في الوقت الذي لازالت فيه القبضة الحديدية متواصلة بين أندية الهواة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، يواصل الطاقم الفني لنادي الرغاية برنامجه الذي يرتكز على خوض أكبر عدد من المباريات التحضيرية.. لإبقاء اللاعبين في أجواء المنافسة تجنبا لحدوث أي طارئ، حيث شهدت هذه المباريات تألقا لافتا لأشبال المدرب مراد رحموني الذين باتوا يقدمون عروضا قوية ويفوزون بنتائج عريضة بعثت الأمل في نفوس عشّاق النادي في رؤية الفريق يحلّق عاليا في الموسم الجديد بعد سلسلة التغييرات الجذرية التي مسّت التركيبة البشرية، وآخرها الانتصار العريض على وفاق سور الغزلان بثلاثية نظيفة الخميس الماضي، لكن هذه النتائج تبقى في حاجة إلى تأكيد في المنافسة الرسمية مادام أن الاختلاف شاسع بين اللّقاءات الودّية والرسمية. الهجوم نقطة قوّة التشكيلة الحديث عن تألق تشكيلة رحموني في الفترة التحضيرية يقودنا إلى الوقوف عند الفعالية الكبيرة التي ما فتئ يظهرها الخط الأمامي الذي نجح في توقيع الكثير من الثلاثيات في المباراة الواحدة، فعلى الرغم من التخوفات التي أبداها بعض المقرّبين من بيت النادي في فترة سابقة حول عدم قيام الإدارة بتدعيمات نوعية في الهجوم ورحيل المخضرم منير دوب الصيف الماضي، إلاّ أنّ عناصر القاطرة الأمامية عرفت طريقها نحو الشباك في معظم المواجهات، إذ يعتبر هذا الخط الأبرز من بين الخطوط الثلاثة والأكثر إقناعا وإمتاعا إلى حدّ الآن، وفي حال مواصلته بنفس الفعالية سيكون إحدى أبرز نقاط قوّة التشكيلة هذا الموسم، وتبقى النقطة الإيجابية التي تحسب لصالح التشكيلة هي مشاركة الجميع في تسجيل الأهداف مادام أنّ هذه المهمّة لا تقتصر على المهاجمين فقط. أوراق رحموني تتبعثر من جديد ولم يكن المدرّب مراد رحموني ينتظر أن يظهر أشباله بمثل هذا المستوى بعد أن كان في البداية متخوّفا جدّا من ضعف بعض العناصر التي أكّد أنّها غير قادرة على فرض نفسها في التشكيلة الأساسية، وهو ما دفعه إلى الحسم في هذه المسألة باختياره العناصر التي ستبدأ الموسم أساسية، غير أنّ تأخر انطلاق البطولة بعثر أوراقه ووجد نفسه مضطرا لإعادة حساباته مادام أنّ تألق بعض اللاعبين لم يمرّ عليه مرور الكرام بل جعله يفكّر أكثر من أي وقت مضى في إعادة النظر في التشكيلة التي سيعتمد عليها بعد انفراج الأزمة، ذلك أنّ المباريات التحضيرية المكثفة كانت حافزا هاما لزملاء عبّاد من أجل المثابرة في العمل وتحسين مستواهم ومن ثمّ الرّد على تصريحات رحموني المنتقدة لأدائهم الهزيل في البداية، لذا ستكون الفترة المقبلة حاسمة في تحديد هوية العناصر التي كسبت ثقة الطاقم الفنّي. التفاؤل موجود، لكن ... وبالرغم من أنّ الحديث الآن عن ترشيح الرغاية لأداء موسم في المستوى سابق لأوانه على خلفية أنّ نتائج المباريات الودّية لم تكن يوما معيارا للحكم على مستوى أيّ ناد، إلاّ أنّ أسرة النادي تتفاءل بظهور التشكيلة بمستوى طيّب إذا واصلت عروضها المتميّزة ولم يتسلّل الملل إلى نفوس اللاعبين بفعل التأخر الرهيب في انطلاق الموسم الجديد، حيث يبقى غياب المنافسة الرسمية هو الهاجس الوحيد بالنسبة للتشكيلة التي تخشى تواصل نفس السيناريو في الأيام القادمة، حيث على المدرّب رحموني أن يحتاط من أيّ سيناريو غير متوقع من خلال السعي إلى تحفيز أشباله وخلق أجواء تنافسية بينهم كي لا يفقدوا التركيز ويواصلوا التحضير بكلّ جدّية إلى غاية اتضاح الرؤية حول موعد انطلاق البطولة.