علاقة السلطة الجزائرية بنظيرتها الفرنسية فيه من العجب ما يجعل المرء يقف مذهولا في الكثير من الأحيان والمواقف.. ذلك لأنه كلما قدمت السلطات الجزائرية تنازلات إلا وكانت النتيجة مزيدا من العنجهية الفرنسية، مزيدا من السخرية بالجزائر حكومة وشعبا، مزيدا من التضييق على مصالح الجزائر....فهل نحن أمام القاعدة الذهبية التي يجسدها المثل الشعبي: يأكل الغلة ويسب الملة؟. مباشرة عقب افتكاك فرنسا لاتفاقيات تجارية واقتصادية هامة في الجزائر، من شانها فك الخناق على الاقتصاد الفرنسي المهدد تحت تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، حتى سارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى التعبير على نشوته أمام المجلس التمثيلي اليهودي، حين اعتبر رجوع وزير داخليته سالما من الجزائر في حد ذاته انجازا، ما يفهم أنها رسالة من هولاند إلى العالم عبر المجمع اليهودي ان الجزائر ليست في امن...فلماذا إذن يحاول الاستثمار في الجزائر أم أن الرجل يحال إبعاد باقي الشركات العالمية لتبقى فرنسا تصول وتجول وحدها في الجزائر؟. ثم أليس هذا التهكم من الرجل الأول في فرنسا حول الجزائر والسعي لتشويه سمعتها في المحال الدولية مرده إلى اختلال في معادلة العلاقات الجزائرية الفرنسية؟ أو لا تعتبر هذه التصريحات وغيرها تعبيرا على ضعف السلطة في الجزائر؟. لا نريد الإجابة هنا، لكننا نريد لفت انتباه كبار القوم إلى أن التنازل لن يؤدي إلا لمزيد من استعلاء الأخر خاصة إذا كان هذا الآخر هو فرنسا... و"الفاهم يفهم" لأننا قد نسمح في بعض ثرواتنا لكننا لن نتخلى عن كرامتنا.