أعطت قيادتا الدرك والأمن الوطنيين، تعليمات صارمة لوحداتها، لتشديد الرقابة على مقرات الهيئات والشركات الغربية، والأمريكية بالأخص، على خلفية تنامي الغضب حيال الفيلم المسيء للرسول الكريم. عززت وحدات الدرك والأمن الوطنيين من تواجدها أمام مقرات الهيئات والشركات الأمريكية على الخصوص، وتليها الهيئات والشركات البريطانية، ثم الفرنسية، في كل المناطق المتواجدة بها، وفقا لتعليمات قالت مصادر إنها وجهات لمسؤولي السلكين المذكورين عبر الولايات، وأرفقت التعليمات ب"نصائح وتحذيرات" من سوء التعامل مع أي احتجاجات أو إنزلاقات قد تنجم عن رد فعل أعوان الشرطة والدرك، إزاء غضب المواطنين. وتأتي تعليمات قيادتى السلكين الأمنيين في أعقاب ورود نشرات أمنية، تتوقع خروج نشطاء ومواطنين إلى الشارع أو الإحاطة بمقرات الهيئات الأمريكية والبريطانية وشركاتهما العاملة في الجزائر، خاصة في العاصمة والجنوب، مجاراة للحاصل من غضب في البلدان العربية، وما نجم عنها من انزلاق كلف الأمريكيين مقتل سفيرهم في بنغازي ليلة الأربعاء، في عملية استنفرت قوى امن البلدان العربية. ووجهت وزارة الداخلية والجماعات المحلية إلى ولاة الجمهورية تعليمات توضح فيها طرق التعامل مع احتجاجات محتملة، في ولاياتهم، وحثّتهم على متابعة الوضع عن قرب، والتدخل الفوري، ب"حوار" يفتحونه مع الغاضبين، بدلا من استعمال القوة، وعدم اللجوء إليها، إلا في حالة قصوى قد تتطلبها حالة الدفاع عن النفس. وحثت مصالح الوزير ولد قابلية جهاز الأمن على تقييم الأوضاع الأمنية، وتبني مخطط واضح وغير "إندفاعي"، للتعامل مع غضب محتمل لمواطنين، تنديدا بالفيلم المسيء للرسول الكريم، ويخص المخطط السيطرة المرنة على الساحات العمومية وأماكن التجمع المعتادة للمواطنين، في الولايات. في سياق شبيه، قالت المصادر أن أجهزة الأمن ربطت احتياطاتها إزاء احتجاجات محتملة ترد على الفيلم الأمريكي، ب"تحقيقات" بشأن جهات يشتبه فيها العمل على تحريك المواطنين نحو الشارع، لاستغلال القضية سياسيا، أوجهات تستثمر في غضب الجزائريين لتحويل مسيرات محتملة عن قصدها الحقيقي، أو الانحراف بمسارها. وخصت التدابير الأمنية الداعمة لحماية الهيئات الأجنبية، شركات النفط الأمريكية والبريطانية في الجنوب، على غرار شركة اناداركو وهاليبرتون وبنفورد ويرولستون وأكسون وموبل وشلومبيرغر الأمريكية العاملة في عين أمناس وحاسي بركين وحاسي مسعود.