استقبلت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الحروق بيار وكلودين شولي، بالجزائر العاصمة، أزيد من 130 طفل تعرضوا لحروق خلال ال15 يوم الأولى لشهر رمضان، حسب ما كشف عنه رئيس مصلحة الجراحة البلاستيكية والترميمية والتجميلية والجراحة العامة بذات المؤسسة،البروفسور ابشيش محمد رمضان. وأكد الاخصائي أن المؤسسة عالجت منذ حلول شهر رمضان المعظم 133 طفلا تعرضوا الى حروق بالمنزل في الجزائر العاصمة وضواحيها، تم ادخال المستشفى 20 حالة منها معظمها تقل عن 5 سنوات من العمر كانت في وضعية حرجة، واصفا هذه الحالات التي تسجل سنويا بالرغم من حملات التحسيس المستمرة "بالمرتفعة جدا". وأضاف ان المؤسسة، التي تعتبر الوحيدة للتكفل بمثل هذه الاصابات، تستقبل قرابة 10 آلاف حالة سنويا محذرا من هذه الإصابة التي تشكل -حسبه- "عبئا ثقيلا على الصحة العمومية"". وحسب المتحدث، غالبا ما تقع هذه الحوادث خلال الدقائق الاخيرة من اقتراب اذان المغرب اين يكون فيها كل افراد العائلة خاصة ربة البيت منشغلة بتحضير مائدة الافطار حيث تنقص اليقظة خلال هذه الفترة بالذات مما يتسبب في مثل هذه الحوادث التي غالبا ما يكون ضحاياها اطفالا. وقال البروفسور ابشيش بالمناسبة أن "مستخدمي الصحة تعودوا بالرغم من التوجيهات التي تقدم لهم خلال الدورات التدريبية فيما يتعلق بالتكفل بالحروق على ارسال المصاب الى المستشفيات الكبرى دون القيام بأبسط اجراءات اولية لتفادي جفاف الجسم وتعرض الحالة الى الوفاة". ودعا الاخصائي من جانب آخر السلطات العمومية ووسائل الاعلام الوطنية سيما قنوات التلفزيونية إلى تعزيز حملات التوعية عن طريق بث صور "صادمة" لتفطن وتحسيس العائلات حول خطورة هذه الحوادث التي وان لم تؤد الى الوفاة فان اثارها تزامن الطفل طوال حياته. كما ينصح في هذا السياق وخلال الوهلة الأولى من التعرض الى الحروق "بوضع جزء الجسم المصاب تحت المياة ب 15 درجة وعن بعد 15 سم من هذه المنطقة المصابة ولمدة 15 دقيقة لتبريد الحروق ثم يتم تنشيفها بقطعة كماش نظيفة في انتظار زيارة المستشفى مع تفادي استعمال مواد اخرى على غرار معجون الاسنان والطماطم وقطع الثلج التي تؤدي إلى خطورة الاصابة. وتترك هذه الاصابات أثارا ثقيلة نفسية وجسدية تتطور الى اعاقة بعد ان تمس في العديد من الاحيان احشاء الطفل وتتسبب في امراض اخرى كالجهاز الهضمي والكلى وتصيب الوجه والأعضاء وتسبب في تشوه.وعبر المتحدث عن اسفه لتسجيل مثل هذه الحوادث عبر كل مناطق القطر سيما خلال شهر رمضان، مشيرا الى "العدد المعتبر" للمراسلات المستعجلة التي تستقبلهاالعيادة يوميا من مختلف مستشفيات الوطن قصد التكفل بالأطفال الذين يتعرضون خاصة الى الإصابة بحروق.