إستكملت مديرية الثقافة لولاية النعامة مؤخرا من إعداد الملفات التقنية لعدة معالم أثرية وتاريخية لاقتراح تصنيفها ضمن التراث الثقافي الوطني، وفقا لما أفاد به أمس مسؤولو القطاع. وأعدت مصالح القطاع البطاقات التقنية لعدة معالم أثرية منها القصور القديمة الواقعة ببلديات تيوت و مغرار و صفيصيفة يعود تشييدها إلى عدة قرون خلت و التي عرضت على اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية بوزارة الثقافة من أجل ضمها إلى قائمة التراث الثقافي الوطني المحمي حتى تستفيد من دراسات معمقة و برامج جديدة لإعادة الاعتبار لها، كما أوضح مدير القطاع عبد الجبار بلحسن. ويعتبر قصر تيوت الذي خضع إلى عدة دراسات تاريخية أحد هذه المعالم المقترحة للتصنيف و الذي شيد في القرن الثالث عشر ميلادي يتكون من نظام لأبراج دائرية صممت لأغراض دفاعية وعدة أزقة و دروب ويتوسطه مسجد عتيق ومدرسة قرآنية بها مخطوطات تاريخية من التراث القديم إلى جانب احتوائه على ساحة تدعى تاسفلت و يطلق عليها أيضا الرحبة أو تاجماعت، تضيف ذات المصالح. و قامت مديرية الثقافة بإعداد ملف خاص لتقديمه إلى وزارة الثقافة لتصنيف موقع الحجرة المكتوبة الذي يضم مجموعة من الصخور المنقوشة و الأحجار و الأدوات المصنوعة من الحجارة المنحوتة و الرسومات و كتابة التيفيناع و التي تعد دلائل على أن الإنسان قد عمر هذه المنطقة منذ عصور غابرة في التاريخ تعود ما بين 2500 و 500 سنة قبل الميلاد حسب الباحثين .ويعد هذا الموقع من أهم المناطق التراثية التي تستقطب السياح و الزائرين وخصوصا الأجانب منهم سنويا . كما سيقترح تصنيف زاوية المجاهد و المتصوف الشيخ بوعمامة التي أسست سنة 1887 للميلاد و التي تعد معلما حضاري تعاقب عليه العديد من الفقهاء و العلماء الذين تتلمذ عليهم عشرات الطلبة في مجالات علمية و ثقافية ولا تزال منارة ومركز إشعاع فكري تساهم في تحفيظ القرآن الكريم و المتون الفقهية والمدائح النبوية. وتزخر ولاية النعامة بالعديد من المعالم الأثرية المؤهلة للتصنيف حيث تضم أزيد من 20 معلما قابلا للتصنيف وتتطلب الصيانة والحفاظ عليها من الإندثار كما أشير إليه.