قالت صحيفة الديلى تليجراف أن التدخل العسكرى الروسى فى سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد فى مواجهة الجماعات المسلحة، أثار حرب أسعار النفط بين الكرملين والسعودية. وأشار أندرو كريتشلو فى تقرير بالصحيفة البريطانية، الاثنين، أن قرار موسكو بدء حملة قصف جوى تستهدف الجماعات المسلحة في سوريا، سوف يحدث توترات في أسعار النفط الخام. ويرى الكاتب البريطانى أن تدخل روسيا لا يتعلق فقط بدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، لكنه مثلما كان من قبل فى الثمانينيات عندما تدخلت في أفغانستان، فإن النفط يلعب جزءا كبيرا من قرار الكرملين. وأضاف أن انهيار أسعار النفط، التي تسبب فيها حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة تشل الاقتصاد الروسى. وتعانى روسيا حاليا حالة ركود اقتصادى لأول مرة منذ عام 2009، فكما كان الحال خلال الحرب الباردة فإن النفط يظل أكبر مصدر منفرد للدخل للبلاد. وإذا ما استمرت أسعار النفط في المتوسط أقل من 50 دولارا للبرميل فى العام المقبل بحسب ديلى تليجراف فمن المرجح أن يبدأ الشعب الروسي بالتشكيك في قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، التي وضعت البلاد على مسار تصادمي مع الولاياتالمتحدة. وعلى الرغم من أن أسواق النفط تجد فائض في المعروض النفطي حولي 2 مليون برميل يوميا، فإن كلا من روسيا والسعودية ترفضان تخفيض الإنتاج، لذا فإن تدخل بوتين في سوريا هو محاولة لقلب الطاولة على استراتيجية أمريكا التي تستهدف إفلاس موسكو. وخلص تقرير ديلى تليجراف، إلى أن تدخل روسيا المباشر فى سوريا سوف يؤدى بجميع الأطراف المعنية بما فيها إيران، التي تم رفع العقوبات الاقتصادية عنها مؤخرا، إلى حرب أسعار نفط عالمية تزداد عمقا واستمرارا في ظل أطراف تتسبب سياستها في خفض الأسعار.