اتخذت السلطات الأمنية في الجزائر تدابير أمنية استثنائية لتأمين مقر السفارة الفرنسية في الجزائر العاصمة والفنصليات العامة التابعة لها في عنابة ووهران والهيئات الثقافية والمؤسسات الاقتصادية وذلك في سياق مخطط مشدد تم إعداده على خلفية الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع متفرقة في العاصمة الفرنسية باريس. أغلقت القوى الأمنيّة الطريق المؤدي إلى السفارة بالحواجز الحديدية وضاعفت انتشار عناصر الشرطة وتكثيف الدوريات والمراقبة الأمنية كما أغلقت بعض الشوارع المؤدية إلى قنصليتي عنابة ووهران. وأكد مصدر مطلع ل«البلاد" أن السفارة الفرنسية بالجزائر طلبت تشديد إجراءاتها الأمنية تسحبا لمخاطر وتهديدات "مفترضة" عبر عنها سفير فرنسا في مراسلة للسلطات العمومية. وأكد مصدر أمني أنه تمت مضاعفة عدد أعوان الأمن، وتعزيز المخططات الأمنية على مستوى المواقع الدبلوماسية والسفارات والقنصليات والتمثيليات والهيئات الدولية خاصة التابعة للدولة الفرنسية. وكشف المصدر أن "التعزيز بالتغطية الأمنية لم يشمل فقط الهيئات الدبلوماسية والثقافية بل امتد إلى الشركات الاقتصادية في عدة ولايات في شمال وجنوب البلاد ومس أيضا الرعايا الأوروبيين والأجانب، خاصة الفرنسيين". وفي هذا السياق دعت السفارة الفرنسية في الجزائر رعاياها برسائل نصية عبر هواتفهم الى الحذر في تنقلاتهم وتحركاتهم بعد هجمات باريس الإرهابية. وفي سياق متصل وردا على سؤال عما تم تداوله عن وقف فرنسا إعطاء تأشيرات الدخول الى أوروبا "شينغن" قال مصدر مطلع في السفارة "حتى الساعة لم نتلق أي تعليمات جديدة من الخارجية الفرنسية في هذا الخصوص وبناء عليه سنستمر في الإجراءات المعتادة بالنسبة للتأشيرات من الجزائر الى فرنسا. وعلى الصعيد نفسه أكدت مصادر مسؤولة من مركز تجميع ملفات التأشيرة "تي آل آس كونتاكت" أن "المركز لم يتخذ أي قرار بهذا الخصوص حيث لم تلغ المواعيد القائمة ولا يزال استقبال الملفات يسير بشكل عادي". وعلى موقع السفارة الفرنسية أكد السفير، برنار إيمييه، أنه تقدم بطلب إلى السلطات الجزائرية لتعزيز الترتيبات الأمنية حول المنشآت الفرنسية الرئيسية فى الجزائر خاصة المدارس والمعاهد لأنه لا يمكننا استبعاد أن أولئك الذين ارتكبوا اعتداءات باريس وسان دونى لن يسعوا إلى استهداف المواطنين الفرنسيين فى الخارج أو المنشآت الفرنسية. وأكد السفير الفرنسى أنه سيتم إغلاق كافة المعاهد الفرنسية خلال أيام الحداد الثلاثة كما سيتم تنكيس العلم الفرنسى فى كافة المؤسسات الفرنسية فى الجزائر مشيرا إلى أنه رغم حالة الطوارئ التى أعلنت فى فرنسا إلا أن الرحلات الجوية بين الجزائروفرنسا لم تنقطع، متوجها بالشكر للجزائر على مساندتها ودعمها لفرنسا وعلى رسائل التضامن والتعزية التى تم تلقيها من الجميع بمن فيهم كبار مسؤولى الجزائر التى عاشت تجربة العنف الإرهابى.