ُسدِل الستار على سوق الانتقالات الصيفية بالجزائر، والتي شهدت هذه المرة حركة غير عادية بسبب ثِقل أسماء اللاعبين الذين انتدبتهم أندية البطولة المحترفة من جهة، وبسبب القيمة المالية التي صُرِفت ما بين التعاقدات وقضاء الديون وتسديد الفواتير من جهة أخرى. لاعبون دوليون حاليون وسابقون، وأسماء كبيرة قررت العودة إلى البطولة المحترفة، ستسهم بشكل أو بآخر في رفع المستوى العام للدوري، خاصةً أن بعض هذه الأسماء سيحاول تقديم كل شيء من أجل العودة إلى المنتخب الوطني في صورة يوسف بلايلي وجمال بن العمري وعدلان قديورة والحارس رايس وهاب مبولحي وغيرهم. .. مولودية الجزائر و شباب بلوزداد يستقطبون نجوم الخضر شباب بلوزداد بطل آخر أربعة مواسم، ومن أجل الاحتفاظ بلقبه المحلي والذهاب بعيدًا في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، قد أجرى استقدامات، وصفها المتابعون بأنها "نوعية"، حيث ضم إلى صفوفه المهاجم الدولي السابق أسامة درفلو إضافة إلى عز الدين بوتمان، دون أن نغفل صفقة مدافع المنتخب الوطني حسين بن عيادة، مع الحارس الأسطوري للمنتخب الوطني رايس وهاب مبولحي الذي سيحمل ألوان الشباب هذا الموسم، علاوة على مفاجأة نهاية الميركاتو عدلان قديورة، لاعب خط وسط منتخب الجزائر. من جانبه، فإن مولودية الجزائر الباحث عن العودة إلى منصات الألقاب هذا الموسم، كان متسيدًا المشهد بامتياز، بتعاقداته التي جمعت بين ذوي الخبرة والشباب، استطاع خطف اللاعب الدولي يوسف بلايلي في صفقة أسالت الكثير من الحبر بسبب قيمتها الفنية من جهة، وقيمتها المالية من جهة أخرى. ابن مدينة الباهية، وهران، الواقعة غربي العاصمة الجزائر، لم يكن الوافد الوحيد على عميد الأندية الجزائرية، فزميله السابق في المنتخب الوطني جمال الدين بلعمري قرر أيضًا العودة إلى البطولة المحترفة، مع التحاق مهدي زرقان الذي سيخوض أول تجربة له في الدوري المحلي مع المولودية وعين الجميع على العودة إلى "الخضر" والمشاركة في كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023. وبالإضافة إلى هؤلاء، فإن مسلم أناتوف مهاجم المنتخب الوطني تحت 21 سنة، قرر كذلك الدفاع عن اللونين "الأحمر والأخضر"، إضافةً إلى مهاجمي المنتخب المحلي بايزيد وزكريا نعيجي مع أسماء أخرى، في ميركاتو يراه عشاق الفريق بأنه الأفضل للفريق منذ سنوات. ..صفقات متوسطة لشبيبة القبائل واتحاد الجزائر لم يقدم شبيبة القبائل الميركاتو المنتظر من حيث الأسماء؛ لكنه استطاع أن يحتوي أزمته من خلال التخلص من كامل ديونه، وهذا ما أسعد الجماهير كثيرًا. صحيح أن الشبيبة أجرى 13 تعاقدًا جديدًا؛ لكن أبرز الأحداث في الميركاتو كانت قدرة الفريق على الحفاظ على أهم لاعبيه في صورة بوعالية الذي تلقى العديد من العروض خارج الوطن، بالإضافة إلى سويادوبوخنشوش، فضلًا عن تدعيم الفريق بالمهاجم بركان والجناح ماتوتي، والتي تبقى صفقات لا يمكن الحُكم عليها إلّا بعد انطلاق عجلة الدوري. أبناء المدرب يوسف بوزيدي يعولون كثيرًا على بداية مُوفّقة، خاصةً أن الفريق استطاع أن يكمل الموسم الماضي بأفضل طريقة ممكنة وضمان البقاء في آخر أنفاس الموسم، وهي من الأشياء التي لا تريد إدارة "الكناري" بقيادة جمال مناد وإبراهيم زافور تكرارها، خاصة أن الفريق معتاد على الألقاب، وهو المطلب الذي وضعه المسيّرون صوب أعينهم رغم صعوبة المأمورية. اتحاد العاصمة بطل كأس أفريقيا، هو الآخر كان شِبه مغيّبٍ في سوق الانتقالات، لم يكن اسمه فعّالًا كثيرًا، وذلك من خلال تقديمه صفقات متوسطة، فيما يبقى الأمل معلقًا على خبرة لاعبيه في المنافسة هذا الموسم على لقب الدوري، خاصةً أن الفريق يمتلك مدربًا قديرًا وهو عبد الحق بن شيخة الذي قاد للفريق لأول ألقابه القارية، دون أن نغفل خسارة الفريق للدولي الجزائري أيمن محيوص الذي قرر خوض تجربة احترافية. ..فرق راهنت على التخلص من الديون أندية مولودية وهران ووفاق سيطف بعد أن تمكنت شركتا "هيبروك" و"سونلغاز" من شراء أغلب أسهم الناديين على التوالي، لم تدخل الميركاتو بقوة؛ لكن أهم شيء للأنصار هو تشكيل فريق تنافسي، في ضوء تغطية الشركتين للعجز المالي الرهيب الذي كان يعاني منه هذان الفريقان. وكان شباب قسنطينة الذي أُقصِي من الدور التمهيدي من دوري أبطال أفريقيا دخل الميركاتو بأسماء حسب الحاجة، حيث تعاقد الفريق مع زكريا بن شاعة من اتحاد العاصمة، إضافة إلى متوسط ميدان النادي البنزرتي السابق بلحوسيني والعيد شاهيني القادم من نفس الفريق التونسي، وكذلك متوسط ميدان اتحاد الجزائر ميصالة مرباح، هي أبرز الأسماء التي دعمت بها إدارة الرئيس بولحبايب الفريق الباحث عن موسم آخر يحصد فيه الألقاب، خاصة أن فريق أبناء مدينة الجسور المعلقة كان وصيف نسخة الموسم الماضي من الدوري الجزائري. ..دخول على استحياء بقية الأندية قد دخلت السوق على استحياء، منها مَن تعاقد مع لاعبين من الدوريات الخليجية في صورة العقبي الذي فاز بورقته اتحاد خنشلة برفقة الدولي الجزائري السابق عبد الجليل مديوب إضافةً إلى حارس الخبرة سفيان خذايرية، في وقت قرر بورديم الالتحاق بنادي اتحاد سوف الصاعد الجديد إلى فرق النخبة. الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات شهدت إعلان صفقات جديدة لفريق مولودية البيض الذي تمكن من التوقيع مع بن عمران وسراوي من وفاق سطيف؛ لتكون هذه نهاية أكثر ميركاتو في تاريخ الكرة الجزائرية زخمًا من حيث القيمة الفنية بالتعاقد مع لاعبين كبار ودوليين، إضافة إلى الإمكانات المادية الهائلة التي سخّرتها الأندية الكبيرة المملوكة لشركات وطنية، في صورة سوناطراك لمولودية الجزائر، ومدار لشباب بلوزداد، في انتظار دخول السوق القادم بقوة لفرق وفاق سطيف المملوك لسونالغاز، وشبيبة القبائل المملوك لموبيليس، إضافةً إلى مولودية وهران الذي فازت شركة هيبروك للنقل البحري بأغلبية أسهمه.