يروى وثائقي "العربي التبسي.. شهيد بلا قبر" لمخرجه محمد والي، بعضاً من أسرار الجريمة الفرنسية المطموسة في حق عالم جزائري احتل الصدارة العلمية بعد وفاة العلاّمة عبد الحميد بن باديس ونفي البشير الإبراهيمي، وبعدما استنفر التبسي الشباب للالتحاق بالثورة، وضعه الفرنسيون في قدر تغلي فالتحق بقافلة الشهداء الأبرار. العمل (50 دقيقة) الذي أنتج بدعم من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، سرد جوانب من المسار الفكري والثوري للشهيد العربي التبسي (1891 – 1957)، عبر شهادات حية لمجاهدين وعائلة الشهيد وحقوقيين وباحثين في التاريخ اعتبرت التبسي عالماً نادراً ورجلاً ثورياً وصاحب فكر إصلاحي شامل لخّص قصة الشعب الجزائري المكافح. وطرح الفيلم مسألة جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين، كما أبرز أهمية التوثيق للجرائم اللاإنسانية التي تحاول فرنسا إلى اليوم طمسها من خلال إخفاء الأرشيف الاستعماري، خاصة فيما يتعلق بملف المفقودين بما فيهم الشهيد العربي التبسي الذي اختطف في ليلة الرابع أفريل 1957، ولم يُعرف مصير جثمانه إلى يومنا هذا، وفي كلمته عقب بث الفيلم بسينماتيك العاصمة، أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أنّ العمل "وثيقة هامة رصدت أهم محطات وسيرة الشهيد العربي التبسي الشهيد بلا قبر"، مشدّداً على "توثيق السير الذاتية لرموزنا الوطنية حفاظا على الذاكرة الوطنية، وهذا التوجه ندرجه في سياق تجسيد مخطط عمل الحكومة المجسد لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المستقاة من التزاماته ال 54، لاسيما الجانب المتصل بالذاكرة والتاريخ". وأشار ربيقة إلى أن "الشهداء بلا قبور ملف كبير في الذاكرة الجماعية خلال مرحلة الثورة التحريرية، ومن ملاحم كفاح الشعب الجزائري، حيث نسعى دائماً لرفع الغطاء عن الكثير من الحقائق الخاصة بفترة الثورة التحريرية 1954 – 1962". وركّز ربيقة على أهمية الأعمال السمعية – البصرية في التوثيق التاريخي لثورة التحرير الوطني ورموزها، مبرزاً أنّ قطاعه "يولي أهمية استراتيجية للتوثيق السمعي-البصري، الذي يعتبر محوراً هاماً من مصادر التعريف بتاريخ ثورتنا المجيدة الحافل بالبطولات ورموزه ولتبليغ رسالة شهداء ثورة الفاتح من نوفمبر 1954″، وأضاف ربيقة أنّ دائرته الوزارية عكفت منذ فترة على إنجاز مجموعة ثرية من الأعمال التاريخية السمعية – البصرية، على غرار أفلام روائية طويلة وأفلام وثائقية، تستحضر ذاكرة رموز الثورة التحريرية للحفاظ على الهوية الوطنية. ..أعمال جديدة تزامناً مع الخامس جويلية أعلن ربيقة أنّ قطاعه الوزاري "بصدد إنجاز أعمال سمعية بصرية أخرى بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لعيدي الإستقلال والشباب، إلى جانب برمجة أعمال أخرى لإحياء سبعينية اندلاع الثورة التحريرية"، حيث سيتم العمل على "إخراجها إخراجاً لائقاً اعتماداً على الطاقات الشبابية، بهدف التوثيق لكل ما يتصل بالتاريخ الوطني"، مشيرا لتوزيع الأعمال السمعية البصرية التي أنجزتها الوزارة "من أفلام روائية طويلة وأفلام وثائقية، على القنوات العمومية والخاصة بالجزائر والقنوات الأجنبية المعتمدة بالجزائر، بهدف الترويج لتاريخنا الوطني والتعريف برموزنا التاريخية وتراثنا التاريخي".