تشهد مختلف أحياء العاصمة وضعا بيئيا كارثيا، نتيجة ارتفاع درجة تلوث الهواء وانتشار الروائح الكريهة والنتنة تنفثها المصانع من جهة ومن النفايات المنتشرة في أرجاء المكان في جميع الجهات. لطيفة مروان= باتت شوارع العاصمة اليوم تعاني الأمرين من قلة النظافة على الرغم من الحملات التوعوية، فضلا على البرنامج الولائي ومشروع "الجزائر البيضاء " الذي يعمد في الأساس على تسخير طاقات كبيرة لتحقيق هذا الحلم ،لكن المصانع المتمركزة في بينام وواد قريش وغيرها في مختلف مناطق العاصمة ساهمت وبشكل كبير في تقهقر الوضع. فمن جهة، الطريق المؤدية إلى بينام نجد مصنع الاسمنت وكذا بواد قريش بالعاصمة مصنع الاسمنت تغطي أدخنته البيضاء والسوداء السماء بشكل كثيف، ما يثير الخوف والقلق لدى السكان دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن. وأكد أحد المواطنون القاطنون ببينام ، بأن المصنع الاسمنت يشتغل ليل نهار، مشيرا إلى أن الدخان والروائح النتنة ترتفع حدتها خاصة في الليل، لتنتشر مع الرياح وتتسرب إلى جل المنازل المجاورة له، بل تمتد في إقليم البلدية بأكملها وفي حالة الرياح القوية، فإن الأضرار الجسيمة والروائح الكريهة، لا يقتصر تأثيرها السلبي على محيط الوحدة الصناعية فحسب، بل يعم أرجاء أحياء المدينة .. ورغم تفاقم الوضع، فإن الجهات المسؤولة تبقى"خارج التغطية"، ملتزمة الصمت التام والمريب. كما ينتاب سكان المناطق المتضررة خوف شديد على سلامة وصحة النساء الحوامل، مؤكدين في تصريحاتهم ل"الحياة العربية" أن أمراضا عديدة متفاوتة الخطورة، انتشرت بشكل يثير الذعر و الفزع في صفوف سكان الأحياء المجاورة للمعمل المذكور مثل أمراض الصدر و الربو والحساسية الجلدية أما على مستوى الطريق المؤدية الى واد قريش، فيوجد مصنع الاسمنت محاذ لحي سكني شاسع، إذ تقول امرأة متضررة من مخلفات هذا المعمل وهي ربة بيت «لم يعد بإمكاننا فتح النوافذ، منازلنا أصبحت محرومة من الهواء والشمس، وغسيلنا الذي ننشره على السطح يصبح أسود بفعل أدخنة المعمل. الروائح تتسلل بقوة إلى داخل بيوتنا فنشمها مرغمين، مهددة صحتنا وصحة أطفالنا، إذ لم يعد أي طفل أو امرأة في الحي سليم الصحة، بل أصبح الكل يعاني أمراض الحساسية والربو". ورغم الشكاوي المتكررة للسكان، فإن الوضع بقي على حاله حسب المتضررين، إذ قال ممثل إحدى المواطنات نحن نموت ببطء، بسبب الأمراض الحادة التي أصابتنا من الروائح الكريهة، التي تنبعث ليل نهار من المعمل المجاور لنا... نطالب بإغلاق المعمل، واحترام المعايير البيئية المنصوص عليها دوليا، تفاديا للتلوث الذي يؤثر سلبا على حياتنا للتذكير، فإن وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير، أكد ت أن الهواء الملوث يحتوي على مواد غريبة تسبب سرطان الجلد و الرئة. واستشهدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان ببيانات تشير إلى حدوث 223 ألف حالة وفاة في العالم في عام 2010 نتيجة الإصابة بسرطان الرئة الناجم عن تلوث الهواء. كما أفاد بحث حديث العهد، أن التلوث في الهواء من الممكن أن يساعد في زيادة احتمالات الوفاة في سن مبكر، ويوضح العلماء أن المستويات العالية من الدخان الأسود والكربون غير المحترق والذي يصدر عن النشاطات الصناعية كل هذا يساهم بشكل كبير في الإصابة بالعديد من الأمراض وأهمها الأمراض الصدرية