* دعوة إلى تبني مقاربة شاملة تعتمد على التنمية تحقيقا لفكر الوسطية والاعتدال أشاد علماء ودعاة عرب ومسلمون مشاركون في المؤتمر الدولي الموسوم ب"السلوك الحضاري: وعي وفعل وتعايش" الذي تتواصل فعالياته بوهران بدور الجزائر حكومة وشعبا في مناصرة الشعوب الإسلامية ودعمها وخدمة القضايا العادلة في العالم. وأشاد مفتي عام الديار المصرية الدكتور شوقي إبراهيم علام بدور الجزائر عبر مؤسساتها "في تقديم خدمات جليلة للإسلام على الصعيدين الدولي والمحلي وسهرها على توضيح وإبراز الصورة الجلية للإسلام في الوقت الذي يأبى فيه بعض المسلمين على اختزال هذا الدين في بعض السلوكات والشعارات". ومن جهته شكر الدكتور عبد الله بن عبد العزيز أل شاكر ممثل المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الجزائر والمجلس الإسلامي الأعلى على اختيار موضوع السلوك الحضاري لمناقشته خلال المؤتمر الدولي الحالي وهو موضوع يساهم في ترقية السلوكات الفردية والجماعية للمسلمين من خلال تقريبهم من المفاهيم التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف وجعلهم قدوات لغيرهم مثلما كان أسلافهم الذين تمكنوا من نشر الاسلام في بقاع عديدة من العالم بفضل سلوكاتهم السوية". ونوه رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الدكتور أبكر ولرمدومن جهته ب "دور الجزائر في المساعدة على إنشاء رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل التي تعمل على معالجة العنف والتطرف في بلدان الساحل وهي أمور ليست ناتجة عن الدين بقدر ما هي ناتجة عن الجهل والفقر والظلم وغياب التعليم" كما قال. ومن جهته، شكر المفتي السابق بالبوسنة الشيخ مصطفى إبراهيم تيسيرتش "دعم الشعب الجزائري الكبير لشعب البوسنة خلال المحنة التي تعرض لها خلال فترة التسعينات ووقوفه بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة مع إخوانه في هذه الجمهورية الأوروبية الصغيرة لتتخلص من الظلم الذي تعرضت له خلال تلك الفترة". واعتبر الشيخ بوعبد الله غلام الله إشادة ضيوف الجزائر بمواقفها الثابتة في دعم القضايا العادلة في العالم، عرفانا للدور الذي لا تزال الجزائر تلتزم به لمساندة كفاح الشعوب والدفاع عن حقها في تقرير مصيرها والاستقلال والحياة الكريمة. ..أهمية تبني مقاربة شاملة تعتمد على التنمية تحقيقا لفكر الوسطية والاعتدال أبرز رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل الدكتور أبكر ولر مدوالأحد بوهران أهمية تبني مقاربة شاملة تعتمد على التنمية في مختلف صورها تحقيقا لفكر الوسطية والاعتدال. وأبرز الدكتور أبكر ولر مدوفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش اليوم الثاني من أشغال المؤتمر الدولي أن "مقاربة رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل تعتمد، علاوة على الجانب الديني، على التنمية في مختلف صورها للتكفل بانشغالات ساكنة القرى والمدن بدول الساحل لتحسين الإطار المعيشي لهم وبالشباب حتى لا ينجرون وراء الجماعات المتطرفة". ودعا ذات المتحدث الأئمة ورجال الدين والدعاة بمنطقة الساحل إلى "التواجد في وسائط التواصل الاجتماعي إلى جانب الشباب لمرافقتهم وتجنيبهم الوقوع في براثن الفكر التطرفي وجماعاته". كما أشاد رئيس رابطة علماء ودعاة وأئمة دول الساحل بتجربة الجزائر "الرائدة" في مجال محاربة الإرهاب والتطرف والتي استفادت منها العديد من دول الساحل، لافتا إلى أن "الدعم الذي نحتاجه اليوم في منطقة الساحل هو نقل الخبرات وتقوية مهاراتنا والوقوف إلى جانبنا مثلما تفعله الجزائر". وأضاف أن "المشكل الأساسي في منطقة الساحل من حيث السلوك الحضاري هو عدم تمكننا من هدم الهوة بين المعتقد والسلوك والقول والفعل (…) وما ينبغي أن نقوم به هو التركيز على التوعية من أجل هدم هذه الهوة والتقريب بين السلوك والقيم". .. باحثون: السلوك الحضاري قيمة إجتماعية يجب تثمينها أبرز باحثون خلال أشغال اليوم الثاني من المؤتمر الدولي حول السلوك الحضاري الأحد بوهران أهمية تثمين السلوك الحضاري كقيمة إجتماعية، وضرورة نشرها وسط أفراد المجتمع وربطها بالذوق الاسلامي الذي يعطيها قوة وصلابة. أشار الدكتور طاهري بلخير، أستاذ بقسم الحضارة بجامعة وهران 1 "أحمد بن بلة" إلى أن السلوك الحضاري "قيمة إجتماعية يجب أن تثمن وتنشر كما يجب أن تربط بالذوق الاسلامي الذي يعطيها صلابة عبر تأصيلها ويحفز الأفراد على الامتثال لها والتحلي بها من خلال ربطها بالثواب الإلهي في الدنيا والآخرة". وأضاف أن السلوك الحضاري هو"جوهر الكليات المقاصدية للشريعة الإسلامية من حفظ الدين والنفس والمال إضافة إلى حفظ العقل والنسل والعرض وهي كليات تتم حمايتها وحفظها عندما تغيب السلوكيات العنيفة والمشينة ويتم التخلص من الاستعجال وعدم التخطيط وغيرها من السلوكات غير السوية التي تؤثر سلبا على الحياة العامة". من جهته، دعا الدكتور رشيد الطباخ، من تونس إلى ضرورة "تثمين القيم السلوكية الحضارية وربطها بالدين لتتسم بالاستمرارية والثبات ولتحمل الخير في ذاتها"، فالتعاون والحياء والعدل والحرية والصدق والعفة، يضيف المتحدث ، "قيم يتغير الزمان والمكان ولا يتغير مفهومها ولا حكمها فهي قيم مرغوب فيها وواجب على الناس تطبيقها على الدوام". وأبرز نفس المتحدث أن من خصائص الإسلام أنه "دين عالمي والقيم التي دعا إليها عالمية كما أنه يضم منظومة قيمية متكاملة وكونية تحقق ما تحتاجه البشرية الحائرة من قيم من أجل إخاء إنساني وتعايش سلمي وأمان عجزت عن تحقيقه القيم الوضعية التي تتأسس على المصالح والصراع من أجل الهيمنة". للتذكير ينظم هذا الملتقى على مدار ثلاثة أيام من قبل المجلس الإسلامي الأعلى وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ويتضمن ستة محاور للنقاش تخص "السلوك الحضاري المفاهيم والرؤى" و"السلوك الحضاري والقيم الإسلامية" و"السلوك الحضاري مقاربات فكرية" و"السلوك الحضاري نماذج وتطبيقات" و"طرق ووسائل تفعيل السلوك الحضاري" و"السلوك الحضاري الخصوصية والكونية".