قالت صحيفة واشنطن بوست، إن إدارة البيت الأبيض عقدت سلسلة اجتماعات سرية خلال الأشهر الأخيرة لبحث تهديد يشكله تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا والنظر للمرة الأولى في التحضير لتوجيه ضربات أحادية، حسب ما كشف عنه مسؤولين أمريكيين. تعبّر هذه الاجتماعات عن قلق من "تعاظم" خطر تنظيم القاعدة في أفريقيا منذ سيطرته على مساحات شاسعة من مالي، وحصوله على أسلحة من ترسانة النظام الليبي السابق. وبدأت هذه الاجتماعات والنقاشات قبل هجوم 11 سبتمبر على القنصلية الأمريكية في بنغازي، ولكنها اكتسبت طابعًا ملحًا بعد الهجوم الذي اتُهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالمسؤولية عنه. وأكد المسؤولون الأمريكيون أن الاجتماعات والنقاشات السرية تركزت على البحث عن سبل مساعدة جيوش المنطقة لمواجهة تنظيم القاعدة، ولكنها درست أيضا إمكانية التدخل الأمريكي المباشر إذا استمر نشاط القاعدة بلا كابح. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول كبير مختص بشؤون مكافحة الإرهاب من المشاركين في الاجتماعات السرية "الآن في وضع لا يتيح لنا أن نفعل الكثير". وأضاف أن المسؤولين بدأوا يفكرون في احتمالات أخرى، منها استخدام طائرات بدون طيار. وقال مسؤولون أمريكيون أنهم يدرسون قدرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لأسباب منها تفادي الأخطاء السابقة في الاستهانة بفرع تنظيم القاعدة في اليمن. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول استخباراتي أمريكي كبير قوله "ان السؤال الذي يفرض نفسه في نقاشات البيت الأبيض، هو هل ننظر إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على انه الآن في موقع مماثل لما كان عليه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قبل خمس سنوات؟". في هذه الأثناء يجري التشديد، على نسخ جوانب من صيغة مكافحة الإرهاب المعتمدة في الصومال، حيث نفذت الولاياتالمتحدة عمليات استخباراتي سرية فضلاً عن غارات جوية، ولكنها اعتمدت من حيث الأساس على قوات افريقية لمواجهة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال جوني كارسون أعلى مسؤول في قسم شؤون افريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، أن الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري "جيد الإعداد" تقوده دول افريقية في شمال مالي من اجل القضاء على المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال جوني كارسون "يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري" ضد المسلحين المرتبطين بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي. وشدد الدبلوماسي في مؤتمر صحفي على أن يكون الانتشار المحتمل لقوات من مجموعة دول غرب إفريقيا تحت إشراف الأممالمتحدة "بقيادة الجيش المالي مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر". وشدد كارسون على أن "اي عمل عسكري هناك يجب أن يكون جيد الإعداد وجيد التنظيم وجيد التفكير ويحظى بقبول من (الدول) سيكونون معنيين مباشرة".