في محاكمة مثيرة بمحكمة الجنايات بالعاصمة ،أمس استقطبت جميع وسائل الإعلام الجزائرية المكتوبة منها والمسموعة بلغتيها العربية والفرنسية ،جرت محاكمة الشاب هشام الذي ارتكب أبشع جريمة في شهر رمضان 2008 ،في حق أمه التي ربته وشقيقيه ،ماجعل ممثل النيابة العامة يطالب بالإعدام في حقه إحقاقا للقصاص لإزهاقه روح الضحايا الثلاثة عن سبق إصرار وترصد ودون رحمة باستعمال السكين ذبحا وطعنا . وبالرجوع لجلسة المحاكمة فقد انطلقت حوالي الساعة الحادية عشر صباحا ،أين كان المتهم هشام صامتا وملامحه باردة لاتوحي بأنه تأثر للجريمة النكراء التي ارتكبها في حق عائلته وهذا طيلة فترة تلاوة كاتب الضبط لقرار الإحالة ،حتى أنه التزم الصمت وتجنب الحديث عن جريمة القتل لدى استجوابه من قبل قاضي الجنايات والذي كان كالأتي : لقد سمعت التهمة الموجهة إليك ،ماذا تقول؟ يسكت المتهم لبرهة ثم يقول أنا ارتكبت هذه الجريمة مثلما قلت من قبل يتدخل القاضي ليخبره بأن عليه أن يعيد تفاصيل الجريمة في الجلسة العلنية ؟فيجيبه فكرت في تصفية عائلتي منذ وفاة والدي في فيفري 2007 فيعلق الرئيس قائلا كل الناس تموت ،ومن يفرح لموته إلا من اتقى الله فلماذا قتلت أفراد عائلتك؟ ،يسكت المتهم ويجيب بصوت خافت تذكرت المعاملة السيئة التي كان يتلقاها والدي فقررت الانتقام يعلق القاضي : كل من يكبر يكرهه الناس ويتعرض لذلك ،هذا ليس مبرر للقتل ؟ ثم يسأله عن مستواه ؟فيجيب درست ثلاث سنوات بسونطراك والحقوق ولم أكمل يتدخل القاضي رأيت كيف أن آمك تحبك وأدخلتك لمدرسة يدخلها إلا من يعرف شكيب خليل ،أنت درست الحقوق وتعرف أن الاعتداء على الناس وأموالهم ممنوع ؟ لاأعرف –يقول المتهم – يحاول القاضي التأثير عليه للكلام فيذكره بأن أمه هي زوجة أبيه فكيف يقتلها مادام يحب والده ويذكره بالمثل القائل صديق صديقي هو صديقي ،ثم يوجه له الكلام قائلا : أنت تسكن في أرقى حي وتركب أفخم سيارة وتدرس بأحسن المدارس كل هذا قدمته لك أمك ؟كيف فكرت في قتل شقيقك ؟ يرد : لما تفطنت أمي لاختفاء سلسلة لويز ذهبت للمستودع رفقة أخي للبحث عنها فحاولت التخلص منه لمرتين ولم أستطع يقول له رئيس الجلسة إذن أنت سرقت وفكرت في التصفية ؟ نعم كنت أريد الهرب للخارج .يسأله القاضي : كيف قتلت أختك ؟ يسكت مطولا ولاينطق بأي كلمة ،فيخبره الرئيس بالتفاصيل : ناديت لشقيقتك وقلت لها ترتب معك الخزانة وهناك ذبحتها؟ يرد ،نعم فيضيف : ثم دخل أخوك لإنقاذه ،كسر الباب ،فطعنته ثم ذبحتهم ووضعت شقيقك فوق جثة أخته ،واغتسلت ،خمس ساعات مرت وجاءت أمك ألم تفكر فيما اقترفت وتتراجع عن الجريمة الثالثة يكتفي بقول نعم .ثم يقول له القاضي أمك كانت ساجدة وذبحتها بدون رأفة ؟ نعم –يقول المتهم – يسأله القاضي من جديد : هل صمت ذلك اليوم ،ثم نمت هناك واتصلت بصديقك للذهاب لبوسعادة أخذت المجوهرات ورميتها في الأخضرية حتى يظن الجميع بان الجريمة حدثت من اجل السرقة وبعث رسائل من هاتف والدتك للعائلة حتى لايكتشفوا ذلك ولما سال خطيب شقيقتك عنها قلت له لا أعرف ؟لايجيب ثم يسأله القاضي إذا حضر أفراد آخرين من العائلة ذلك اليوم كنت ستقضي عليهم جميعا ؟ فيفضل الصمت .يحيل القاضي الكلمة لدفاع الطرف المدني الذي سأله متى عرف بأنه طفل متبنى فرد بأنه لم يكن على علم حتى وقوع الجريمة ،لكنه تناقض في الإجابة بعدما سأله محامي آخر نفس السؤال فأكد أنه علم منذ وفاة والده وهذا مايجعل الشكوك تحوم حول ارتكابه للجريمة من أجل الميراث .حيث نوه النائب العام أمس هيئة المحكمة بأن المتهم حاول إبعاد التهمة عنه بالقول لطبيب السجن بأن هناك علاقة بين شقيقه وشقيقته ولهذا قتلهما ،إلا أن المتهم اعترف أنه كذب فيما يخص ذلك .