتى الأدوات والوسائل الضرورية لجني الزيتون، بما فيها السلالم والقماش المشمع والمقاص والمناشير والأمشاط التي تسهل عليهم عملية الجمع قبل عودة الأمطار. وتم في إطار هذه الحملة افتتاح 235 معصرة زيتون، 85 منها نصف آلية و43 تقليدية، عبر إقليم الولاية. جدير بالذكر أن ولاية البويرة، التي تتوفر على أزيد من 3 ملايين شجرة زيتون منتجة، قد استفادت من برنامج دعم القطاع الفلاحي الرامي إلى تكوين مستشارين في شعبة الزيتون. حيث أفادت المكلفة بالاتصال لدى مديرية المصالح الفلاحية "بتكوين ستة مستشارين، سيقومون بدورهم بتلقين الفلاحين وسائل وأساليب تطوير شعبة الزيتون وإنتاج زيت زيتون ذي جودة"، تقول السيدة كركود. كما أكدت تشجيع الفلاحين في المجال على إنشاء تعاونيات كي يتسنى لهم تنظيم أنفسهم وتطوير هذا القطاع من أجل تعزيز قدرات تصدير هذا المنتوج.