تلقت الجزائر الضوء الأخضر من واشنطن من أجل احتضان ولادة جديدة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين تحت غطاء مؤتمر دولي للأحزاب الإسلامية، وذلك أشهرا قليلة بعد إعلان رفضها تصنيف الجماعة في قائمة المنظمات الإرهابية، اثر طلب تقدمت به السعودية والإمارات إلى جامعة الدول العربية. يومية "الصباح" اعتبرت أن هذا الأمر، سيضع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية الإسلامي، في حال قبل الدعوة، في مواجهة مع مبدأ المصير المشترك الذي يتشبث به الملك في علاقات المغرب مع دول الخليج. ونقلت جريدة "الصباح" التي افتتحت عددها ليومه الاثنين تناولت بهذا الخبر، أن حزب بنكيران يتعامل بحذر مع مبادرات التقارب الآتية من الجزائر… وبدأت الجزائر بتنزيل مخططها الرامي إلى استعمال التجربتين الناجحتين لكل من النهضة في تونس والعدالة والتنمية في المغرب، من أجل الظهور بمظهر الدولة الراعية للإسلاميين المعتدلين في العالم العربي، منتصف الشهر الماضي، باحتضان الاجتماع المغاربي لأحزاب الوسطية الذي نظم بمناسبة الذكرى 68 لمؤتمر طنجة بمشاركة العدالة والتنمية والنهضة التونسية والعدالة والبناء الليبي وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من موريتانيا، بإعلان سعي الأحزاب المشاركة للعب دور لتفعيل التقارب بين الشعوب في المنطقة وتحقيق الوحدة المنشودة. وأوردت اليومية نفسها أن عبد الرزاق المقري، عن حركة مجتمع السلم الجزائرية، كشف في تصريح للصحافة الجزائرية السبت بأن الأحزاب الخمسة ستعقد في الاسابيع المقبلة لقاء قمة يحضره زعماء أحزاب بمن فيهم بنكيران، للتوقيع على ميثاق مبادئ للتعاون والتنسيق، كاشفا عن قرار تنظيم لقاءات دورية لملتقى الأحزاب المغاربية ذات المرجعية الإسلامية، التي عبرت عن إرادتها في أداء أدوارها تحقيقا للمشروع الوحدوي وتحمل مسؤولياتها مثلما فعلت الأحزاب التي أسست لفكرة الوحدة وتجاوز المعيقات والركود الذي يعرفه هذا المشروع. ووفق الجريدة فستزيد الخطوة الجزائرية من شدة الصراع مع السعودية والإمارات، إذ سبق للخارجية الجزائرية أن أعلنت أنها حريصة على التعامل الايجابي مع القرارات التي اتخذتها بعض البلدان العربية لضمان الاستقرار. لكن الجزائر لا تستطيع العمل خارج منطق القضاء والأدلة لتجريم الجماعات الإسلامية ومنها "الإخوان المسلمين".