التقت "الحياة العربية" بالدكتور أحمد بالعيد مدير مركز حقن الدم بالشلف، حيث كشف عن عدة مواضيع تتعلق بالتبرع بالدم والمشاكل التي يتلقاها مركزه، خاصة في شهر رمضان الكريم، أين يسعى القائمون على مركز حقن الدم خلال شهر رمضان على توسيع دائرة التبرع بالدم خارج عاصمة الولاية وهذا بالتنسيق مع الحركة الجمعوية بهدف ترسيخ ثقافة التبرع بالدم وتوسيع البطاقية للمتبرعين النظاميين قصد تلبية اكبر قدر من الطلب على هذه المادة الحيوية. الحياة العربية: احتياجات المرضى للدم، ومن المعروف في رمضان انه يقل الإقبال على التبرع بالنظر لخصوصية هذا الشهر، لكن هذه السنة الأمر يختلف لعدة أسباب أو لعدة اعتبارات ما هي ؟ وما هو ردك في هذا الشأن ؟. أحمد بالعيد: أولا بمناسبة شهر رمضان أتقدم إلى الشعب الجزائري بأحر التهاني وعقبال السنة المقبلة، واعتبر أن شهر رمضان شهر صدقة وعبادة، ومن العادي أن ينظم مركز حقن الدم بولاية الشلف حملات تبرع بالدم خارج المركز يعني هذا الأمر تعودنا عليها ويساعد كثيرا وإنما هناك ظروف نمر بها منها نقص العمال لأن العمال المكلفين بالعملية معظمهم في عطلة سنوية، كما أن معظم الصائمين يتوجهون بعد الإفطار إلى صلاة التراويح والخروج من المساجد يكون في ساعات متأخرة لهذا يكونون في حالة تعب بعد قيام ساعة أو أزيد، من جهة أخرى فان عملية نقل الدم خارج المركز أي في الشارع، تعتبر عملية صعبة ولا تترك المتبرع مطمئنا، كما واجهنا عدة مشاكل مثل الإغماء وبعض الاضطرابات النفسية، غير أن هذا لا يمنع المتبرع الذي يملك ثقافة التبرع بالدم حتى في شهر رمضان كونها تعتبر صدقة جارية، وهي من بين الأعمال الممتازة وتدخل في العبادة ومن الممكن أن تكون عملية التبرع بعد صلاة التراويح وهذا يعتبر أحسن وقت يستطيع المتبرع فيه أن يتبرع بدمه. ومن الناحية العلمية نعرف أن الإنسان لما يتناول غذائه خاصة عندما يكون الغذاء متنوع هذا الشيء يساعد المتبرع، ومن الأحسن أن لا يتوجه للتبرع مباشرة بعد الإفطار لأن عملية الهضم تدوم قرابة الساعة إلى الساعة والنصف، أما بعد صلاة العشاء والتراويح فهي مرحلة تساعد جدا المصلي لما يفرغ بعد صلاة التراويح يتجه مباشرة إلى مركز حقن الدم، حيث يجد كل الوسائل المجهزة والعمال متواجدين لضمان سير العملية في أحسن الظروف. منذ بداية رمضان إلى غاية اليوم، ما هي الكمية التي تم جمعها من الدم ؟ وهل هناك إقبال للمتبرعين على هذه العملية ؟. نعم نشاط مركز حقن الدم أكيد يقل في النهار ولكن نشاط مركز حقن الدم يبقى يسري مباشرة أو موازاة مع نشاطات الصحة العلاجية والعمليات الجراحية وكذلك المصالح الاستشفائية، فإذا كانت المصالح الاستشفائية والعمليات الجراحية مبرمجة ومركزة تزامنا مع شهر رمضان فأكيد أن النشاط الخاص بالتبرع بالدم يبقى هو نفسه لا يتغير فيه أي شيء إلا أنه يتحول من النهار إلى الليل وإذا كان هناك ركود في العمليات الجراحية وعملية تصفية الدم، بالتالي هناك نوع من الإقبال المحتشم للمواطنين على مصالح مركز حقن الدم. هل هناك أرقام عن الكميات التي تم جمعها منذ بداية الشهر الكريم ؟. جمعنا إلى غاية اليوم الحادي عشر من الشهر الفضيل أكثر من 60 كيسا وهي ليست بالمعدل السنوي، ما يعني أن هناك نقصا ولكن نستطيع القول أن هناك فقدان للمادة الحساسة جدا ومشكلنا هو الزمر النادرة لأن أغلبية للمتبرعين من زمرة A ايجابي أو O ايجابي، ولكن الزمر النادرة والتي لها زمر سالبة لكل أنواع الزمر مثل A, O, B, POSITIF و NEGATIF فهي زمر قليلة نوعا ما، ليس فقط في شهر رمضان بل طيلة أيام السنة. تستطيع السيد أحمد بالعيد بالنسبة للمتبرعين في هذه الأيام الشهر الكريم الأمر هنا يتعلق بالناس الذين المحتاجين للدم؟ أو من طوع أنفسهم ويريدون التبرع بالدم ؟. هي نفس النسبة يعني هناك أناس متبرعين في سبيل الله وتدعيم لنشاط العبادات الخاصة بهم وهي نسبة قليلة وإنما نسبة لا بأس بها وإنما مازلنا في تلك التي تتعلق بالناس المتبرعين إلا أن هناك من لديه مريض في العائلة أو صديق يعني يذهب إلى المركز للتبرع له بالدم وفي بعض الأحيان هناك أناس لا علاقة لهم بالتبرع وعند وصولهم إلى المستشفى يقومون بالتبرع، حيث العملية تمشي فير ظروف عادية جدا بحيث يتقدم المتبرع في سبيل الله. الدكتور أحمد بالعيد بالنسبة للإمكانيات التي يتوفر عليها المركز هل تساعد المركز في جمع اكبر كمية من الدم؟. نعم أكيد يعني خاصة في الظروف الحالية نحن مستعدين لجمع اكبر كمية ممكنة للدم ولهذا يوجد لدينا أمر يتعلق بكيفية التوافق في هذه العملية وخاصة في تسيير استعمال أكياس الدم وهدفنا هو أن المريض يكون لديه دائما كمية من الدم المناسبة التي يحتاجها، ولا ننسى أن الجو حار جدا والمحافظة على هذه المادة الحساسة جدا تؤثر على المتبرع أو على المريض ولهذا نحن نسعى لنزع الكميات التي نحن في حاجة إليها ونبرمج متبرعين آخرين خلال الأيام الأخرى حتى يكون التموين لمركز حقن الدم يسير بصفة منتظمة ومستمرة ومتواصلة حتى يبقى النشاط هو هو لا يتغير فيه شيء، ومن واجبنا أن يعطى للمريض الدم وأن يكون جديدا ولا تمر عليه مدة 10 إلى 15 يوما، والدم الجديد هو الذي ينفع المريض 100 بالمائة وعلى المتبرع أن يفحص دمه ويحلله ثم يؤخذ رقم هاتفه وعنوانه وبعد إجراء الفحص يتصل به هاتفيا للحضور إلى المركز للتبرع وهو مطمئن على صحته. مركز حقن الدم يتعاون ويعمل دائما بالتنسيق مع بعض الجمعيات وبعض الحركات الجمعوية لتنظيم حملات تبرع بالدم خارج عاصمة الولاية هل فيه عمل في هذا الإطار هذه السنة؟. نعم كل سنة لدينا عمل مشترك مع الكشافة الإسلامية ببلدية الصبحة وبلدية الزبوجة وتاوقريت، ومن المفروض أن نتصل بهم للتشاور والتنسيق حول تنظيم الحملات المختلفة وخاصة خلال شهر رمضان وهذه العمليات تخص ليلة القدر حتى تكون عبادة وطاعة لله، علما أن ثقافة التبرع تزداد من سنة إلى سنة، والهدف من هذه الحملات التحسيسية هو نشر ثقافة التبرع بالدم ليس في عاصمة ولاية الغرب وإنما في جميع أنحاء الولاية، ومن الواجب الإعلان عن هذا العمل التحسيسي، ونحاول التقرب من الأشخاص الذين تبرعوا في الأول بالدم ونحاول عن طريق الإقناع أن نعيد تكرار العملية كي تشمل ولاية الشلف بأكملها من متبرعين عاديين إلى متبرعين دائمين، ونستطيع أن نقول أنه تبرع نظامي وعلى المتبرع أن يقوم بهذه العملية مرتين على الأقل في السنة وهو هدفنا.