توجهت وزارة التربية الوطنية عقب مباشرة الوزيرة نورية بن غبريط، مهامها نحو انتقاد جل القرارات والأساليب التسييرية السابقة من قبل وزراء تداولوا على القطاع. أجمعت نقابات التربية، في ردها على تصريحات أدلت بها الوزيرة الجديدة في الندوة الوطنية التي نشطتها أول أمس بحضور الشركاء الاجتماعيين، على أنها تطعن بصورة أساسية في السياسة التربوية التي انتهجت، وتمخضت عنها جل الإفرازات الحالية على غرار ملف العتبة والإضرابات المتكررة للأساتذة. قال رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد احمد، إن اتهام الوزارة التلاميذ بالتسبب في العتبة إجحافا، لأن مسؤوليتها تقع على الإطارات السابقة التي لم تأخذ بعين الاعتبار مشاكل النقابات ولم تتجه نحو التحاور التطبيقي معها، معللا لجوء التلاميذ إلى "العتبة"، التي رفضها الجمعية ب"خوفهم على مستقبلهم"، منتقدا في تصريحه ل"السلام" عدم إشراكهم في ندوة أول أمس التي مشوا منها بصورة غير مبررة. وهو ما تحدث عنه رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي "سنابست" بقوله إن جل الإفرازات المترتبة عن الإصلاحات التي أقرت منذ سنة 2003 أدت إلى بعث اللااستقرار في القطاع التربوي، بالنظر إلى وجود هوة في التنسيق بين الأهداف التربوية المسطرة وطبيعة الإصلاحات التي طبقت والتي جاءت الإضرابات متكافئة مع مناخها العام على حد قوله، راهنا العدول عن تنظيمها بما ستسفر عنه سلسلة اللقاءات التي ستنظم مع الوزيرة الجديدة بداية من الغد كخطوة لتأكيد التحاور في انتظار الالتزام بالقرارات التي ستنبثق عنها. كما ألقى مزيان مريان مسؤولية إضرابات الأساتذة على عاتق الوزارة التي تتأخر في تعيين الأساتذة الناجحين، ما يؤدي إلى نتيجة وخيمة تصب في جلها سلبا على مردود التلاميذ، على غرار عزوفهم عن الالتحاق بمقاعد الدراسة مع نهاية السنة عقب استلامهم استدعاءات الامتحان شهر أفريل. وعرج على تأييد قرارها حول "العتبة" التي ستلغى السنة القادمة على اعتبار أنه مطلب نقابي أكدت عليه "السناباب" في كل تدخلاتها التربوية، وذكرت أنه يجب أن يسبق بتقييم الإصلاحات، خاصة في جانبها البيداغوجي بعد مرور 10 سنوات، من أجل الوقوف على جل الأسباب التي دفعت التلاميذ إلى جعل" العتبة" طقسا تربويا يطالبون بتطبيقه سنويا، وسيمكن هذا القرار في حال تطبيقه ووقف العتبة إلى رفع مستوى الشهادات التي تمنح انطلاقا من تحسين نوعية المواضيع التي تقدم للتلاميذ. وقال الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين"انباف" على لسان المكلف بالإعلام مسعود عمراوي، أن النقابات تنتظر من الوزيرة "اتخاذ قرارات جريئة بكل موضوعية لمعالجة اختلالاتها"، إلغاء العتبة عمليا، مؤكدا أن إضرابات الأساتذة تدخل في إطار العمل النقابي تجسده محاضر مشتركة مع وزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للوظيفة العمومية، معتبرا إدراج موظفي المصالح الاقتصادية والأسلاك المشركة في الخريطة المالية لمراقبة الامتحانات الرسمية انطلاقة من خلال تسديد مستحقاتهم..