انتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس ، المطالبات بالتدخل الخارجي واستنكر ما سمّاها رغبة القوى الأجنبية في شن انقلاب عن طريق صناديق الاقتراع. وأضافت تصريحات المالكي الغاضبة المزيد الى الأزمة السياسية التي تزايدت بسبب محاولات الجماعات الشيعية، ومن بينها الائتلاف الذي يتزعمه المالكي لقلب التقدم بفارق بسيط الذي حققته قائمة العراقية متعددة الطوائف والتي حصلت على دعم السنة في انتخابات السابع من مارس ودعت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي هذا الأسبوع الى إنشاء حكومة مؤقتة تحت رقابة دولية بعد أن هدد قرار إعادة الفرز في بغداد ومحاولة تنحية مرشحين عنها تقدمها في الانتخابات بفارق مقعدين. واتهمت القائمة العراقية حكومة المالكي التي يقودها الشيعة بمحاولة تهميشها، وقالت إن على المجتمع الدولي أن ينظم انتخابات جديدة. وأدى التوتر السياسي والطريق المسدود بعد الانتخابات الى ترك استقرار العراق الهش في مهب هجمات المسلحين، وأدت تفجيرات في نقاط تفتيش أمنية ومحل للخمور وفي بعض المناطق الشيعية في بغداد الى مقتل العشرات الاسبوع الماضي. وقال المالكي إن موقف القائمة العراقية سيضر بسيادة العراق. وقال المالكي في مدينة كربلاء المقدسة عند الشيعة "هذا يعطينا وضوحاً بأن هناك مشروعاً اقليمياً دولياً أراد أن يحدث انقلاباً عبر صناديق الانتخابات، ولماذا هذه الضجة والاصطفاف والشكوى والبكاء والتباكي في العالم لإعادة عملية العد والفرز". وكان العديد من العراقيين يأملون بأن تساعد الانتخابات البرلمانية الشهر الماضي على تحقيق الاستقرار في بلدهم الذي دمرته الحرب وتساعده على التحرك لإعادة البناء بعد سنوات من الحرب والعنف الطائفي الذي اندلع بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وفازت قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي بما يقل بمقعدين عن ائتلاف علاوي في البرلمان الذي يبلغ عدد مقاعده 325 مقعداً، ونجح ائتلاف المالكي في مسعاه لإجراء إعادة فرز لحوالي 5ر2 مليون صوت في بغداد وهو ما يمكن أن يقلب النتيجة في غير صالح القائمة العراقية. وما يزيد من أوجاع القائمة العراقية محاولة مفوضية يقودها شيعة تهدف الى منع أتباع حزب البعث المحظور من العودة الى السلطة إسقاط الأصوات التي أعطيت لمرشحين يزعم أن لهم صلات بالبعث وأكثر هؤلاء المرشحين ينتمون الى قائمة العراقية. واستبعد مجلس للمراجعة يوم الاثنين الماضي الاصوات التي حصل عليها 52 مرشحاً ومن المتوقع صدور قرار آخر الاسبوع المقبل من شأنه أن يكلف العراقية مقعداً او اثنين ما يحرمها من محاولة تشكيل الحكومة الجديدة. وقام قادة العراقية ومن بينهم علاوي بجولات في الدول المجاورة لحشد تأييد القوى الاقليمية والتقى علاوي بالزعيمين المصري والتركي. وقال المالكي "انظروا الى هذه الوفود التي تتحرك في مختلف الدول وتطالب بالتدخل في قضية وطنية ينبغي أن لا يتدخل بها أحد".