كشف الدكتور محمد أرزقي فراد أمس في تصريح لجريدة الحياة العربية، أن التاريخ الموجود حاليا في الجزائر يعتبر رسمي لأنه كتب وفق رؤية سياسية للحقائق، ولا يكشف جميع الوقائع كما طالب جميع المجاهدين الأحياء بضرورة كتابة مذكراتهم لتقديمها إلى المؤرخين الذين تعينهم كثيرا في كتابة التاريخ. وفي هذا الخصوص قال أمس الدكتور محمد أرزقي فراد باحث في علم التاريخ على هامش ندوة صحفية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بمناسبة اليوم الوطني للشهيد بمركز المجاهد، أنه هناك تاريخ رسمي وما يكتبه الأستاذ الباحث في الجامعة هو تاريخ وأقرب إلى الصواب والحقيقة، لان الحقيقة تبقى دائما شيء مثالي ومن الصعب الوصول إليها حسبه، كما صرح أنه " لدينا تاريخ رسمي كتب من طرف رسميين ووزارات لأهداف معينة، والتاريخ الرسمي لا يقول كل الحقائق حيث يكتب وفق الرؤية السياسية للحقائق"، أما المجاهدون فيجب عليهم كتابة المذكرات وهذا لا يعني أنه كتابة تاريخ بل هو توفير المادة الخام للمؤرخ لان المجاهد يكتب ما عاشه فقط كفرد، أما المؤرخ فيقوم بجمع معظم المذكرات ثم يغربلها وفي الأخير يستخلص منها التاريخ، فالمذكرات تساعد كثيرا على كتابة التاريخ لأنها المادة الخام له. وعن سؤال حول كتابة التاريخ بدون أن تملك الجزائر أرشيفها الوطني، قال الدكتور محمد أرزقي فراد أن هذه القضية نسبية لأنه من صفات المؤرخ والباحث أن يتعرض إلى صعوبات وعراقيل، فكل باحث يجد عراقيل قبل أن ينجز عمله خاصة إذا تعلق الأمر بالتاريخ وبالتالي على الباحثين التنقل إلى فرنسا وتركيا وباقي البلدان التي يوجد فيها الأرشيف الجزائري والمعلومات التاريخية، وحقيقة الدولة الجزائرية لا تملك الأرشيف فهو موجود وراء البحر مثلا في فرنسا وتونس والمغرب وتركيا، لان 132 من الاستعمار سرب خلالها الكثير من الأجانب وثائق وأسرار الجزائريين إلى الخارج لأننا لم نكن نملك دولة، حيث تبعثر تراثنا وأرشيفنا فهو موجود هنا وهناك والجهود تبذل حاليا لاسترجاعه. ومن جانب ثان، أضاف محدثنا أن الذي يكتب التاريخ هو الباحث المتخصص الذي يستخدم الأدوات المعرفية وكل متطلبات عملية البحث، ولا يستطيع أي كان أن يكتب التاريخ فلا بد من إسناد هذه المهمة إلى المتخصصين، وما ينقصنا اليوم هو الحرية لان المؤرخ اليوم لا يستطيع أن يكتب بدون حرية التعبير فلظروف سياسية معروفة في الجزائر المؤرخ لم يتمكن من الحصول على الأرشيف ولم تكن له حرية للكتابة والوصول إلى الحقائق، فلذلك مهمة كتابة التاريخ تسند إلى متخصص مع منحه الحرية.