تستضيف العاصمة الروسية موسكو، المهرجان الثقافي الدولي لأوركسترا شباب العالم لأول مرة، لمدة ثلاثة أيام، في مسرح حديقة "زاريادي" وسط المدينة وبمشاركة 18 دولة حول العالم. شاركت عدة فرق موسيقية لعزف الأوركسترا السيمفونية للشباب، من عدة دول، من الجزائر والإمارات العربية المتحدة والصين وكوريا ومولدوفا وصربيا وتشيلي وغيرها من الدول في هذا المهرجان الثقافي الموسيقي. …الموسيقى ورسالة السلام للعالم أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع الملحن الجزائري والموسيقار ورئيس المجلس الوطني للفنون والأداب سابقا وكاتب الدولة للإنتاج الثقافي سابقا وقائد الفرقة الموسيقية المايسترو، سليم دادة، وتحدّث عن مشاركته في هذا المهرجان قائلا : "بالنسبة لنا فإن أهم شيئ هو حضور الجزائر في محفل دولي كهذا، المهرجان الدولي لأوركسترا الشباب في العالم، وهذه فرصة كبيرة للشباب الجزائري بالاحتكاك بخبرات وثقافات وأوركسترا شبابية أخرى". وأكّد المايسترو سليم دادة بأنّ "هذه المشاركة اليوم في روسيا جاءت من أجل تقديم وجه من أوجه الثقافة الجزائرية، وقدمنا أعمال جزائرية لفنانين معاصرين جزائريين وأيضا فنانين عرب، ونقلنا الموسيقى الجزائرية بتنوعها من الصحراء ومن المتوسط وأعتقد أنّ الجمهور لاحظ الاختلاف في موسيقانا عن الموسيقى الأخرى". وحول برنامج العزف الذي قدمه والفرقة الشبابية في هذا المهرجان، قال دادة: "البرنامج عكس وجه من ثقافتنا الجزائرية والشرقية والعربية، ونتمنى أن يكون الجمهور أعجب بعزف الفرقة وهذه تجارب مهمة جدا وتؤثر في حياة الشباب في المستقبل". …عمق العلاقات بين الجزائروروسيا أما بالنسبة لمبادرة الفرقة الجزائرية بعزف النشيد الوطني الروسي والجزائري في هذا المهرجان يقول دادة: "بالفعل، أعتقد أن الجمهور الروسي لم يكن يتوقع أننا سنعزف النشيد الوطني الروسي، والذي كان بطريقة وترية وأيضا قدمنا نشيدنا الوطني الجزائري، وأردنا أن ننقل رسالة مباشرة لتعبّر عن عمق العلاقة بين البلدين". الموسيقى دبلوماسية وأشار المايسترو سليم دادة إلى أنّ "الموسيقى في حدّ ذاتها دبلوماسية وهي فعل سياسيّ وثقافي، ونتمنى من السلطات الجزائرية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الجانب المهم جدا والذي تعمل عليه كل الأمم، فالقوة الناعمة اليوم تؤثر بشكل كبير على قرارا الدول والشعوب المصيرية، وهذا ما يجب على الدولة أن تدعمه". وأيضا كان من اللّافت في هذه الفرقة الشّبابية الجزائرية، إبداع متميز لعازفة الكمان المتوسّط أو كما يعرف بآلة ألتو، ومؤسّسة مدرسة بيتهوفن للفنون بالجزائر، العازفة الحمري مونيا، والتي عبّرت عن فخرها بمشاركتها كامرأة جزائرية في هذا المهرجان وقالت : "لقد أتينا لهذا المهرجان الذي تنظمه روسيا، من أجل تمثيل بلادنا الجزائر، واستمع لنا الجمهور الروسي، ولقد عرّفنا بالثقافة الموسيقية الجزائرية بطريقة كلاسيكية وعالمية أيضا، ومشاركتي كامرأة اليوم هنا شرف كبير لي ومسؤولية كذلك، لأن الوقوف على خشبة المسرح والتعامل مع جمهور جديد لديه عادات خاصة في الاستماع لموسيقيين خاصين بهم، واليوم استمعوا إلى موسيقى جديدة، مثل آلة العود غير المعروفة هنا وأيضا النشيد الوطني الخاص بروسياوالجزائر بطريقة المايسترو سليم دادة". م.ع