نفى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أن تكون هناك وساطة دولية للتصالح بين الجزائر والمغرب، مكذبا بذلك التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران في وقت سابق، بأن هناك جهود تبذل للتوصل إلى حل بشأن ما وصفه بسوء التفاهم بين بلاده والجزائر. وفي تصريحه للصحافة ،أمس، على هامش اليوم الدراسي "حول المقاربة الجزائرية في مكافحة الارهاب وتجفيف منابعه" بمجلس الأمة، أكد مساهل انه لا توجد أي أزمة بين الجزائر والمغرب بل فيه قضية بينا تسمي قضية الصحراء الغربية ،دعيا في ذات السياق إلى ضرورة استكمال المسار الأممي لتسويتها طبقا لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن من اجل إيجاد حل نهائي لها،مبديا أمله في تحقيق هذا المكسب المهم المبني على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه "الثابت" في تقرير مصيره . وفي سياق أخر، أكد مساهل أن قضية مكافحة الإرهاب في المنطقة تهم كل دول الجوار وأن مكافحته تعتبر من أهم التحديات التي تواجهها دول المنطقة، مشيرا إلى أن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة تهم كل المجتمع الدولي في مقدمته الأممالمتحدة ومجلس الأمن، سواء كان ذلك في ليبيا أوفي منطقة الساحل أوفي أي نقطة أخرى من العالم. وأضاف الوزير أن قضية استقرار مالي تهم كل دول الساحل بما فيها موريتانيا والنيجر وهي قبل كل شئ تهم الماليين وحدهم ،مؤكدا في ذات السياق انه لا يوجد أي اختلاف ما بين الدول التي لها حدود مع مالي،وأما فيما يخص استقرار مالي ووحدته أكد الوزير أن يوم الجمعة القادم سيتم التوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي من قبل جميع الأطراف المعنية. .. الجزائر لن تحيد عن مبادئها في مكافحة الإرهاب اعتبر عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب، المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية والإفريقية، أن الجزائر ملزمة بأخذ التدابير اللازمة التي تحفظ أمن وسلامة ترابها الوطني، نظرا لحالة اللااستقرار التي تعرفها كل حدودنا، مؤكدا ان الجزائر لن تحيد عن مبادئها في مكافحة الإرهاب وفض النزاعات التي تعرفها بعض الدول بالطرق السلمية، ورفضها المطلق للتدخل العسكري. ودق مساهل ناقوس الخطر في ما يتعلق بالتهديد الإرهابي الذي تواجهه الجزائر، نظرا للوضع المتأزم الذي تشهده المنطقة بشكل عام، والدول المجاورة بشكل خاص، أين تبقى تونس تحت ويلات الاضطرابات رغم تمكنها من اجتياز الانتقال المؤسساتي، في حين تواجه السلطة معضلة محدودية الوسائل في التحديات التي تطرحها شساعة الدولتين، ويبقى التهديد الأكبر لأمن الجزائر في نظر مساهل يكمن في مالي وليبيا على وجه الخصوص، التي تعيش حالة من الفوضى العارمة بسبب غياب سلطة مركزية تتولى مهمة بسط السيطرة الفعلية على كامل التراب الوطني الليبي، وتعدد الفاعلين السياسيين والعسكريين فضلا عن المجموعات الارهابية المنتشرة بكثرة. وعبر مساهل عن قلقه إزاء تنامي التهديد الارهابي في منطقة الساحل، والشرط الأوسط وكذا في غرب افريقيا وأنحاء أخرى من العالم، بعدما تمكنت الجماعات الارهابية في بعض الدول من بسط سيطرتها على أقاليم بأكملها وسكانها ومنشآتها الاقتصادية، فضلا عن التوافد المتزايد للمنخرطين الجدد في المجموعات الإرهابية في بؤر النزاع، وحذر الوزير من تعزز العلاقة بين الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان التي تتقاسم حسبه الأهداف والمصالح، معتبرا أن الحالة المأساوية لكثير من اللاجئين والفارين من ويلات الارهاب، جعلهم يركبون أمواج الموت في البحر الأبيض المتوسط، أين تحول هذا الأخير مقبرة جماعية لكثير من فاقدي الأمل والنازحين من وحشية الارهاب ونير الفقر المدقع. وأثنى مساهل على الدور الدبلوماسي الذي تلعبه الجزائر في مكافحة الإرهاب، على الصعيدين الاقليمي والدولي، أين تمكنت الدبلوماسية الجزائرية من بعث الأطر والآليات الخاصة بتحسين مكافحة الإرهاب، وتشجيع مبادرات الحلول السلمية للنزاعات التي تحاول الجماعات الارهابية استغلالها، مؤكدا أن الجزائر على استعداد دائم لتقاسم تجربتها الرائدة في مكافحة الارهاب مع الآخرين، وهذا باستعمال الطرق السلمية وتبني لغة الحوار، مثلما كان علية الأمر في مبادرة الجزائر في التوصل لحل أزمتي ليبيا ومالي، وتجنب التدخل العسكري الذي لن يزيد الطين الا بلة، مثلما حدث في العراق، سوريا وليبيا.