تنطلق اليوم النسخة الثلاثين من نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي راهن الاتحاد الإفريقي في استضافتها على غينيا الاستوائية في أصعب تحد في تاريخ الاتحاد القاري. وكانت النسخة الحالية مقررة في المغرب، لكن فيروس ايبولا الذي راح ضحيته نحو 7 آلاف شخص في غرب افريقيا بدل كل المعطيات، واضطر المملكة قبل شهرين الى طلب التأجيل حتى العام المقبل، بيد أن طلبه قوبل بالرفض من الاتحاد الإفريقي الذي أصر على إقامة النهائيات في موعدها فشطب المغرب واستبعده من المشاركة، وراحت الاستضافة إلى غينيا الاستوائية، ثالث منتح للبترول في جنوب الصحراء الإفريقية، بعد مشاورات حثيثة للاتحاد القاري الذي طرق جميع الابواب وجس نبض العديد من الدول التي ابدت بدورها تخوفها من الوباء وكذلك من ضيق الوقت لاستضافة حدث كبير من قبيل كأس الأمم الافريقية. والدول هي مصر والسودان والجزائروجنوب افريقيا وغانا والغابون وكينيا وزيمبابوي وانغولا وتونس. وعاد الاتحاد الافريقي وطلب مجددا من مصر الاستضافة بيد ان الاخيرة رفضت لدواع "امنية واقتصادية وسياحية". ووجد الاتحاد الأفريقي ضالته في غينيا الاستوائية بعد لقاء جمع رئيس جمهوريتها تيودورو اوبيانغ نغويما مباسوغو الذي يدير البلاد منذ 35 عاما بقبضة من حديد، مع الكاميروني عيسى حياتو الذي يرأس الاتحاد القاري منذ 1988 عندما انتخب في المغرب بالتحديد. الجزائروساحل العاج ابرز المرشحين وتعتبر ساحل العاج، التي افلت منها اللقب في النسخ الخمس الاخيرة (وصيفة في 2006 و2012 ونصف نهائي 2008)، والجزائر التي ابلت البلاء الحسن في التضفيات والمونديال البرازيلي عندما بلغت الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها، من ابرز المرشحين لاحراز اللقب. وبرغم اعتزال الهداف التاريخي ديدييه دروغبا، فان تشكيلة المدرب الفرنسي هيرفيه رينار تضم عددا من النجوم يتقدمهم يحيى توريه لاعب وسط مانشستر سيتي الانكليزي وافضل لاعب افريقي في اخر 4 سنوات. وبعد فشل نيجيريا حاملة اللقب بالتأهل بالاضافة الى مصر حاملة اللقب سبع مرات (رقم قياسي) والتي تغيب للنسخة الثالثة على التوالي، تبدو الجزائر مرشحة قوية لمزاحمة ساحل العاج بعد المستويات الرائعة التي قدمتها في مونديال 2014 وبلوغها الدور الثاني حيث خسرت 1-2 بعد التمديد امام المانيا التي توجت لاحقا باللقب. ويبحث منتخب ثعالب الصحراء عن لقبه الثاني بعد الأول عام 1990. وتعيش الكرة الجزائرية افضل أيامها، اذ احرز وفاق سطيف لقب دوري ابطال افريقيا ونال لاعب الوسط الدولي ياسين براهيمي جائزة افضل لاعب في القارة باختيار شبكة بي بي سي البريطانية. وتعود الكاميرون حاملة اللقب 4 مرات، الى النهائيات بعد غيابها عن النسخة الاخيرة، وهي تدخلها بحلة جديدة في غياب ملهمها في العقد الاخير المهاجم صامويل ايتو الذي اضطر الى اعلان اعتزاله الدولي بعد استبعاده من التصفيات، والامر ذاته بالنسبة الى غانا صاحبة اللقب 4 مرات ايضا والتي تلعب في غياب نجومها المشاكسين المستبعدين سليمان علي مونتاري وكيفن برينس بواتينغ ومايكل ايسيان، واساموا كوادوو المصاب. وتملك السنغال العائدة بقوة هذا العام حظوظا للمنافسة رغم انها هدفها الاول هو فك عقدة الدور الاول الذي لم تتخطاه منذ عام 2006. وتشهد النهائيات مشاركتين منتخبين عربيين فقط هما الجزائر وتونس التي تسعى على غرار الجزائر الى محو خيبة الخروج المخيب من الدور الاول في النسخة الاخيرة في جنوب افريقيا. .. المباراة الافتتاحية تفتتح غينيا الاستوائية العرس القاري غدا بمواجهة صعبة امام ضيفتها الكونغو ضمن الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى. وتعول غينيا الاستوائية على عاملي الارض والجمهور في ثاني مشاركة لها في البطولة باعتبارها البلد المضيف، وتكرار انجازها في النسخة قبل الماضية عندما بلغت الدور ربع النهائي. لكن مهمة غينيا الاستوائية لن تكون سهلة هذه المرة بالنظر الى المشاكل التي تعيشها كرتها والنتائج السلبية التي حققها منتخب بلادها وادت الى اقالة مدربه الاسباني اندوني غويكوتشيا ديسمبر الماضي، قبل ان يتم تعيين الارجنتيني استيبان بيكر خلفا له الاسبوع الماضي.