وصل مساء أمس المنتخب الوطني الجزائري إلى مدينة بانغي عاصمة إفريقيا الوسطى بعد رحلة طويلة دامت خمس ساعات من مطار هواري بومدين الدولي. وكانت ظروف الرحلة جيدة رغم طول مدتها وهو ما أجمع عليه معظم لاعبي "الخضر"، وهذا في انتظار موعد المباراة التي ستلعب غدا على الساعة الثالثة زوالا بالتوقيت الجزائري. الوصول كان على الساعة 17:30 في ظروف مريحة وحطت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية في مطار بانغي الدولي في حدود الساعة الخامسة ونصف بعدما أقلعت من مطار الجزائر في الساعة منتصف النهار ونصف وعلى متنها العناصر الوطنية رفقة رئيس الاتحادية محمد روراوة. وكان وصول الوفد الجزائري في ظروف مريحة للغاية بسبب التنظيم المحكم الذي ميز خروج اللاعبين من المطار، وهو ما أراح كثيرا الطاقم الفني الوطني وعلى رأسه المدرب عبد الحق بن شيخة الذي كان متخوفا من بداية المشاكل لحظة وصول فريقه إلى المطار. ممثل السفارة في الكونغو وزفزاف وشنيوني في الاستقبال ووجدت عناصر المنتخب الوطني في استقبالها لحظة الوصول إلى مطار بانغي الدولي ممثل السفارة الجزائرية في الكونغو الذي كان حاضرا بسبب غياب ممثلية دبلوماسية جزائرية في جمهورية إفريقيا الوسطى، لذلك فإن سفارة الجزائر في الكونغو تعتبر ممثل الجزائر في البلدان المجاورة لها التي تفتقد ممثلية دبلوماسية على غرار جمهورية إفريقيا الوسطى، وبالإضافة إلى ممثل السفارة كان كل من زفزاف وشنيوني في استقبال الفريق بصفتهما ممثلين للاتحادية الجزائرية بعدما سبقا المنتخب الوطني إلى هناك لتهيئة جميع الظروف المناسبة لإقامة "الخضر" في إفريقيا الوسطى. الخروج من القاعة الشرفية يُحدث مشكلا ووجد المنتخب الوطني بعض الصعوبات للخروج من مطار بانغي الدولي بسبب رفض السلطات المحلية إخراج لاعبي "الخضر" من القاعة الشرفية حيث قالوا المسؤولون إن الفريق سيخرج من القاعة العادية المخصصة لخروج مواطني إفريقيا الوسطى، وهو ما رفضه كل من شنيوني وزفزاف اللذين لم يتقبلا الأمر وأصرا على خروج اللاعبين من القاعة الشرفية بصفتهم ممثلين للجزائر في بلد آخر، وبعد أخذ ورد وإصرار من طرف ممثلي الاتحادية الجزائرية رضخت سلطات المطار إلى طلبهما وقررت في الأخير السماح للوفد الجزائري بالخروج من القاعة الشرفية. اللاعبون لم يتأخروا في الخروج من المطار وبعد الظروف المريحة التي ميزت الرحلة من الجزائر إلى مدينة بانغي وجد اللاعبون الأمر نفسه عند وصولهم إلى مطار بانغي الدولي، حيث لم يطل انتظارهم للخروج منه بعدما كانت كل الوثائق والاستمارات الخاصة بالخروج جاهزة ومملوءة من طرف ممثلي الاتحادية الجزائرية الموجودين هناك منذ مدة، وهو ما يؤكد سهر الاتحادية الجزائرية على راحة اللاعبين الذين لم يبقوا سوى خمس دقائق داخل قاعة الانتظار تم استغلالها من طرف اللاعبين للراحة، وبعدها توجهوا مباشرة إلى الحافلة المخصصة لهم التي أقلتهم مباشرة إلى فندق "الوسط". الإذاعة المحلية تستجوب بن شيخة لحظة صعود لاعبي المنتخب الوطني إلى الحافلة المخصصة من طرف اتحادية إفريقيا الوسطى لكرة القدم، قامت الإذاعة المحلية هناك باستجواب المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة وسأله صحفي القناة الإذاعية عن ظروف المنتخب الوطني في ظل تواجد عدد كبير من اللاعبين المصابين، لكن بن شيخة اكتفى بالقول إن المباراة عادية ولم يرد تقديم تفاصيل أكثر حول عناصره رغم أن صحفي القناة الإذاعية المحلية أراد الحصول على بعض التفاصيل منه، لكن لم يكن له ما أراد في ظل إصرار بن شيخة على التكلم عن الظروف المناخية للمباراة وكل ما له علاقة بالظروف الخارجية للقاء. اللاعبون توجهوا إلى الفندق في ظروف أمنية مشدّدة وكانت وجهة لاعبي المنتخب الوطني من المطار مباشرة إلى الفندق الذي سيقيمون فيه حتى يأخذوا قسطا من الراحة، وذلك قبل إجراء حصة تدريبية خفيفة لإزالة الإرهاق بعد طول الرحلة التي أقلتهم إلى جمهورية إفريقيا الوسطى. وكانت حافلة المنتخب الجزائري المتوجهة من المطار نحو فندق "الوسط" محاطة بحراسة أمنية مشددة، حيث شهدت تواجد عدد كبير من العساكر الذين رافقوا الحافلة إلى غاية وصولها إلى الفندق، كما كان عناك عدد من العساكر عند مدخل الفندق وهو ما يؤكد على أهمية المباراة في نظر جمهور إفريقيا الوسطى الذي سبق له أن أظهر عداءه تجاه البعثة الصحفية لجريدة "الهداف" التي كادت أن تتعرض إلى اعتداء بسبب اقترابها من الملعب الذي ستقام فيه المباراة. ... وانتظروا وصول الحقائب وانتظر لاعبو المنتخب الوطني وصول أمتعتهم بعدما التحقوا بالفندق الذي سيقيمون فيه لمدة يومين، لأن إنزالها من الطائرة وإخضاعها للمراقبة يتطلب وقتا أطول وعليه فإن وصول الأمتعة إلى الفندق تأخر نوعا ما، وهو ما دفع اللاعبين إلى الانتظار إلى غاية وصولها إلى الفندق حتى يتمكنوا من إجراء الحصة التدريبية المبرمجة لإزالة الإرهاق والتي تمت بالحديقة المجاورة للفندق. ---------------------- سبعة جزائريين في انتظار المنتخب الجزائري وجد المنتخب الجزائري والوفد المرافق له عددا من الجزائريين الذين أبوا إلا أن يكونوا في الموعد لتشجيع زملاء عنتر يحيى، وقد وصل عدد الجزائريين الذين وجدناهم في المطار إلى حوالي سبعة أشخاص ومن بينهم فتاتين، حيث يعمل هؤلاء الجزائريون في عدد من الشركات الأجنبية الموجودة في إفريقيا الوسطى والذين يعملون لوقت معين على أن يعودوا بعدها إلى الجزائر، وقد كان من بينهم أيضا شخص واحد يقيم هناك ويعمل بشكل مستمر في هذا البلد الفقير وسبق له أن عمل في عدد كبير من الدول الإفريقية وليس في جمهورية إفريقيا الوسطى فقط. اللاعبون تأكدوا من الظروف الصعبة هذا وقد لاحظنا تأثرا شديدا لدى مختلف اللاعبين للظروف المعيشية الصعبة التي تميز هذا البلد، حيث تأكدوا من صحة المعلومات التي سمعوا عنها في مختلف وسائل الإعلام الوطنية والتي تحدثت عن صعوبة العيش في بلد يفتقر لأدنى شروط الحياة المريحة بالنسبة لمواطنيه، وهو ما لمسه اللاعبون لحظة خروجهم من المطار في طريقهم إلى الفندق الذي سيمكثون فيه لوقت قصير، رغم الظلام الذي كان سائدا لحظة توجههم إلى الفندق. وكانوا ينتظرون ظروفا أصعب لكن الشيء الذي شد انتباهنا أكثر عند عناصر المنتخب الوطني هو أنهم لم يتفاجأوا للظروف المعيشية الصعبة التي شاهدوها بأم أعينهم، وهو ما يؤكد أنهم كانوا ينتظرون وجود مثل تلك الظروف أو أكثر منها، وقد اكتفوا بالحديث عن صحة الأخبار التي تم تداولها مؤخرا وكانت جريدة "الهداف" من بين الذين تحدثوا عنها، بعدما سجلت حضورها في جمهورية إفريقيا الوسطى يومين قبل وصول المنتخب الوطني، وحاولت أن تنقل الصورة على حقيقتها. يبدة ولحسن من أشد المتأثرين وقد كان كل من وسط ميدان نادي "نابولي" حسان يبدة ولاعب "سانتاندير" الإسباني مهدي لحسن أشد المتأثرين لما رأوه من مظاهر الفقر على الطريق المؤدي من المطار إلى الفندق، رغم أن الطريق يعتبر أهم طريق في جمهورية إفريقيا الوسطى بما أنه يؤدي إلى القصر الرئاسي، وهذا راجع لعدم امتلاك لحسن ويبدة التجربة في مثل هذه السفريات بعدما انضما مؤخرا إلى صفوف "الخضر" ولم يسبق لهما أن لعبا في أحد البلدان الإفريقية الفقيرة، وقد شاهدا كيف يعاني شعب إفريقيا الوسطى حيث لمسا من تلك المظاهر عدم توفر أي عامل من عوامل الحياة الكريمة التي ينعم بها لاعبونا سواء عند قدومهم إلى الجزائر أو في حياتهم اليومية في أوروبا. سفير الجزائر في الكونغو يصل اليوم سيصل اليوم إلى إفريقيا الوسطى سفير الجزائر في الكونغو الذي أبى إلى أن ينتقل إلى هناك من أجل الوقوف على كل صغيرة وكبيرة تخص المنتخب الوطني في بانڤي، ويأتي حضور سفير الجزائر بالكونغو إلى إفريقيا الوسطى بسبب غياب ممثلية دبلوماسية جزائرية في هذا البلد الإفريقي الذي لا تربطه مع الجزائر علاقات كثيرة، هذا وتعد السفارة الجزائرية بالكونغو الممثلة الوحيدة للجزائر في جمهورية إفريقيا الوسطى. عمال الفندق يستبدلون أفرشة الغرف استبدل عمال فندق الوسط بطلب من إدارة الفندق الذي سيقيم فيه المنتخب الوطني أفرشة الغرف التي سيقيم فيها "الخضر"، ويبدو أن إدارة الفندق قد تلقت أوامر مباشرة من اتحادية إفريقيا الوسطى لكرة القدم لتغيير أفرشة الغرف، بسبب تدهور حالتها وانبعاث بعض الروائح الكريهة منها، وهذا قصد توفير أدنى شروط الراحة للمنتخب الوطني الذي حل أمس بالفندق. رئيس اتحادية إفريقيا الوسطى عسكري يعد رئيس اتحادية إفريقيا الوسطى لكرة القدم "نڤايسونا إيدوارد باتريك" رجلا عسكريا، وهذا بعدما لفت انتباهنا عند حضوره إلى مطار بانڤي الدولي لاستقبال المنتخب الوطني تلقيه التحية العسكرية من طرف أعوان الأمن داخل المطار، وبعد استفسارنا الأمر ظهر أن "نڤايسونا" رجل عسكري وهو في الوقت نفسه رئيس اتحادية إفريقيا الوسطى والتي يبدو أن العسكر فيها يسيطرون على كل المناصب المهمة في البلاد بما في ذلك منصب رئيس اتحادية كرة القدم. روراوة يتلقى ورودا من البلاستيك وعند استقبال رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة، من طرف مسؤولي رياضة كرة القدم في إفريقيا الوسطى، تسلم روراوة باقة من الورود البلاستيكية، وهذا نظرا لانعدام الورود الحقيقية في هذا البلد الذي لم يجد شعبه حتى أبسط ظروف العيش فكيف يمكن أن تتوفر فيه ورود حقيقة وهو الذي يعتبر بمثابة صحراء قاحلة لا يوجد فيها أي شيء. انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي هذا وقد شهد فندق الوسط الذي تقيم فيه العناصر الوطنية عدة انقطاعات كهربائية منذ ظهر أمس وإلى غاية وصول المنتخب الوطني، وهو ما ميزه أيضا خلال الأيام السابقة التي كنا حاضرين فيها لاكتشاف هذا البلد الإفريقي، وقد كانت الانقطاعات متكررة كثيرا الشيء الذي قد يؤثر في تركيز المنتخب الوطني المقبل على مباراة مهمة غدا الأحد. المنتخب الوطني جلب معه الأكل من الجزائر تميزت الرحلة التي أقلت أمس المنتخب الوطني من مطار هواري بومدين في الجزائر إلى مطار بانڤي الدولي، بجلب الاتحادية الجزائرية الأكل وهذا حتى تتجنب أن تشتري أي شيء من هنا ما قد يضر بلاعبي المنتخب الوطني عشية مباراة مهمة في باقي مشوار التأهل إلى كأس إفريقيا 2012، حيث فضلت الاتحادية الجزائرية أن توفر لطباخ المنتخب كل ما يريده لتحضير وجبات متوازنة وصحية لأعضاء الفريق والبعثة، وقد تنوع الأكل الذي تم جلبه من الجزائر إلا أنه تميز بغياب اللحم الذي سيتم اقتناؤه من هنا بسبب سرعة تلفه. الحصة التدريبية جرت في حديقة الفندق مباشرة بعد وصول المنتخب الوطني إلى فندق الوسط بإفريقيا الوسطى، وبعد وصول حقائب وأمتعة الفريق توجه لاعبو المنتخب الوطني إلى حديقة الفندق لإجراء الحصة التدريبية التي كانت مبرمجة عقب وصولهم إلى إفريقيا الوسطى، وقد تم إجراء الحصة التدريبية بحديقة الفندق التي تتميز بصغر حجمها حيث لا تتعدى مساحتها العشرين مترا مربعا، وذلك حتى لا يتم نقل اللاعبين مرة أخرى إلى الملعب وإعادتهم إلى الفندق، في ظل الظلام السائد خارج الفندق بسبب غياب الإنارة العمومية. بن شيخة: "نحن مركزون على تحقيق نتيجة إيجابية ولا تهمنا الظروف الصعبة" مباشرة بعد وصوله إلى مطار بانڤي تحدث بن شيخة إلى الصحفيين الذين كانوا موجودين هناك لاستقبال الفريق، وقال إن الفريق الآن مركز على مباراة الغد رغم الظروف المناخية الصعبة التي تنتظر الفريق وقال: "صحيح أننا نشعر بدرجة حرارة معتدلة، لكن لا يجب أن ننخدع بذلك لأننا وصلنا في المساء ومن الطبيعي أن تكون درجة الحرارة معتدلة، سننتظر لغاية الغد لنلاحظ إن كانت هناك حرارة شديدة، لكن كل هذا لا يهمنا الآن ونحن مركزون على المباراة المهمة التي تنتظرنا، كل اللاعبين يريدون تحقيق نتيجة جيدة وسنعمل جاهدين لتحقيق ذلك".