"نحن في حرب حقيقية مع من يريدون تغيير دين الجزائريين" "الذين يفتقدون إلى الوازع الديني يفتحون الأبواب أمام العدو السابق والصهيونية" فنّد وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، ما تردد حول منع دائرته لجمع التبرعات لبناء المساجد، ورجح أن يكون القرار صادرا من وزارة الداخلية، لأسباب أكد أنه سوف يتحرى عنها، لأنه لم يبلّغ إلى غاية الساعة بهذا القرار. وقال محمد عيسى خلال "فوروم الإذاعة"، المنظم أمس، بمقر الإذاعة الوطنية أن وزارته لا يمكنها أن تمنع التبرعات لبناء المساجد، لأنها ساهمت في بناء 18 ألف مسجد فيما لم تساهم الدولة سوى في المساجد الكبرى. وحول مطالب الأئمة، قال المسؤول الأول على القطاع، أن مطالبهم مشروعة وقد اطلع عليها مطلبا بمطلب، ودعاهم إلى التحلي بروح المسؤولية لا سيما فيما يتعلق بمطلب النظام التعويضي ونظام المنح، وقال أن الحكومة قالت المطلب مرهون بالوضع المالي غير المريح الذي تتواجد فيه الخزينة العمومية بعد انخفاض أسعار النفط. وشدد عيسى أن الجزائر في حرب حقيقية مع من "يحاولون تغيير دين الجزائريين"، قائلا أن وزارته في "ثورة وعظية ضد استهداف الإباحية المنتهكة للأسرة الجزائرية، والتي يدافع عنها أشباه المثقفين"، كما قدم وصفا إزاء المشايخ غير المأطرين من قبل الوزارة، الذي يعرضون فتاواهم على القنوات التلفزيونية الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي ب"الخطيرين على المجتمع"، بينما شدد أن الانشغال الأكبر لمصالحه لا يكمن في محاربة الفكر الداعشي أو التشيع، ولكنه يكمن في محاربة الإباحية التي أصبح يروج لها أصحاب الرذيلة ويبثون كلاما أصبح متاحا حتى على القنوات التلفزيونية. وأكد وزير الشؤون الدينية، وهو يرد على سؤال يتعلق بالزكاة، أنه لو التزم كل كبار رجال الأعمال بتقديم زكاتهم إلى صندوق الزكاة، فإنه سيتم القضاء على الفقر وتصبح الزكاة متاحة حتى لغير المحتاجين، لكنه رفض أن "يطمع الفقير في قرار وزاري بإجبار رجال الأعمال على الزكاة حتى يستفيد منها"، لأنه حسبه، الأمر يحتاج إلى إقناع، معللا ذلك بأن: "رجال الأعمال هؤلاء قد نجحوا بفضل مساعدة الدولة لهم من خلال التسهيلات الجبائية والدينار الرمزي على الأراضي، وهذا يقابله حق للفقراء عليهم"، وقال أن: "منتدى رؤساء المؤسسات فضاء مناسب لإقناع رجال الأعمال وتحسيسهم عن طريق مقاربة إعلامية بالزكاة". وحول جدال الخمور الذي أثاره زميله في الحكومة عمارة بن يونس، قال عيسى "الجزائريون اليوم يستهدفون في دينهم ونحن في حرب حقيقية مع من يريدون تغيير دين الجزائريين". كما يرى أن الأمر يتعلق ب"الذين يبثون مرجعيات دينية دخيلة علينا والذين يروجون لأمور إباحية عبر وسائط مختلفة من بينها التلفزيون"، وتابع يقول: "المعلومات لدينا تشير إلى محاولة لتغيير دين الجزائريين". وحسبه فإن هذه الحملة تخص تسهيل تعاطي الخمور وترويج المخدرات، وخاطب بن يونس دون أن يسميه قائلا: "الذين يفتقدون إلى الوازع الديني يفتحون الأبواب أمام العدو السابق والصهيونية". وحول ما اثر من تجاوزات عبر القنوات التلفزيونية، الخاصة، قال عيسى، أن "نجاح الأئمة في مختلف الرهانات الوطنية لا سيما العشرية السوداء، جعلهم محل طمع الكثيرين في أن يحلوا محلهم وهناك من يريد افتكاك دور الإمام"، وشدد أنه "الوحيد الذي يضمن تأمين المجتمع، لأن التوجيه يجب أن يكون مسؤولا ونحن لا نستطيع شراء الدواء إلا من عند الصيدلي"، كما قال "من لم يجد مكانا في المسجد وجد وسائط أخرى عبر الفايسبوك والقنوات التلفزيونية"، ووصف هؤلاء ب"الخطر على المجتمع، لأننا لا نعلم أين تكونوا ومن يدفع له المقابل".