قال السفير الفرنسي بالجزائر، في رسالة وجهها إلى الرعايا الفرنسيين بالجزائر، وتم نشرها أمس بالموقع الإلكتروني للسفارة بالجزائر، أن "التدابير الأمنية التي اتخذت في فرنسا لحماية الفرنسيين، بعد اعتداءات الجمعة الماضية، تنسحب على الفرنسيين المقيمين بالخارج. فنحن لا نستبعد أن يبحث الذين ارتكبوا جريمة باريس وسان سان دوني، عن إلحاق الأذى بمواطنينا أو بمباني رمزية، خارج فرنسا". وقال السفير ايميي، بذات الرسالة أن "إجراءات إستثنائية اتخذتها حكومتنا، على الصعيد الوطني لمواجهة هذه الوضعية. فقد تم إعلان حالة الطوارئ في كامل التراب (الفرنسي)، وأجريت أعمال مراقبة منظمة في نقاط الدخول عبر الطرق وسكة الحديد والموانئ والمطارات في كامل التراب الوطني، من دون وقف نشاط المطارات والرحلات الجوية". وإن عززت السلطات الأمنية تدابير الوقاية من الهجمات والاعتداءات الإرهابية في محيط المواقع الفرنسية، بعد الذي حصل بباريس الجمعة الماضي، فإن ذلك لم يظهر للعيان في محيط تلك المؤسسات ، غذ حافظت السلطات الأمنية على نفس التأهب الذي أقرته من قبل. وأوضح برنارد إيمي، أنه وجه طلبا للسلطات الجزائرية قصد دعم الإجراءات الأمنية بمحيط المواقع الفرنسية بالجزائر "خاصة مدارسنا ومعاهدنا". مطالبا الرعايا الفرنسيين بتوخي أقصى درجات الحذر والحيطة "دون الاستسلام إلى الذعر". وأشاد السفير الفرنسي بموقف السلطات الجزائرية من إعتداءات باريس، موضحا أن ذلك "ليس غريبا عن بلد صديق، عاش أكثر من أي بلد آخر عنف الإرهاب. مشيرا إلى أن "رد فعل فرنسا على الاعتداء الذي تعرَضت له، سيكون بالتواصل مع شركائها. وإنه لمن الضروري الحفاظ على برودة الأعصاب والتضامن فيما بيننا، وأن نبقى متحدين جدا هنا بالجزائر". ودعا إيمي مواطني بلده المقيمين بالجزائر، إلى "التزام الحذر يوميا واحترام تعليمات السلامة الأمنية بصرامة وإلى الهدوء والتحلي برباطة الجأش، من دون الاستسلام إلى الذعر وهوالهدف الذي يسعى إليه الإرهابيون". ومثلما درجت عليه سفارة فرنسابالجزائر، فإن الفرنسيين دائما يسارعون إلى توجيه رسائل الحذر لمواطنيهم بالجزائر كلما حدث إعتداء إرهابي سواء بفرنسا أم في أي بلد آخر يستهدف فيه الفرنسيين، ذلك أن الفرنسيين يعتبرون أنفسهم أول من يكون ضحية هجوم إرهابي، وتعتبر فرنسا أول بلد أجنبي من حيث تعدد هيئاته ومؤسساته بالجزائر، مقارنة مع الدول الأخرى، بحكم التاريخ والعامل الثقافي الذي يربط بين الجزائروفرنسا. وأكد إيمي، مخاطبا رعاياه بالجزائر ضرورة الحرص على التقيد بالتعليمات والتدابير الأمنية، المخصصة للرعايا الفرنسيين، سواء الصادرة عن السلطات الجزائرية أوعن وزارة الخارجية الفرنسية، من خلال النصائح الموجهة للمسافرين. وقال أن الرعايا مطالبون بمطالعة هذه النصائح بصفة دورية. وكان آخر ضحية إرهاب فرنسي ، متسلق الجبال هيرفي غورديل ، الذي اختطف من قبل من سموه أنفسهم " جند الخلافة" وأغتيل شهر سبتمبر من العام الماضي، قبل أن تقضي قوات الجيش على مختطفيه الذين كان يتزعمهم عبد المالك غوري.