عطفا على ما قالته وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط خلال إشرافها على افتتاح الملتقى التكويني لمديري التربية الولائيين تحسبا للدخول المدرسي 2014 / 2015، حول عدم معرفة النقابات التي التقت بهم منذ تعيينها على رأس أهم قطاع في الجزائر بواقع قطاع التعليم في الجزائر والمشاكل التي يتخبط فيها، متهمة إياها –النقابات- ضمنيا بالاهتمام بالجانب المادي أكثر من الجانب البيداغوجي، ارتأت "الحياة العربية" أن تأخذ رأي بعض النقابات فيما يخص تصريحات الوزيرة. .. بن غبريط لا تملك معلومات عن واقع التعليم في الجزائر اعتبر أمس الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين سعدالي محمد سالم، ما جاء على لسان وزيرة التربية حول عدم امتلاك النقابات الجديدة والتي عقدت لقاءات دورية معها أي معلومات عن واقع التعليم في الجزائر، بأنّها هي أيضا لا تملك معلومات عن واقع التعليم في الجزائر، مرجعا الأمر إلى غياب الإحصائيات الرسمية. وقال سعداني محمد سالم في اتصال هاتفي مع "الحياة العربية"، "أنّ نقابته هي الوحيدة التي جعلت نصب اهتمامها الجانب البيداغوجي للتلميذ قبل أي شيء آخر، من خلال الدعوة إلى عقد الندوات والجلسات حول واقع القطاع في الجزائر"، مضيفا "نقابتنا حاولت دائما أن تدخل في المفاوضات القانون التوجيهي، الذي تم تمريره ولا أحد يعلم بأمر رئاسي، حيث كان على الوزيرة أن تدعوا جميع النقابات لمناقشته". وعاتب المتحدث وزيرة التربية الوطنية بقوله "كان الأجدر بالوزيرة أنّها موجودة لكي تدلي بتصريحات، أو تقدم خدمات للقطاع"، ومن جهة أخرى، قال المتحدث أنّ اللقاءات والجلسات التي تجريها الوزارة مرارا وتكرارا، لا تجدي نفعا لأنّ الوزارة لا تعتبر النقابات كشركاء اجتماعيين، ولكنها تستدعيهم لتمرير ما تقوله هي، وما تتخذه من قرارات دون علمنا، فالكلام بدون جدوى لا ينفع، ولكي نكون شركاء حقيقيين لإعداد السياسة التربوية عليها أنّ تأخذ الأمر بجدية أكبر. "إنباف": كان الأجدر بالوزيرة الدفاع عن قطاعها ونقاباتها أمام الحكومة وبدوره امتعض رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "إنباف" صادق دزيري، مما وصفها "بلغة الاتهامات" التي تكلمت بها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون عن أنّ النقابات الجديدة لا تعرف شيئا عن قطاع التربية في الجزائر، معتبرا الأمر كنوع من الاستفزاز في حق نقابة ولدت من رحم القطاع منذ أكثر من 24 سنة، والتي تضم في صفوفها معلمين وأساتذة وإطارات هم عماد القطاع. وأعرب رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "إنباف" في اتصال هاتفي مع "الحياة العربية"، عن أمله في أن تكون مرحلة التواصل الأخيرة التي تقوم الوزارة الوصية، مرحلة حل الإشكاليات التي تواجه عمال القطاع، وكذا التكفل بمطالبهم المشروعة على حد قوله، قائلا "الوزيرة بدأت بحوار نأمل أن يكلل بالنجاح، ويتم فيه التكفل بالوعود، وتقديم الحلول الناجعة، والتي تكون بأجندة واضحة، فالنقابة وجدت للدفاع عن الحقوق المادية والمهنية للمرض، فهذا لا يعني أنّنا نتنصل من المشاركة في كل ما يهم أبناءنا" وأضاف المتحدث "أنّه كان الأجدر بالوزيرة الدفاع عن قطاعها ونقاباتها أمام الحكومة، لا أن تقوم بالتصريح وتتهمنا على أنّنا لا نعلم شيئا في قطاع نحن جزء منه، فكل طرف يدعي أنّ ما يقوله هو الصواب، وهنا نجد أنّ هناك اختلاف في الرؤى، وفي وجهات النظر، والأجدر من هذا كله أنّ هذه اللقاءات المباشرة توصل بكلام مباشر، الذي يوصل بدوره إلى الإقناع، أمّا يكون هناك تكتم فهذا غير مقبول تماما". ..مريان: أنت مخطئة يا بن غبريط نعرف خبايا القطاع جيّدا كما أبدى رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، استغرابه من تصريح وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط حول عدم معرفة النقابات التي اجتمعت بها يوم الخميس الماضي بواقع قطاع التربية في الجزائر، "بدليل أنّ هذه اللقاءات التي كانت مع الوزيرة تؤكد العكس" معتبرا أنّ المناقشات التي تمت مع هذه الأخيرة أثبتت العكس. وقال رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في اتصال مع "الحياة العربية"، أنّ نقابته في الميدان وتعرف خبايا القطاع ومن يقل غير ذلك فهو مخطئ، وضب مثالا عن نفسه بقوله "أنّا في ميدان التعليم منذ سنة 1979، إلى يومنا، فالخبرة التي لدي، لا يملكها شخص لديه الدكتوراه في وقتنا الحالي، فنحن نعرف القطاع كما يبنغي، ونحن نمد يد المساعدة للجميع". وبخصوص غياب الاتصال بين الوزارة وبينهم كشركاء اجتماعيين، قال المتحدث "عدم الاتصال يعود إلى الوزارة وليس إلى النقابة، فأبوابها دائما مغلوقة، وأمّا مسألة اتهامنا بالاهتمام بالجانب المادي الخص بعمال القطاع وإهمال الجانب البيداغوجي، فالجانب البيداغوجي مسألة تهم جميع الجزائريين، فمهما كانت الظروف فالوزيرة الحالية أو الوزراء السابقون، عليهم أن يتكلموا عن الجانب البيداغوجي والمسائل المتعلقة به، ومسألة اتهامنا بعدم المعرفة بواقع القطاع، فأنّا شخصيا كنقابة نعرف مستوانا، أمّا النقابات الأخرى فلا نعرف".