تعتبر بلدية مصدق التابعة لدائرة المرسى، والتي يحدها شمالا بلدية تلعصة، وجنوبا بلدية تاوقريت، وشرقا بلدية تاجنة وغربا بلدية المرسى من بين البلديات الناجحة تنمويا بولاية الشلف، حيث أنها تتربع على مساحة قدرها 86 كلم مربع، يبلغ عدد سكانها حسب إحصائيات سنة 2008 حوالي 6309 نسمة منهم 3195 ذكور و 3114 إناث متكونة من عدة مجمعات سكنية أهمها أولاد إبراهيم أولاد أحمد والزنايتية. كما تتميز بلدية مصدق بالطابع الفلاحي بشقيه الزراعة وتربية المواشي، وهذا نظرا لموقعها الجغرافي فهي منطقة داخلية ريفية، إذ تمثل الأراضي الفلاحية بها نسبة 80 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلدية، وهي أراضي خصبة صالحة لمعظم المنتوجات الفلاحية كالقمح بأنواعه والأشجار المثمرة كالزيتون والتفاح، بالإضافة إلى تربية المواشي والتي يمارسها بعض الفلاحين، وتعتبر البلدية قطبا هاما يقصده الموّالون لبيع وشراء الأغنام والماعز والأبقار. … ثروات طبيعية هامة تنتظر الاستغلال تزخر بلدية مصدق بثروات طبيعية هامة نذكر منها الثروات الغابية كالصنوبر، الفلين، الزيتون، الكاليتوس، العرعار، البستان، الديس، الدوم، الضّرو، التين الشوكي والفطريات هذا الغطاء النباتي الثري من شأنه أن يساعد الحيوانات على التعايش والاستقرار في المنطقة. ككل الأسر والعائلات الجزائرية فإن أهالي بلدية مصدق يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة، والتي – بحسبهم- تحدد معالم هويتهم، ففي الزواج مثلا معظم العائلات بمصدق تتبع عرف سيدي معمر في تزويج بناتها، فالولي الصالح سيدي معمر أوصى بتزويج الفتاة بأقل مهر، وبحسب الروايات قال الولي الصالح "لولا الخوف من كلام الناس لزوجت بناتي "بزناق دوم" أي قبضة من النخل الذي كان يستعمل في تحضير الخبز التقليدي آنذاك، كما أنه – وبحسب نفس الرواية- دعا الله على كل من يخرج عن هذا العرف بحلول مصيبة على أهله، وهذا بهدف تسهيل الزواج على الشباب وتجنب العنوسة وليس تقليلا من شأن بناته، وهي سنة حسنة لأن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أوصى بعدم المبالغة في المهور. إلى جانب هذا فبلدية مصدق دأبت كل سنة على إقامة ولائم كبيرة خاصة بأولياء الله الصالحين الذين عاشوا بالمنطقة، وهو تقليد لا يمكن التخلي عنه لأنه من أقدس العادات والتقاليد التي تركها الأجداد، كتقاليد الأولياء الصالحين سيدي عبد الهادي سيدي البارودي، سيدي بوقوفة وسيدي عيسى بن حفصة وغيرهم، أين يتم تحضير أطباق الكسكسي بلحوم الماشية التي ذبحت خصيصا لإحياء المناسبة، بالإضافة إلى تقديم عروض الفروسية. أما في الأعياد الدينية كعاشوراء والمولد النبوي الشريف فيتم الاحتفال بها بحضور جميع أفراد الأسرة من أبناء وأحفاد في منزل الجدين، حيث تقوم النسوة بتحضير أطباق خاصة كالبركوكس، الشرشم والكسكسي، كما تقوم العائلات بختان أبنائها الصغار في هذين اليومين في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان تبركا بهذه الأيام المباركة والتي لها مكانتها في الدين الإسلامي. … مشاريع لإعادة الاعتبار للطرق المتدهورة بالبلدية تدعمت بلدية مصدق بعدة مشاريع في مختلف القطاعات تم استلام أغلبها، حيث رصد لها غلاف مالي جد معتبر، وفي هذا الإطار استفادت البلدية من مشروع إعادة الاعتبار لعدة طرق والتي كان المواطن يشكو كثيرا من تدهورها.