اقترب موعد البطولة وكل الفرق تسعى من أجل تحديد التشكيلة الأساسية، ولكن بالنسبة لاتحاد العاصمة فإن المدرب سعدي لم يأخذ فكرة بعد عن الهجوم وعن العناصر التي ستقود القاطرة الأمامية، فهناك ستة عناصر تمزج بين الخبرة والشباب، وهو الأمر الذي يضع المدرب في حرج، فسياسة التشبيب تجبره على منح الفرصة للجيل الصاعد.. ولكن بالمقابل فإن ضغط الأنصار يحتم عليه الاعتماد على عناصر ذات خبرة وتجربة تضمن له الفوز في المباريات الأولى، ومن هذا المنطلق نجد الطاقم الفني بين نارين، إما المجازفة بالشبان، وإما التضحية بهم لصالح أصحاب الخبرة والتجربة، خاصة وأن طبيعة أول لقاء تحتم عليه ذلك، كون المنافس من الفرق التي يحسب لها ألف حساب. تألق أوزناجي في التربص ينبئ بمنافسة قوية من جانب آخر، يعمل المدرب سعدي على اختيار العناصر التي قامت بتربص في المستوى ومن بينهم نجد العائد نوري أوزناجي الذي تمكن من البروز في أكثر من مناسبة، وهو دليل آخر على أنه يعمل بقوة من أجل استعادة مستواه الحقيقي، لكنه غير مستقر من ناحية الأداء، فهو تارة يتألق بشكل لم يصل إليه أي أحد من زملائه، وتارة نجده بعيدا عن مستواه، ما يعرضه لخطر الجلوس على مقعد البدلاء. هدافا الموسم الماضي لا يريدان التفريط في مكانتيهما بالمقابل، ينافس أوزناجي نور الدين دحام وحميدي الشيخ المتألقين الموسم الماضي، فكلاهما كانا هدافي الفريق وخاصة حميدي الذي كاد يحرز لقب هداف الموسم، لذا فهما لا يريدان التفريط في مكانتيهما وهما أيضا أظهرا مستوى جيدا خلال فترة التحضيرات خاصة في تربص فرنسا، وهو الأمر الذي يضع المدرب في حرج. ثلاثة مهاجمين لمنصبين في الخطة الرئيسية وينحصر التنافس بين الثلاثي المذكور آنفا لأن المدرب سعدي تعود خلال الموسم الماضي وخلال المباريات الودية أثناء التربص على اللعب بخطة 4/4/2، وهي الخطة التي تحتم عليه الاعتماد على مهاجمين فقط، ومن ثم سيجد اللاعب الثالث الذي لا يقع عليه اختيار سعدي نفسه ضمن قائمة البدلاء، ولكن هناك خطة ثانية حسب ظروف المباراة قد تمكن المهاجم الثالث من التواجد رفقة هذا الثنائي، وهذا عندما يتم تطبيق 4/3/3 ولكن هذا لا يعني أن المشكل ينتهي وإنما هناك عدد من اللاعبين الشبان يريدون اللعب كأساسيين. مكلوش لا يريد البقاء في مرتبة الشبان أول هؤلاء الشبان الصاعدين هو معاوية مكلوش الذي سجل هو الآخر تألقا لافتا نهاية الموسم المنصرم، وحتى خلال التربص لم يكن سيئا بل حاول خلال الفرص التي أتيحت له أن يظهر مستوى يقنع به المدرب سعدي، ومن ثم تعزيز فرص تواجده أساسيا، وبما أنه تألق في الموسم الماضي والذي قبله، فإنه يريد حاليا التخلص من صفة الشبان، ليضع نفسه أساسيا ومع الأكابر. آيت الطاهر يسعى لتعويض ما فاته وإلى جانب مكلوش، نجد الشاب آيت الطاهر الذي تمكن من البروز في المرحلة الأولى من الموسم الماضي، إلا أن الإصابة أبعدته عن المنافسة خلال مرحلة الإياب، ولكن رغم ذلك عاد في بداية تحضيرات الموسم الجديد، ويسعى للتألق دائما مع الفريق في هذه البداية حتى يعوض ما فاته الموسم الماضي، خصوصا وأنه ترك انطباعا حسنا لدى الأنصار الذين تأسفوا لغيابه الطويل حيث سجل عددا من الأهداف خاصة ذلك الهدف في ملعب بولوغين أمام شبيبة بجاية. عناني تأقلم ويريد الحصول على فرص جديدة سادس مهاجم في الاتحاد هو اللاعب حمزة عناني الذي تم استقدامه شهر جانفي الماضي خلال فترة التحويلات الشتوية، قادما من شبيبة بجاية، وبدأ مع مرور الوقت يتأقلم مع ناديه الجديد، لكنه لم يحصل على عدد كبير من الفرص إلى غاية الجولات الأخيرة التي سمحت له بالبروز وتمكن من الظهور بمستوى لا بأس به، أكده خلال المباريات الودية الأخيرة وهو الآخر يريد الحصول على فرصة خلال المباريات الرسمية. تحويل سايح إلى وسط ميدان خفف الضغط وكانت المنافسة ستكون أكبر لو أبقى المدرب سعدي على الشاب سعيد سايح كمهاجم أيسر، لكنه رأى أنه يصلح في منصب وسط ميدان على الجهة اليسرى أحسن من مهاجم صريح، لذا بات يعتمد عليه في منصب صانع ألعاب رفقة عشيو، لذا فإن هذا التغيير خفف قليلا من المنافسة. لاعبو الوسط بإمكانهم المساهمة في الهجوم وإذا كان التنافس بين العناصر الستة في هجوم نادي “سوسطارة“، فإن لاعبي الوسط ليسوا لاعبين يقتصر دورهم على بناء اللعب فقط، فالكرة الحديثة تجعل لاعبي الوسط مساهمين في الهجوم، وهو ما يشكل ضغطا أشد على رفقاء الهداف شيخ حميدي، ويضعهم في حرج كبير في حال عجزهم عن بلوغ الشباك وتمكن لاعبي الوسط من فعل ذلك. الكل يريد اللعب أساسيا سيكون الموعد بعد أسبوع من اليوم مع انطلاق البطولة الوطنية التي تسعى فيها عديد الأندية تحقيق عدة أهداف، وفيما يتعلق باتحاد العاصمة فإن الأمور واضحة هذا الموسم بلعب الأدوار الأولى لا غير نظرا لثراء التعداد بالإضافة إلى أن الإدارة حافظت على جل تعداد الموسم المنقضي بالإضافة إلى الإبقاء على المدرب الرئيسي نور الدين سعدي ووفرت كل الإمكانات اللازمة لإجراء التحضيرات في المستوى المطلوب.. والدليل على ذلك القيام بالتربص الأول الذي كان في فندق “شيراطون“ بالعاصمة وبعده التنقل إلى فرنسا لإجراء التربص الثنائي هناك في مركب “ليوناردو دافنشي“ بمدينة “ليس” لمدة ثلاثة أسابيع كاملة وهو ما لم يحدث مع أي ناد على الصعيد المحلي، وما وقفنا عليه مؤخرا من خلال الحصص التدريبية أن المدرب سعدي يوجد في وضعية صعبة تتمثل في تحديد التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها أول مباراة ستكون أمام وفاق سطيف الجمعة المقبل، خاصة وأن كل لاعبيه يريدون المشاركة كأساسيين للمساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية. ثراء التعداد يصعب من مهمة تحديد التشكيلة صحيح أن المدرب نور الدين سعدي مرتاح من جهة أن جل لاعبيه في أحسن أحوالهم في الخطوط الثلاثة وأبانوا عن جاهزية كبيرة في مختلف المباريات الودية التي أجراها الفريق، لكن ذلك لا ينجيه من الوقوع في وضعية محرجة في كيفية اختيار قائمة ال 18 التي تكون معنية بلقاء وفاق سطيف، لأن معظم اللاعبين يأملون في المشاركة من دون افتعال أي مشاكل، والطموح في المشاركة كأساسي يبقى طموحا مشروعا لكل اللاعبين بمن فيهم الشبان الذين رقاهم سعدي هذا الموسم في صورة ربيكة، بن علجية، مكلوش والقادم الجديد حمادة وحتى هريات الذي أبهر الجميع بإمكاناته في المباريات الودية في انتظار التأكيد خلال المنافسة الرسمية. الجدد برهنوا على أحقيتهم في اللعب ليس اللاعبون القدامى والشبان فقط في الاتحاد من يسعون للظفر بمكانة أساسية بل حتى الأوجه الجديدة التي استقدمتها الإدارة هذه الصائفة، في صورة زيان شريف القادم من جمعية الشلف والذي تأقلم بسرعة مع الفريق ومن المنتظر أن يعتمد عليه سعدي في أول مباراة أمام وفاق سطيف نظرا للخبرة التي يتمتع بها ابن سعيدة، دون أن ننسى المدافع عبد المالك مرباح الذي أدى مباريات في المستوى خلال التحضيرات في فرنسا وأظهر للمدرب سعدي أنه ورقة رابحة بإمكانه الاعتماد عليها نظرا للجاهزية الكبيرة والإمكانات التي يتمتع بها لاعب الرغاية السابق، نفس الشيء فيما يتعلق بهريات الذي سيكون بنسبة كبيرة أساسيا في اللقاء الأول أمام وفاق سطيف، فيما تبقى حظوظ اللاعب الشاب شافعي ضئيلة وهو الذي أبهر الجميع بمستواه خلال التربص في فرنسا والدليل على ذلك اهتمام مسيري نادي “تروا“ الفرنسي بخدماته، كما ننتظر مشاهدة المهاجم المغترب حمادة كذلك الذي يسعى للظفر بمكانته هو الآخر على الرغم من صعوبة المهمة في ظل تواجد أسماء بارزة وتوجد في أحسن أحوالها على غرار حميدي، دحام وأوزناجي. التفكير في لقاء سطيف بدأ لا يدور حديث داخل بيت اتحاد العاصمة في الآونة الأخيرة إلا عن اللقاء الأول في البطولة الذي سيجمع أصحاب الزي الأحمر والأسود بنظرائهم من وفاق سطيف في قمة الجولة الأولى من الموسم الجديد، وهي المباراة التي ستجلب إليها الأنظار من دون شك نظرا لقيمة الفريقين، ويركز أشبال سعدي جيدا على هذا اللقاء الذي يفصلنا عنه أسبوع فقط ولا يريد أن يضيع رفاق حميدي فرصة تحقيق النقاط في هذا اللقاء ولو كان ذلك على حساب الأداء بالنظر إلى الجاهزية التي يوجد عليها لاعبو الفريق المنافس الذين شاركوا في عدة مباريات من المستوى العالي في رابطة الأبطال الإفريقية وخرجوا منها بشرف، وهم الذين كانوا يستحقون على الأقل المرور إلى الدور نصف النهائي بشهادة كل المتتبعين. التشكيلة الأساسية لم تتضح بعد قيل الكثير عن التشكيلة الأساسية للاتحاد التي ستدخل في اللقاء الأول، لكن بعد الاقتراب من أعضاء الطاقم الفني وعلى رأسهم المدرب سعدي فقد أكد لنا أنه لا ينوي الإفصاح عنها إلا في اليومين الأخيرين قبل اللقاء حتى لا يؤثر في تركيز لاعبيه ويبقوا في نفس وتيرة العمل على أمل أن يشارك كل اللاعبين في هذه المباراة، وهو عامل يراه المدرب مهما في تحضير مثل هذا النوع من اللقاءات ترقبا لأي طارئ في الحصص التدريبية الأخيرة مثلما حدث بحر الأسبوع الجاري مع شحيمة الذي تعرض لإصابة خلال حصة تدريبية عادية. خوالد، طاتام، شحيمة ورابحي غير معنيين هناك بعض اللاعبين غير المعنيين بهذه المواجهة بسبب الإصابة في صورة رابحي وشحيمة، فيما يأمل طاتام وخوالد في المشاركة، إلا أن ذلك يبقى مستبعدا بالنظر إلى أنهما لم يحضرا كما ينبغي مع المجموعة في التربص وكانا مصابين واندمجا في العمل مع المجموعة في الحصص التدريبية الأخيرة بعد العودة من فرنسا، ولا يختلف اثنان على أن خوالد يعتبر ركيزة أساسية في التشكيلة الأساسية وينتظر سعدي عودته بفارغ الصبر وهو اللاعب متعدد المناصب الذي كان بمثابة الحل بالنسبة لسعدي في كل مآزقه الموسم المنصرم، حين لعب في محور الدفاع، الجهة اليمنى واليسرى بالإضافة إلى منصبه المفضل وسط الميدان الدفاعي. حراسة المرمى محسومة مسبقا لعبدوني المنصب الوحيد الذي حسمت أموره مسبقا هو حراسة المرمى لصالح الحارس الأول مروان عبدوني الذي يوجد في أحسن أحواله وسيكون ضمن التشكيلة الأساسية لسعدي في اللقاء الأول أمام وفاق سطيف، إلا أن ذلك لا يمنع الحارسين الآخرين من منافسته على منصبه، ويتعلق الأمر بالمتألقين منصوري ومعزوزي اللذين يوجدان هما كذلك في أحسن لياقة وينتظران فقط الفرصة لاغتنامها مثلما أكدا لنا ذلك في مختلف الفرص التي جمعتنا بهما، وعلى عبدوني أن يكثف من حجم العمل ويؤكد على أحقيته في اللعب أساسيا هذا الموسم وهو الذي لعب تقريبا كل مباريات الموسم المنقضي مع الاتحاد. --------------------- سايح “مستحيل أن تذهب تضحياتنا سدى“ بعد أسبوع من الاستئناف، كيف تجري تحضيراتكم؟ تحضيراتنا تجري بطريقة عادية جدا بحيث نعمل بكل جدية من أجل أن نكون على أتم الاستعداد. وكيف هي الأجواء داخل المجموعة؟ الأجواء رائعة والحماس موجود كالعادة، فقد تعودنا على العمل بهذا الحماس الكبير الذي ينسينا عناء ومشقة التحضيرات. هل يمكن القول إنكم على أتم الاستعداد للدخول في المنافسة؟ لا يمكنني أن أقول لك إن فريقنا جاهز، لكننا مثل بقية الفرق حضرنا كما ينبغي هذه الصائفة وكان لنا متسع من الوقت. نعود إلى تربصي “شيراطون“ وفرنسا، كيف تقيّمهما؟ في تربص “شيراطون” قمنا بعمل كبير خاصة من الناحية البدنية وسهرنا على إنجاح هذه التحضيرات، أما فيما يتعلق بتربص فرنسا فقد كان بمثابة تكملة للتربص الأول وقضينا ثلاثة أسابيع كاملة خارج أرض الوطن وفي شهر رمضان، وهو التربص الذي كان مفيدا خاصة أننا أجرينا فيه عدة مباريات ودية. على ذكر اللقاءات الودية، كيف وجدت مستواكم ابتداء من اللقاء الأول أمام المدية إلى غاية آخر لقاء أمام “تروا”؟ لقد أجرينا ثلاث مباريات في العاصمة ضمن برنامج التربص الأول وحينها كنا في بداية التحضيرات وفي تربص فرنسا أجرينا عدة مباريات أخرى وصلت إلى خمس على ما أعتقد وآخرها أمام “تروا” الذي يعتبر منافسا محترما ويلعب في المستوى العالي بفرنسا حيث وقفنا الند للند أمامه ما أكسبنا ثقة أكبر في النفس وسنحاول التأكيد عليها هنا بعد العودة في المباريات التي سنجريها. هل سنرى الوجه الحقيقي لسايح هذا الموسم؟ الشيء الذي أفرحني وأراحني كثيرا هو أنني لأول مرة أجري فترة التحضيرات من دون أي إصابة والحمد لله، وهذا ما يحفزني أكثر على الدخول في الموسم الجديد بكل قوة، أطلب من أنصارنا الوقوف إلى جانبنا ومستعدون لتقديم كل ما لدينا في سبيل إفراحهم، وعن الوجه الحقيقي لسايح فأقول لهم سترونه هذا الموسم الذي سيكون استثنائيا للاتحاد. ماذا يمكن أن تقول عن اللقاء الأول أمام وفاق سطيف؟ هذا اللقاء سيكون مثيرا وكبيرا مثلما جرت عليه العادة، حيث يعتبر قمة الجولة، نتمنى أن نكون في المستوى المطلوب ولا نخيب الآمال والمهم في هذا اللقاء أن نحقق النقاط الثلاث قبل كل شيء ولو كان ذلك على حساب الأداء.