في الجزائر فقط، تتحرك وزارة كاملة من اجل مطالبة التجار باحترام مفهوم الخدمة وضمان تزويد المواطنين بما يحتاجونه من سلع في أيام المناسبات ومنها العيد...ومع ذلك فشل الوزارة وفي كل مرة تحاول تفشل لان المناسبات في بلادنا كثيرة ومتعددة منها الوطنية والدينية والاجتماعية، وفشل الوزارة مرده إلى افتقار هذه الوزارة إلى آليات الردع أولا، وثانيا إلى ذهنية التاجر الجزائري، التي تقوم على عدم الالتزام بالقانون طالما انه يشتغل في ملكه، عقلية لا تعترف بالخدمة العمومية او تقديم احسن الخدمات لكسب الزبائن أو إرضائهم، بل هي ذهنية قريبة إلى ذهنية الإقطاعيين،.. مفهوم الخدمة العمومية وغيابها عن سلوكيات التاجر الجزائري، تجد مبررها في الإدارة العمومية، فالإدارة المسماة عمومية تخضع أيضا لأهواء الموظفين والعمال والإدارة أكثر منها إلى القانون، ولهذا فلا غرابة ان تجد عون من أعوان البريد أو البلدية أو أي إدارة عمومية تقصدها يرفض تقديم خدمة ويتضامن معه زملاؤه، ويؤيده المدير وينادي على الشرطة وأعوان الأمن لقمع طالب الخدمة....... الخدمة العمومية غائبة في أدبيات الإدارة، وغائبة عند المواطن الذي يتعمد أحيانا البحث عن تدخلات أو وسطاء او الرشوة لقضاء حوائجه، والتاجر ايضا جزء من هذه المنظومة الاجتماعية والإدارية التي لا تعترف بالخدمة العمومية..ومن ثمة فالكل متواطئ طالما أننا لم نكون الإنسان الذي يعترف أو يفهم ما معنى الخدمة العمومية.