اجتمع، أمس، الإثنين، في العاصمة الفرنسية باريس زعماء الدول الأوروبية الرئيسية لبحث ملف أوكرانيا، في اجتماع يحمل كل سمات القمة الطارئة، من حيث السياق والتوقيت، كونه يأتي في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دفع الروس والأوكرانيين إلى التوصل إلى اتفاق سلام برعايته دون الأوروبيين، المعنيين بهذا الصراع قبل غيرهم بحكم عوامل كثيرة. وعقد الاجتماع في قصر الإليزيه، بعد ظهر أمس، بمشاركة، إلى جانب الرئيس الفرنسي، المستشار الألماني، ورؤساء حكومات المملكة المتحدة، وإيطاليا، وبولندا، وإسبانيا، وهولندا، والدنمارك، ودول البلطيق والدول الإسكندنافية على خط المواجهة ضد روسيا. وحضر الاجتماع أيضًا رئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، وفق ما أوردت وسائل إعلام فرنسية. وعشية انعقاد الاجتماع، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: "رئيس الجمهورية سيجمع قادة الدول الأوروبية الرئيسية لإجراء مناقشات حول الأمن الأوروبي [...] تهب رياح الوحدة على أوروبا كما لم نشعر به ربما منذ فترة كوفيد". وأضاف، في مقابلة مع إذاعة فرانس انفو: "يجب علينا أن نتحلّى بالهدوء، وألّا نستسلم للانفعالات التي نسمعها من اليمين واليسار. إن الأوكرانيين وحدهم هم الذين يستطيعون اتخاذ قرار بوقف القتال، وسندعمهم حتى يتخذوا هذا القرار". وشدد الوزير الفرنسي أيضاً على أن "الأوكرانيين لن يتوقفوا أبداً حتى يتأكدوا من أن السلام المعروض عليهم سيكون دائماً"، قائلاً: "من سيقدم الضمانات؟. الأوروبيون هم من سيقدمونها. نعم، سيشارك الأوروبيون بطريقة ما في المناقشات لإنهاء الحرب في أوكرانيا". الاجتماع، يأتي في وقت حساس بشكل خاص في العلاقات عبر الأطلسي، حيث تثير مبادرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قلق الأوروبيين. فقد أعلن ساكن البيت الأبيض، هذا الأسبوع، أنه سيلتقي بنظيره الروسي في المملكة العربية السعودية لبدء المفاوضات بشأن أوكرانيا، التي ستدخل الحرب التي اندلعت فيها جراء الغزو الروسي عامها الرابع يوم 24 فبراير الجاري. ويشكل الأمر تحدياً كبيراً للاتحاد الأوروبي، الذي اضطر إلى التحرك بشكل عاجل خوفاً من خروج الصراع بين أوكرانياوروسيا عن سيطرته بشكل كامل، بعد المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي والأمريكي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والتي قام بها ساكن البيت الأبيض، دون أي مشاورات مسبقة مع الأوروبيين، حول كيفية التعامل مع المفاوضات.