فكّت فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة العلمة بسطيف، لغز عملية القتل المتبوعة بالسّرقة، التي راحت ضحيتها امرأة في العقد الثالث من عمرها، حيث حدثت أطوار هذه الجريمة بمقر مسكنها الكائن بحي "صبايحي" بالعلمة بحر الأسبوع الفارط. تعود حيثيات القضية إلى الثلاثاء الماضي، بعد أن تلقت مصالح أمن دائرة العلمة مكالمة هاتفية في حدود الساعة 07.45 صباحا، من قبل عناصر الحماية المدنية التي أفادتهم عن تلقي وحدتهم لبلاغ من قبل شخص أخطرهم عن تعرض زوجة شقيقه المقيمة بحي "صبايحي" بالعلمة، لعملية اعتداء، حيث تنقلت مباشرة الضبطية القضائية إلى عين المكان، ووقفت على صحة البلاغ وتأكدت من أنّ الأمر يتعلق بعملية قتل متبوعة بالسرقة. أخطرت المصلحة المختصة مباشرة ودون أدنى تأخير، وكيل الجمهوري بشأن هذه الجريمة، وفتحت تحقيقا معمقا في ملابسات القضية، أستهل بعزل مصرح الجريمة مع معاينة أدنى الدلائل والقرائن المتواجدة به كما عمدت إلى استئناف إجراءات ميدانية لم تستهل إلا بعد تشكيل ثلاث خلايا، كلّ واحدة تكفلت بمهام معينة (البحث والتحري الميدانية، التحريات العلمية والتحريات التقنية)، وبعد حصر دائرة الأبحاث والأشخاص المشتبه بهم، التي بدأت بدراسة حالة عدد معتبر جدا من الأشخاص الذين أشتبه بهم، جمعت الضبطية القضائية كل المعطيات والمعلومات الميدانية مع استغلال ما توصلت إليه بالاعتماد على طرق علمية التي استعملت خلالها أحدث التقنيات المتطورة. توصلت الخلايا الثلاث بعد جهد مضني وعمل لم يتجاوز ال24 ساعة، إلى تحديد هوية أحد المشتبه بهم، الذي نصب له مباشرة كمين و ضبط وأوقف، أين أنكر في بداية التحقيق التهم المنسوبة إليه، لكن بعد مواجهته بالأدلة و القرائن اعترف بارتكابه الجرم رفقة شخصين، حددت هويتيهما وتم الحرص على توقيفهما هما الآخرين مباشرة وفي نفس اليوم. استرجع المحققون خلال العملية أداة الجريمة (خنجر)، هاتف الضحية الذي سرق و بعض المجوهرات، إضافة إلى عائدات بيع المصوغات التي سرقت، وهذا من خلال تفتيش مساكن المتورطين، اللذين يقيم أحدهم بمدينة العلمة واثنين ببلدية عين الحجر بعين أزال، كما أثبتت التحريات التي قادها عناصرنا بالاحترافية المعهودة لها تورط شخص رابع، يعتبر الرأس المدبر للعملية رغم أنّه لم يشارك فيها، وهذا بحكم أنّه من خطط للجريمة مسبقا، بجمع كافة المعلومات، سواء بخصوص موقع المسكن ومنافذه وحتى كيفيات الولوج إليه، إضافة إلى رصد كلّ تحركات صاحبه. كما توصل المحققون إلى أنّ العملية تمت بعد تكفل أحد المتورطين، بنقل اثنين من العصابة إلى غاية مسكن الضحية، باستعمال سيارة سياحية مستأجرة، وظل ينتظر خارجا ويقوم بحراسة المكان، وهذا بعد أن تكفل مسبقا بتتبع صاحب المسكن (زوج الضحية) إلى غاية مكان عمله. تعدّ هذه الجريمة سابقة جد خطرة من نوعها، لقيت استنكار أغلب شرائح المجتمع المدني وقد مثل المتهمون الأربعة أوّل أمس أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة العلمة، و أودعوا جميع الحبس المؤقت في ساعة متأخرة من نفس اليوم.