وجهت أحزاب سياسية ومنظمات وعلى رأسها كل من حمس والنهضة رسالة إلى الرئيس فرانسوا هولاند سلمتها للسفارة الفرنسية عشية زيارته إلى الجزائر، تطالبه فيها بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها وبناء علاقات ثنائية بين البلدين دون القفز على الحقائق التاريخية. وتترقب الأحزاب خطاب الرئيس الفرنسي غدا وما ستحمله الزيارة من مواقف وأعمال وحصيلة، حيث ستعقد اجتماعا بعد الاستماع إلى خطاب هولاند لتقرر ما ستقوم به خلال الأيام القليلة المقبلة. وفي هذا الصدد، قال رئيس جمال بن عبد السلام في كلمة ألقاها نيابة عن رؤساء الأحزاب والمنظمات المقدر عددها 12، أمس بمقر حزب جبهة الجزائرالجديدة، "لا يمكن القفز على 123 سنة من الاحتلال والتدمير والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية، وأضاف انه حتى يمكن العبور إلى مرحلة بناء العلاقات الثنائية المتطورة لا بد من تسوية آثار جرائم فرنسا الاستعمارية والتعاطي الايجابي مع القضايا الراهنة. وطالب أصحاب المبادرة في الرسالة بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها والاعتذار عنها والتعويض المادي والمعنوي عنها، وإرجاع الأرشيف الجزائري وتسليم خرائط الألغام المزروعة وإعادة الخزائن الجزائرية المنهوبة. وجاء في الرسالة انه "في حال معالجة فرنسا لهذه المطالب يمكن الوصول إلى مناقشة مستقبل العلاقات الثنائية". ..ربيعي: أرجو من الذين عطلوا مشروع تجريم الاستعمار من أن تكون لهم نخوة أكد الأمين العام لحركة النهضة، أن قضية تجريم الاستعمار الفرنسي ليس قضية حزب أولون بل هي قضية شعب وأمة. وصرح "أرجو من الذين عطلوا مشروع تجريم الاستعمار من أن تكون لهم نخوة وشهامة ويمتنعوا عن رفض المشروع، ويكونوا في مستوى الثقة التي وضعها الشعب فيهم"، وليكون القانون ردا عن مشروع تمجيد الاستعمار الذي تبته الجمعية العامة الفرنسية. وفي رده على اهانات تتعرض لها الجزائر من طرف مسؤولين فرنسيين، وأخرها وصف ربيعي وزير السيناتور الفرنسي ووزير الدفاع السابق لونغي ب"الأرعن". أبوجرة سلطاني: "نرحب بهولاند لكن ماذا أحضرت معك وما هو برنامجك" قال رئيس حزب حركة مجتمع السلم، أبوجرة سلطاني، أن مطلب اعتراف واعتذار وتعويض فرنسا عن جرائمها ليس موضوع حزبي فقط بل هو قضية الشعب الجزائري ككل، ونحن لسنا سوى القاطرة التي تجر كل الأحزاب والمنظمات وأفراد المجتمع المدني للالتفاف حول القضية. وأضاف أبوجرة أمس خلال ندوة صحفية نشطها مجموعة من رؤساء الأحزاب والجمعيات التي تطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها بالخصوص ووصول الرئيس الفرنسي اليوم إلى الجزائر، ما زلنا نناضل بكل الطرق إلى أن يقتنع الشعب الجزائري والرأي العام أن موضوع تجريم الاستعمار ليس موضوع أحزاب معينة، وإذا كان الشعب الجزائري قدر أن الموضوع خط احمر فهو كذلك بالنسبة لنا. وأوضح أبوجرة "نحن نرحب بهولاند في الجزائر لكن ماذا أحضرت معك وما هو برنامجك". وفي رده عن سؤال حول إذا ما رفض الرئيس الفرنسي التطرق إلى ملفات الذاكرة خلال زيارته وعدم اعتراف فرنسا بجرائمها هل سيخرج الحزب للشارع، فرد أبوجرة "لسنا ناطقين باسم الشعب وقضية الاعتراف لا تخصنا لوحدنا، بل هي قضية الأمة والشعب وتاريخه، ونحن سننتظر خطاب هولاند ثم نحلله ثم نقيم المسار". بن بعيبش يفتح النار على الافالان قال رئيس حزب الفجر الجديد، "أن فرنسا من خلال زيارة فرانسوا هولاند جاءت لمساومتنا والتحايل وقضاء مصالحها والإفلاس التي تعرفه حيث تسعى إلى الظفر بالمزيد من الامتيازات في المجال الاقتصادي". وأوضح بن بعيبش في كلمته أن الأحزاب ليسوا ضد زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر وهي زيارة عادية، وأضاف أن هناك نقاط ظلت تتابع الجزائر منذ استقلاها وهي يجب أن تحذف على غرار ملف الأقدام السوداء والحركي. وأضاف رئيس الحزب أن الأفراد الذين خانوا وطنهم وفضلوا فرنسا ليس لديهم الحق في المطالبة بآي شيء من الجزائر فقد نهبوا وقتلوا وشردوا، ويأتون اليوم ويطالبون بحق زيارتهم إلى الجزائر، واعتبر الأمر بغير المنطقي وهم لا ينتمون لهذه البلاد الذي ضحى من اجلها مليون ونصف المليون شهيد، وأوضح انه في حالة التطرق لهذين الملفان فانه بذلك نكون قد تنكرنا لرسالة الشهداء. وفتح بن بعيبش النار على "الافالان" وقال "إن الذين يخافون من أن يقولوا أن الاستعمار جريمة لا يحق لهم أن يعرضوا ملفات ثقيلة على ممثلي الدول الأخرى، ولا يحق لهم التكلم باسم الشعب الجزائري، وأضاف أن جبهة التحرير الحقيقة توقفت سنة 1962 أما الذين يدعون هذا اليوم فهم يستعملونه كغطاء لنهب الموال، ويستغلون عواطف الشعب الجزائري. من جانبها أكدت رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي، أن خيار "النزول إلى الشارع" وراد جدا في حال اتخاذ قرارات تسيء إلى الجزائر وتاريخها خلال الزيارة.